الشيخ : فمثلًا الانتساب إلى السلف لا يعني أوَّلًا : الانتساب إلى شخص معين ، وإنما الانتساب إلى السلف الذين اثنى ربنا - عز وجل - عليهم في كتابه ، ونبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - في حديثه ، لا سيما وعلى رأس السلف الصالح من إذا انتسب إليه المسلم وهو شخص واحد صح هذا الانتساب دون أي انتساب آخر إلى أي شخص آخر ، أعني به محمدًا - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ذلك لأن الانتساب إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - هو انتساب إلى العصمة ، بخلاف الانتساب مثلًا إلى أبي حنيفة ، أو غيره من الأئمة ، فليس انتسابًا إلى العصمة إنما هو انتساب إلى عالم فاضل جليل كما قلنا آنفًا ، ولكنه مع ذلك هو معرض للخطأ ، وليس معصوما عنه ، أما الانتساب إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو انتساب إلى المعصوم ، الذي لا يأتيه الباطل من بيد يديه ولا من خلفه ، قلت : إن الانتساب إلى السلف الصالح لا يعني انتساب إلى فرد ، وإنما يعني انتساب إلى الجماعة الذين أثنى الله - عز وجل - عليهم في كتابه ، وأكد ذلك - عليه السلام - في حديثه ، وبخاصة الحديث المشهور : "خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم" : فهؤلاء هم السلف الصالح ، فإذا انتمى المسلم إليهم معنى ذلك أنه انتمى إلى العصمة ، ومعنى ذلك أنه تمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها ، ذلك لأنه على رأسها رسول الله - صلوات الله وسلامه عليه - .