شرح ما تقدم قراءته من آيات الباب .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- : " باب الترغيب في الزهد في الدنيا والتقليل منها " :
الدنيا هي حياتنا هذه التي نعيش فيها، وسمّيت دنيا لسببين، السبب الأول: أنها أدنى من الآخرة لأنها قبلها، كما قال تعالى: وللآخرة خير لك من الأولى .
والثانية: أنها دنيئة ليست بشيء بالنسبة للآخرة، كما روى الإمام أحمد رحمه الله من حديث المستورد بن شدّاد، أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال : لموضع سوط أحدكم في الجنّة خير من الدنيا وما فيها : موضع السوط: العصا القصير الصغير في الجنة خير من الدّنيا وما فيها مِن أولها إلى آخرها، فهذه هي الدّنيا.
وذكر المؤلف رحمه الله آيات عديدة كلها تفيد أنه لا ينبغي للعاقل أن يركن إلى الدنيا، أو يغترّ بها أو يلهو بها عن الآخرة أو تكون مانعا له من ذكر الله عزّ وجلّ، منها قوله تعالى: إنما الحياة الدّنيا كماء أنزلناه من السماء : يعني المطر، فاختلط به نبات الأرض : يعني أنبتت الأرض منه نباتا متنوّعا مختلطا متقاربا ليس بينه فجوات ليس فيها نبات، كل الأرض نبتت بأنواع الأعشاب من كلّ زوج بهيج ، حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازَّيّنت :أي كَمُلت ، وظنّ أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهارًا فجعلناها حصيدًا كأن لم تغن بالأمس : كأن لم تكن، وهذه هي الحياة الدّنيا، واعتبر ذلك أنت في واقعك، كم من أُناس عشت معهم وعاشوا في هذه الدّنيا عيشة راضية، رفاهية وأُنس وأولاد وزوجات وقصور وسيّارات، ثمّ انتقلوا عنها كأن لم يكونوا بالأمس، انتقلوا عنها، أو يأتي دنياهم شيء يتلفها، فكم من إنسان غنيّ عنده أموال عظيمة أصبح فقيراً يسأل الناس؟! فهذه الدّنيا، وإنما ضرب الله هذا المثل لئلا نغترّ بها ، كذلك : يعني مثل هذا التفصيل والتبيين نفصّل الآيات لقوم يتفكّرون : لمن عنده تفكير في الأمور، ونظر في العواقب، ثم قال: والله يدعو إلى دار السلام : أي فرق بين هذه وهذه؟! دار السلام هي الجنّة أسأل الله أن يجعلني وإياكم من أهلها، دار السلام سالمة من كلّ كدر، من كلّ تنغيص، من كلّ أذى، لما ذكر الدّنيا قال: والله يدعو إلى دار السلام ، فإلى أيهما تركن؟ لا شكّ أن العاقل يرَكن إلى دار السّلام، ولا تهمّه دار الفناء والنّكد والتّنغيص، فهو سبحانه وتعالى يدعو كلّ الخلق إلى دار السلام ، ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم : الهداية مقيّدة ما قال ويهدي كلّ أحد، يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ، فمن هو الحقيق والجدير بهداية الله؟! هو مَن أناب إلى الله عزّ وجلّ كما قال تعالى: ويهدي إليه من أناب ، وقال تعالى: فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ، فمن كان عنده نيّة طيّبة وخالصة ابتغاء وجه الله والدار الآخرة، فهذا الذي يهديه الله عزّ وجلّ، وهو داخل في قوله: ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .
ثم ذكر المؤلف آيات أخرى مثل قوله : واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرضِ فأصبح هشيما تذروه الرّياح : يعني معناه : أن الحياة الدّنيا كماء نزل على أرض فأنبتت فأصبح هشيمًا تذروه الرّياح، يبس وصارت الرياح تطير به هكذا أيضا الدّنيا.
وقال تعالى: إنما الحياة الدّنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد : هذه خمسة أشياء كلها ليست بشيء، لعب ولهو زينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد، مثالها : كمثل غيث أعجب الكفارَ نباتُه : أعجب الكفار، لأنهم هم الذين يتعلّقون بالدنيا، وتسبي عقولهم الدّنيا، فهذا نبات نبت مِن الغيث فصار الكفار يتعجّبون منه، مِن حسنه ونظارته ، أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطامًا : يزول ، وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان : فأيهما تريد؟! تريد الآخرة، الأخرة فيها عذاب شديد لمن آثر الدّنيا على الآخرة، فيها مغفرة من الله ورضوان لمن آثر الآخرة على الدنيا.
والعاقل إذا قرأ القرآن وتبصّر عرف قيمة الدّنيا وأنها ليست بشيء وأنها مزرعة للآخرة، فانظر ماذا زرعت فيها لآخرتك، إن كنت زرعت خيرا فأبشر بالحصاد الذي يرضيك، وإن كان بالعكس فقد خسرت الدّنيا والآخرة، نسأل الله لنا ولكم السلامة والعافية.
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- : " باب الترغيب في الزهد في الدنيا والتقليل منها " :
الدنيا هي حياتنا هذه التي نعيش فيها، وسمّيت دنيا لسببين، السبب الأول: أنها أدنى من الآخرة لأنها قبلها، كما قال تعالى: وللآخرة خير لك من الأولى .
