تم نسخ النصتم نسخ العنوان
توضيح معنى الانتساب إلى السلف الصالح ؟ وهل فيه... - الالبانيالشيخ : فإذن الانتساب إلى السلف الصالح ليس فيه شيء من الحمية الجاهلية ، التي تتجلى في كثير من الأحيان في بعض الانتسابات القديمة المذهبية ، وبعض الانتساب...
العالم
طريقة البحث
توضيح معنى الانتساب إلى السلف الصالح ؟ وهل فيه شيء من الحمية الجاهلية كما في بعض المذاهب والانتسابات القديمة؟ وكذا نرجو ذكر بعض الأمثلة والقصص على التعصبات المذهبية.؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : فإذن الانتساب إلى السلف الصالح ليس فيه شيء من الحمية الجاهلية ، التي تتجلى في كثير من الأحيان في بعض الانتسابات القديمة المذهبية ، وبعض الانتسابات الحديثة الحزبية ، العصبية الجاهلية : تتمثل في هذه الانتسابات المحدثة جليًا وواضحاً ، لأنه يظهر آثارها ، بل ظهر آثارها في هذا التاريخ المديد إلى العصر الحاضر ، فنحن مثلا لو درسنا ما وقع من الحمية الجاهلية في تعصب بعض المتمذهبين المنتسبين إلى إمام من بين الأئمة ، لرأينا العجب العجاب ، ولوجدنا أن هؤلاء كأنما ربنا عز وجل أمرهم بذلك ، ولم ينههم بمثل قوله عز وجل : ولا تكونوا من المشركين ، من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون ، لقد وجدنا في بعض المذاهب من استفتي : هل يصح للحنفي أن يتزوج بالشافعية ؟ فأجاب : بنفي ، لا يجوز ، قال مؤيدا زعمه : بأن الشافعية المنتسبين إلى الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله يشكون في إيمانهم ، حين يقولون مسؤولين هل أنت مؤمن ؟ قالوا : إن شاء الله . فحكم المسؤول وتبعا لمذهبه على هؤلاء الشافعية الذين يقولون جوابًا عن السؤال أنا مؤمن إن شاء الله ، بأنهم شاكون في إيمانهم ، قالوا : ومن شك في إيمانه فقد كفر ، فكيف تتزوج فتاة شافعية وهي تشك في إيمانها ؟! ، هذا أمر واقع ليس خيالا يمكن أن يدافع ، موجود في بطون الكتب إلى اليوم ، وموجود تمام المشكلة ، وهي في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب ، تمام المشكلة : حيث جاء بعد ذلك المفتي بما سبق ، رجل من كبار علماء الحنفية ، وهو المعروف : بأبي السعود مفتي الثقلين ، وله كتاب في التفسير مطبوع معروف اليوم ، سئل نفس السؤال : هل يجوز لحنفي أن يتزوج بشافعية ؟ فأجاب : بالإيجاب ولكنه جاء بعلة ، يتمنى الإنسان أن يظل هذا المفتي على الرأي السابق ، حيث قال : يجوز للحنفي أن يتزوج بالشافعية تنزيلا لها منزلة أهل الكتاب ، وكل ذي فقه يعلم أن هذا الجواب مزدوج الإيجاب ، لأنه يقول : يجوز للحنفي أن يتزوج الشافعية : لكن لا يجوز له أن يزوج الحنفية من شافعي ، تنزيلا لها منزلة أهل الكتاب ، فيجوز المسلم أن يأخذ من نساء الكتابيات ، ولكن لا يجوز له أن يزوج ابنته من كتابيين ، فهذا مسطور في الكتب ، فهذا جاء بسبب التعصب المذهبي والانتساب إلى شخص أو جماعة ينتمون إلى هذا الشخص ، وكان كنتيجة طبيعية : أن لا يقف الفريق الآخر ال... الذي جاءت الفتوى : الفتويان السابقتان متناقضتين ، تارة يجوز وتارة لا يجوز : أعني المذهب الشافعي ، فبعض أتباعهم من الشافعية لم يقفوا مكتوفي الأيدي اتجاه ذلك التعصب المذهبي ، فقاموا تعصبا لتعصب آخر ، حيث أن بعضهم كان يمر بمسجد ليس على مذهبه ، بل على مذهب مخالف له : فيقول : " أما آن لهذه الكنيسة أن تغلق أبوابها "، بل إن بعضهم من الأئمة المشهورين من الشافعية نجد اليوم في عالم المطبوعات رسالة تحت عنوان : المذهب الحق ، ويعني به مذهب الإمام الشافعي ، ويأتي هناك بما شاء من الأدلة ، تأييدا لما إليه ذهب من المذهب ولا بأس أن يبدي الإنسان يعني رأيه ويدعمه متجردا عن التعصب والهوى ، ولكن الإنسان حينما يطلع هذا الكتاب يجد أن الكتاب مجرد عن التجرد عن الهوى ، فإنه يذكر فيه القصة الآتية : " يذكر أن رجلا من أمراء الشيعة ، في القاهرة ، أراد أن يتسنن ، يدخل في مذهب أهل السنة والجماعة ، فاحتف به كل من علماء المذهبين المشهورين آنذاك ، الحنفية ، والشافعية ، وكل منهم يحاول أن يجر الأمير إلى مذهبه ، فيقولون له : لا بد لك أن تتمذهب بمذهب بعد أن هداك الله للسنة " ، وهذا تماما كما وقع في اليابان في العصر الحاضر ، فلعلكم تعلمون جميعا أن الإسلام اليوم ينتشر بين مختلف الشعوب على وجه الأرض ، ولو إنه ببطئ ، ومن هذه الشعوب اليابان ، فقد دخل قسم كبير منهم في الإسلام منذ عشرات السنين ، وكان هناك بلا شك من كل الفئات الإسلامية ، من الشافعية والحنفية مثلا ، فهناك الهنود : ويغلب عليهم التحنف ، وهناك الجهويون ويغلب عليهم التشفع ، فكان هؤلاء وهؤلاء يحيطون بالذين يسلمون من اليابانيين ، ويقولون : لازم تصير حنفي ، لأن المذهب الحنفي مذهب الإمام الأعظم والشوافعة الجنوييون مثلا يقولون لا بد أن تتمذهب بمذهب الإمام الشافعي ، لأن محمد بن إدريس الشافعي المطلبي ، عربي ، وهكذا ، " وكل يدعي وصلا بليلى "

Webiste