تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح الأحاديث: عن أنس رضي الله عنه قال:... - ابن عثيمينالشيخ : جلد وكان عنده في تلك الغزوة راحلتان يعني غني يستطيع أن يخرج في الغزو لكن سولت له نفسه والتماهل أخرج غدا أخرج غدا أخرج غدا حتى راح الوقت "ولما رج...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح الأحاديث: عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانا. ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ). متفق عليه. وعن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال: يلتقيان، فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ). متفق عليه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تعرض الأعمال في كل اثنين وخميس، فيغفر الله لكل امريء لا يشرك بالله شيئا، إلا امرءا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقول: اتركوا هذين حتى يصطلحا ). رواه مسلم. وعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم ). رواه مسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار ). رواه أبو داود بإسناد على شرط البخاري ومسلم. وعن أبي خراش حدرد بن أبي حدرد الأسلمي ويقال السلمي الصحابي رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه ). رواه أبو داود بإسناد صحيح. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يحل لمؤمن أن يهجر مؤمنا فوق ثلاث، فإن مرت به ثلاث فليلقه، فليسلم عليه، فإن رد عليه السلام فقد اشتركا في الأجر، وإن لم يرد عليه فقد باء بالإثم، وخرج المسلم من الهجرة ). رواه أبو داود بإسناد حسن.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : جلد وكان عنده في تلك الغزوة راحلتان يعني غني يستطيع أن يخرج في الغزو لكن سولت له نفسه والتماهل أخرج غدا أخرج غدا أخرج غدا حتى راح الوقت "ولما رجع النبي عليه الصلاة والسلام جاء كعب بن مالك وقال يا رسول الله لقد أوتيت جدلا" أستطيع أن أجادل وأخاصم "ولو جلست عند رجل غيرك عرفت أن أتكلم لكن والله لا أقول شيئا ترضى عني اليوم يفضحني الله به غدا" شوف الإيمان إيمانه عجيب "فقال الرسول عليه الصلاة والسلام أما هذا فقد صدق اذهب فسيقضي الله فيك وفي صاحبيك ثم أمر الناس أن يهجروهم" ما يكلموهم حتى أقاربهم لا تكلموهم حتى أحسن الناس خلقا وأشدهم تحملا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم "يقول كعب بن مالك آتي وأسلم عليه ولا أدري أحرك شفتيه برد السلام أم لا" مع أنه أحسن الناس خلقا عليه الصلاة والسلام "وكان إذا قمت أصلي لحظني بعينه فإذا نظرت إليه أعرض وبقوا على هذا الهجران خمسين ليلة كان كعب رضي الله عنه كان كعب بن مالك رضي الله عنه يمر بحائط لأبي قتادة وهو ابن عمه وأحب الناس إليه فيسلم على ابن عمه ولا يرد عليه السلام" ابن عمه وأحب الناس إليه لكن لا يرد عليه السلام طاعة لمن لله ورسوله { من يطع الرسول فقد أطاع الله } لا يرد عليه السلام "فبكى كعب بن مالك وقال أنشدك الله هل تعلم أني أبغض الله ورسوله فسكت فناشده فسكت وفي النهاية قال الله أعلم" ما جاوبه قال الله أعلم "فرجع ثم ابتلي كعب ببلية عظيمة أرسل إليه ملك غسان ورقة قال إنه بلغنا أن صاحبك قلاك وإنك لست بدار مذلة ولا هوان فالحق بنا نواسك" يعني تعال يمنا نواسيك نخليك مثلنا وهو ملك يخليه ابن ملك "فقلت هذي من البلا يقول كعب رضي الله عنه فأخذ الورقة وذهب بها إلى التنور وسجر بها النار" أحرقها خوفا من أن تسول له نفسه يوما من الأيام أن ينقاد لهذا الملك ويذهب وهذا من باب دفع المفسدة وسد الذرائع
