تتمة شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تبدؤ وا اليهود ولا النصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه ). رواه مسلم. وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليك ). متفق عليه. وعن أسامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين - عبدة الأوثان واليهود - فسلم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم. متفق عليه.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين لهم العزة على الكافرين يعني يرى المسلم أنه أعز من الكافر وأن له العزة عليه، ولهذا لما كثرت العمالة النصرانية بيننا اليوم ذهبت الغيرة، ذهبت الغيرة من القلوب وكأن النصراني أو اليهودي أو البوذي أو الوثني كأنه لا يخالفنا إلا كما يخالف الحنبلي للمالكي والشافعي وما أشبه ذلك، عند بعض الناس يظنون أن الكفر باختلافنا معهم كاختلاف المذاهب الأربعة في الإسلام، نسأل الله العافية وهذا لا شك أنه من موت القلوب ولا يحل للإنسان أبدًا أن يعز الكافر، والمشروع أن نعمل كل ما فيه غيظ لهم، ولكن يجب علينا أن نفي لهم بالعهد الذي بيننا وبينهم إذا كان بيننا وبينهم عهد، فمثلًا عمال ولو كانوا نصارى أولًا نقول: لا تأت بعمال نصارى في الجزيرة العربية لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب وأمر قال: أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب وقال وهو في مرض موته: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب فلا تأت بكافر وأنت يمكنك أن تأتي بمسلم، وأما ما يعتقده من أمات الله قلبه والعياذ بالله أو ربما نقول أزاغ الله قلبه يقول أنا آت بعمال كفار عشان ما يصلون إذا صلوا نقص العمل، عشان ما يصومون إذا صاموا نقص العمل، عشان ما يروحون للعمرة أو للحج إذا راحوا نقص العمل، فهذا والعياذ بالله ممن اختار الدنيا على الآخرة نسأل الله العافية، فالحاصل أنه لا يجوز أن نبدأ أي كافر بالسلام لا يهودي ولا نصراني ولا بوذي ولا وثني أي إنسان على غير الإسلام لا يجوز أن نبدؤه بالسلام، قال: وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه يعني لا توسعهم المجال لو كانوا جماعة مسلمين وجماعة كفار تلاقوا في الطريق لا تفسح المجال لهم خل الضيق عليهم ولو تفرقوا في الطريق، لأنك إذا فسحت الطريق لهم هذا إكرام، إذا اقتربت للجدار مثلًا أو ما أشبه ذلك هذا إكرام لا تفسح لهم هذا إذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه، لماذا نعاملهم هذه المعاملة؟ لأنهم أعداء لله قبل كل شيء وأعداء لنا يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق هم أعداء لله أولًا وقبل كل شيء، وثانيًا أعداء لنا، وأفعالهم للمسلمين سابقًا ولاحقًا وإلى اليوم تدل على ذلك على شدة عداوتهم للمسلمين، فلا يجوز أن نسلم عليهم ولكن إذا سلموا ماذا نقول؟ قال النبي عليه الصلاة والسلام: إذا سلموا عليكم فقولوا وعليكم بس لا تزد على هذا، قل: " وعليكم " لماذا؟ لأنهم في عهد الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يأتون يسلمون على المسلمين لكن سلام خبيث يقولون: " السام عليكم " السام يعني الموت هذا السام، فهم اللي يسمعهم يدغمون الكلمة يظن أنهم يقولون السلام عليكم وهم يقولون السام عليكم يعني الموت، شف العداوة حتى التحية يدخلون فيها الشيء الضار السام عليكم، قال قولوا وعليكم بس إذا كانوا قالوا السلام علينا فعليهم إيش السلام، نحن نقول وعليكم، اللي قالوا لنا عليهم إن كانوا قالوا السلام فعليهم السلام إن كانوا قالوا السام فعليهم السام وهذا من العدل، لأن الله قال: وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها هذا عدل، ولهذا قال بعض العلماء: إذا قال الكافر السلام عليك باللام الواضحة فقل عليك السلام لأنه زال الأمر الذي بنى عليه الرسول عليه الصلاة