والثانية: أنها دنيئة ليست بشيء بالنسبة للآخرة، كما روى الإمام أحمد رحمه الله من حديث المستورد بن شدّاد، أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال : لموضع سوط أحدكم في الجنّة خير من الدنيا وما فيها : موضع السوط: العصا القصير الصغير في الجنة خير من الدّنيا وما فيها مِن أولها إلى آخرها، فهذه هي الدّنيا.
وذكر المؤلف رحمه الله آيات عديدة كلها تفيد أنه لا ينبغي للعاقل أن يركن إلى الدنيا، أو يغترّ بها أو يلهو بها عن الآخرة أو تكون مانعا له من ذكر الله عزّ وجلّ، منها قوله تعالى: إنما الحياة الدّنيا كماء أنزلناه من السماء : يعني المطر، فاختلط به نبات الأرض : يعني أنبتت الأرض منه نباتا متنوّعا مختلطا متقاربا ليس بينه فجوات ليس فيها نبات، كل الأرض نبتت بأنواع الأعشاب من كلّ زوج بهيج ، حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازَّيّنت :أي كَمُلت ، وظنّ أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهارًا فجعلناها حصيدًا كأن لم تغن بالأمس : كأن لم تكن، وهذه هي الحياة الدّنيا، واعتبر ذلك أنت في واقعك، كم من أُناس عشت معهم وعاشوا في هذه الدّنيا عيشة راضية، رفاهية وأُنس وأولاد وزوجات وقصور وسيّارات، ثمّ انتقلوا عنها كأن لم يكونوا بالأمس، انتقلوا عنها، أو يأتي دنياهم شيء يتلفها، فكم من إنسان غنيّ عنده أموال عظيمة أصبح فقيراً يسأل الناس؟! فهذه الدّنيا، وإنما ضرب الله هذا المثل لئلا نغترّ بها ، كذلك : يعني مثل هذا التفصيل والتبيين نفصّل الآيات لقوم يتفكّرون : لمن عنده تفكير في الأمور، ونظر في العواقب، ثم قال: والله يدعو إلى دار السلام : أي فرق بين هذه وهذه؟! دار السلام هي الجنّة أسأل الله أن يجعلني وإياكم من أهلها، دار السلام سالمة من كلّ كدر، من كلّ تنغيص، من كلّ أذى، لما ذكر الدّنيا قال: والله يدعو إلى دار السلام ، فإلى أيهما تركن؟ لا شكّ أن العاقل يرَكن إلى دار السّلام، ولا تهمّه دار الفناء والنّكد والتّنغيص، فهو سبحانه وتعالى يدعو كلّ الخلق إلى دار السلام ، ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم : الهداية مقيّدة ما قال ويهدي كلّ أحد، يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ، فمن هو الحقيق والجدير بهداية الله؟! هو مَن أناب إلى الله عزّ وجلّ كما قال تعالى: ويهدي إليه من أناب ، وقال تعالى: فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ، فمن كان عنده نيّة طيّبة وخالصة ابتغاء وجه الله والدار الآخرة، فهذا الذي يهديه الله عزّ وجلّ، وهو داخل في قوله: ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .
ثم ذكر المؤلف آيات أخرى مثل قوله : واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرضِ فأصبح هشيما تذروه الرّياح : يعني معناه : أن الحياة الدّنيا كماء نزل على أرض فأنبتت فأصبح هشيمًا تذروه الرّياح، يبس وصارت الرياح تطير به هكذا أيضا الدّنيا.
وقال تعالى: إنما الحياة الدّنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد : هذه خمسة أشياء كلها ليست بشيء، لعب ولهو زينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد، مثالها : كمثل غيث أعجب الكفارَ نباتُه : أعجب الكفار، لأنهم هم الذين يتعلّقون بالدنيا، وتسبي عقولهم الدّنيا، فهذا نبات نبت مِن الغيث فصار الكفار يتعجّبون منه، مِن حسنه ونظارته ، أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطامًا : يزول ، وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان : فأيهما تريد؟! تريد الآخرة، الأخرة فيها عذاب شديد لمن آثر الدّنيا على الآخرة، فيها مغفرة من الله ورضوان لمن آثر الآخرة على الدنيا.
والعاقل إذا قرأ القرآن وتبصّر عرف قيمة الدّنيا وأنها ليست بشيء وأنها مزرعة للآخرة، فانظر ماذا زرعت فيها لآخرتك، إن كنت زرعت خيرا فأبشر بالحصاد الذي يرضيك، وإن كان بالعكس فقد خسرت الدّنيا والآخرة، نسأل الله لنا ولكم السلامة والعافية.
الفتاوى المشابهة
- قراءة من الشرح - ابن عثيمين
- شرح دليل من الآيات الكريمة - اللجنة الدائمة
- شرح باب : - الالباني
- قراءة من الشرح مع العليق - ابن عثيمين
- باب : مثل الدنيا في الآخرة. وقوله تعالى : ((... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح ما تقدم قراءته من الأحاديث . - ابن عثيمين
- شرح ما تقدم قراءته من أحاديث الباب . - ابن عثيمين
- شرح ما تقدم قراءته من أحاديث وآيات الباب . - ابن عثيمين
- شرح ما تقدم قراءته من أحاديث الباب وآياته . - ابن عثيمين
- شرح ما تقدم قراءته من آيات الباب . - ابن عثيمين