"لما تم لهم أربعون ليلة أربعون ليلة لا يكلمهم الناس وقد هجروهم أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليهم أن اعتزلوا نساءكم فجاء الرسول إلى كعب فقال إن الرسول صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تعتزل امرأتك قال أطلقها أم ماذا" يعني هل أعتزلها فقط وهي في عصمتي أم أطلقها لو قال طلقها طلقها وليس عنده بشيء "قال هكذا قال الرسول فقال لامرأته الحقي بأهلك" ذهبت إلى أهلها وبقي عشر ليال على هذه الحال التي وصفها الله في كتابه العزيز { حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت } يعني على سعتها ضاقت عليهم { وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه } فرج الله عنهم "أتاهم الفرج وتاب الله عليهم فأنزل الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم توبتهم في الليل فلما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم فصلى الصبح أخبر الصحابة بما أنزل الله عز وجل فلما اخبرهم وكان كعب بن مالك رضي الله عنه" لضيق الأرض عليه صار لا يستطيع أن يواجه الناس "يصلي في بيته فبينما هو في الليلة التي نزلت فيها التوبة يصلي على سطح بيت من بيوتهم سمع صارخا أوفى على سلع" سلع جبل في المدينة معروف "يقول يا كعب بن مالك أبشر بتوبة الله عليك" هذي والله هي البشرى العظيمة نسأل الله تعالى أن يتوب علينا "أبشر بتوبة الله عليك فاستعار ثوبين من أصحابه وجاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام وإذا بفارس قد ركب فرسه ليبشر كعب بن مالك يعني المسألة ما هي هينة ولكن الصوت صار أسرع منه لما دخل المسجد وأقبل على النبي صلى الله عليه وسلم وإذا وجه الرسول عليه الصلاة والسلام الذي كان بالأمس لا يرد عليه السلام ردا يسمعه وإذا هو يتهلل مسرورا صلوات الله وسلامه عليه أن الله تاب عليه فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام يا كعب أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك" وأخبره بتوبة الله عليه "فقال يا رسول الله أمن عندك أم من عند الله قال بل من عند الله فشكر الله على ذلك" فانظر ماذا حصل من هذا الضيق العظيم الذي بقوا فيه على صدقهم وإيمانهم أنزل الله فيهم كتابا يتلى إلى يوم القيامة قصتهم تتلى إلى يوم القيامة يقرأها المسلمون في صلواتهم وفي تهجدهم وفي صلواتهم ويتقربون إلى الله تعالى بتلاوة قصتهم ولهم بكل حرف منها عشر حسنات إذا قرأوه من يحصل له هذه الفائدة لكن هذه فائدة اللجوء إلى الله عز وجل فإنه سبحانه وتعالى لا يخل بمن رجاه وفائدة الصدق فالمهم أن هجر كعب بن مالك وصاحبيه كان فيه فائدة عظيمة وهي أنهم لجأوا إلى الله وصدقوا الله وصدقوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبتوا على ايمانهم فكان في هجرهم فائدة كبيرة فإذا كان في هجر من فعل المعصية بترك الواجب أو فعل المحرم فائدة يهجر حتى تتحقق الفائدة وأما من كان هجره لا يفيد شيئا بل لا يزيد الأمر إلا شدة وإلا بعدا عن أهل الخير فلا يهجر لأن الشرع جاء بالمصالح ودرء المفاسد فإذا علمنا أننا لو هجرنا هذا العاصي لم يزدد إلا شرا وكراهة لنا وكراهة لما معنا من الخير فإننا لا نهجره نسلم عليه ونرد عليه السلام لأنه مؤمن وإن عصى الله والمؤمن لا يهجر فوق ثلاث هذا هو الحكم فيما يتعلق بالحفظ
وفي النهاية يسوؤني أن أرى المسلمين اليوم يمر بعضهم ببعض لا يسلم أحدهم على الآخر يتلاقيان يضرب كتف أحدهم كتف الآخر لا يسلم عليه والعياذ بالله وكأنما مر بجيفة أو يهودي أو نصراني مع أنه أخوه ومع هذا إذا سلم ماذا يستفيد عشر حسنات نقدا إيمان رسوخ إيمان محبة إلفة دخول الجنة قال النبي صلى الله عليه وسلم "والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم" فبين أن إفشاء السلام من أسباب المحبة والمحبة من الإيمان والإيمان سبب لدخول الجنة فيؤسفنا جدا أن نرى المسلمين يلتقي بعضهم ببعض لا يسلم بل ربما ربما كانا أخوين زميلين في الدراسة سواء دراسة في المسجد أو دراسة الكلية أو المعهد أو المدارس الأخرى لا يسلم بعضهم على بعض إذن ما فائدة العلم ما فائدة طلب العلم إذا لم يترب طالب العلم بالتربية الحسنة التي دل عليها الكتاب والسنة وكان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فما الفائدة من تعلمه هو والجاهل سواء إن لم يكن الجاهل خيرا منه
ولهذا أحثكم على إفشاء السلام لفوائده العظيمة وهو لا يضر لأنه عمل لسان واللسان لو يعمل من الصباح إلى الغروب ما كل ولا مل فنسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق والعصمة والتوبة إنه على كل شيء قدير

السائل : شيخ بارك الله فيك إذا ... يا هلا يا مرحب ...

Webiste