والسلام قوله: قولوا وعليكم كما في حديث ابن عمر في البخاري إنهم يقولون السام عليكم فإذا سلموا فقولوا وعليكم وهذه علة واضحة أن السبب أن نقول وعليكم لأنهم يقولون السام عليكم، أما إذا قالوا السلام بصراحة نقول عليكم السلام، لأن أقوم الناس بالعدل هم المسلمون والحمد لله، فإذا قالوا السلام عليكم نقول عليكم السلام، إذا قالوا أهلًا وسهلًا نقول أهلًا وسهلًا، إذا قالوا مرحبًا نقول مرحبًا، نعطيهم مثل ما يعطوننا، لكن يشكل على بعض الناس الآن أننا ابتلينا بقوم من الكفار يكونون رؤساء في بعض الشركات فيدخل المسلم على مكتب الرئيس رئيس الشركة وهو نصراني يدخل على رئيس الشركة وهو نصراني فماذا يقول؟ نقول: يسلم ويقول السلام فقط وينوي بذلك أنه السلام عليه هو على المسلم، لأنك إذا حذفت المتعلق فإنه لا يدرى لمن هذا السلام، السلام بس على من نعم ما يعلم الكلام الآن ماهو على فلان ولا على فلان، لكن تنويه أنت على نفسك هذا إذا خفت من شره أنه يقول كيف يدخل عليّ ما سلم، أما إذا لم تخف من شره وأنه رجل لا يبالي سلمت أو لم تسلم فإذا دخلت ومعك معاملة قل خذ هذه المعاملة كيف أعمل مثلًا بدون سلام، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام فلا أبدأ بالسلام، لكن إذا خفت من شره فأقول السلام بس، واختلف العلماء رحمهم الله هل يجوز أن يبدأهم بغير السلام مثل أن يقول مرحبًا أهلًا أو سهلًا فمنهم من قال لا بأس به للتأليف ولاسيما إن خاف منه من شره، ومنهم من قال لا لأن هذا فيه تعظيم له، والإنسان في هذه الحال يعني في أهلًا وسهلًا ومرحبًا وما أشبه ذلك ينظر ما تقتضيه الحاجة أو المصلحة، ثم ذكر المؤلف حديث إذا مر الإنسان بجمع فيهم مسلمون وكفار هل يترك السلام لأن فيه كفارًا أو يسلم لأن فيه مسلمين، اجتمع الآن سببان مبيح وحاظر، ماهو المبيح؟ المسلمون إذا مررت بمسلم سلم، حاظر الحاظر المانع الكفار، لكن هنا يمكن تشطير الحكم وإلا فإن القاعدة الشرعية أنه إذا اجتمع مبيح وحاظر وتعذر انفكاك أحدهم عن الآخر فإنه يغلب جانب الحظر أي المنع، لكن هنا يمكن الانفكاك تسلم وتنوي على من على المسلمين، يعني مريت بجماعة فيهم كفار ومسلمون تقول السلام عليكم وتنوي بقلبك يعني على المسلمين، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مر بمجلس فيه أخلاط من المشركين واليهود وفيهم مسلمون فسلم عليهم، والله الموفق.
السائل : ....
الشيخ : مثلها مثلها مثلها أهلًا وسهلًا فيها الخلاف.
السائل : كيف حالك؟
الشيخ : كيف حالك ربما إنك تقول كيف حالك يعني ودك إنه يصير مريض.
السائل : ...
الشيخ : قل السلام بس إذا خفت من شره قل السلام وبس وانوي إنه عليك أنت.
السائل : ....
الشيخ : مثلها مثلها مثلها أهلًا وسهلًا فيها الخلاف.
السائل : كيف حالك؟
الشيخ : كيف حالك ربما إنك تقول كيف حالك يعني ودك إنه يصير مريض.
السائل : ...
الشيخ : قل السلام بس إذا خفت من شره قل السلام وبس وانوي إنه عليك أنت.
الفتاوى المشابهة
- شرح حديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي ال... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- تتمة شرح الأحاديث: عن أنس رضي الله عنه قال:... - ابن عثيمين
- شرح حديث عائشة رضي الله عنها : ( أن يهود أتوا... - الالباني
- إذا سلّم علينا رجل من أهل الكتاب السلام الإسلا... - الالباني
- باب ليس المؤمن بالطَّعَّان ، حديث عائشة - رضي... - الالباني
- باب كيفية السلام : يستحب أن يقول المبتديء با... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول قول الإمام النووي رحمه الله تعا... - ابن عثيمين
- [مجلس آخر] شرح الشيخ للحديث الثالث من الباب وه... - الالباني
- باب تحريم ابتدائنا الكفار بالسلام وكيفية الر... - ابن عثيمين
- تتمة شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن ر... - ابن عثيمين