شرح حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة؛ وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان ). متفق عليه.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب الأمر بالمحافظة على الصلوات المكتوبات والنهي الأكيد والوعيد الشديد في تركهن :
" عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
نقل المؤلف النووي -رحمه الله- في كتابه * رياض الصالحين * في باب فضل الصلوات الخمس والنهي الأكيد والوعيد الشديد على من ضيعهن :
ما رواه ابن عمر رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال : بُني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله هذا واحد ، وإقام الصلاة هذا الثاني ، وإيتاء الزكاة هذا الثالث ، وحج البيت هذا الرابع ، وصوم رمضان هذا الخامس ، هكذا رواه ابن عمر رضي الله عنهما وفي لفظ : أنه قدم الصوم على الحج ، فعلى الأول بنى البخاري رحمه الله ترتيب الصحيح ، صحيح البخاري ، فبدأ بالحج قبل الصيام ، وأكثر الأحاديث على تقديم الصيام على الحج .
قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : بني الإسلام يعني أن الإسلام شبهه بالقصر الذي له خمسة أعمدة ، هذا القصر مبني عليها ، ومعلوم أن الأعمدة هي أساس البنيان ، وأنه إذا فقدت الأعمدة تداعى البنيان وانهدم ، فإن بني على غير أعمدة بني بناء ضعيفا ، ولكن الإسلام بناء قوي محكم شرعه الله عز وجل لعباده وقال : اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا : هذه الدعائم وهذه الأعمدة الخمسة بينها صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقوله : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله : يعني أن تشهد معترفا بلسانك مؤمنا بقلبك أنه لا معبود حق إلا الله ، كل ما عبد من دون الله فهو باطل ، فيه أناس يعبدون الشمس ، وفيه أناس يعبدون القمر ، وفيه أناس يعبدون الشِّعرى وهي : نجم من النجوم ، وفيه أناس يعبدون الأشجار ، وفيه أناس يعبدون البقر ، وفيه أناس يعبدون فروج النساء أمم مختلفة لكن من المعبود حقا ؟
الله عز وجل ، أشهد أن لا إله إلا الله أقول ذلك معترفا بلساني مؤمنا بقلبي أنه لا معبود حق إلا الله ، وهذا هو مقتضى الشرع ومقتضى العقل ، لأن الذي يستحق العبادة هو الذي خلق الخلق ، ومن الذي خلق الخلق ؟
الله عز وجل ، قال الله تبارك وتعالى : أم خُلقوا من غير شيء أم هم الخالقون وقال تعالى : أفرأيتم ما تمنون أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون لو اجتمع الخلق كلهم على أن يخلقوا جنينا واحدا ما استطاعوا ، بل قال عز وجل ، واستمعوا لما قال ، قال : يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ضرب الله لنا مثلا وأمرنا أن نستمع له : إن الذين تدعون من دون الله كل الذين تدعون من دون الله ، لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له : سبحان الله !! كل المعبودات على اختلاف أصنافها : لن يخلقوا ذبابًا ولو اجتمعوا له : لو تجتمع كل المعبودات سوى الرب عز وجل على أن يخلقوا ذبابا ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا هذا في القدر ، في الشرع قال الله تبارك وتعالى : قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله : إذًا لا أحد يستطيع أن يأتي بمثل كلام الله ولا أن يخلق مثل خلق الله .
ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ، ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ، قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله : إذًا هذا الذي موصوف بهذه الأوصاف هو المستحق للعبادة ، أيستحق العبادة شيء مدبَّر ؟
الشمس مدبرة ، والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم هل تستحق أن تعبد ؟! القمر هل يستحق أن يعبد ؟! النجم هل يستحق أن يعبد ؟! الشجر هل يستحق أن يعبد ؟!
لا أحد يستحق ، كل هذه مربوبة مخلوقة ، حاج إبراهيم عليه الصلاة والسلام قومه فلما جنَّ عليه الليل وأظلم رأى كوكبا ، وكان من قومه من يعبد النجوم قال : هذا ربي ، يقوله مَن ؟ إبراهيم ، علشان يقيم عليهم الحجة ، قال : هذا ربي الكوكب مشى كالعادة حتى غاب ، فلما أفل : يعني غاب ، قال لا أحب الآفلين ، لأن الرب لا يغيب عن عباده وهذا غاب ، فلما رأى القمر بازغًا : وهو أعلى النجوم إضاءة ، قال هذا ربي : لأن فيه من يعبد القمر ، فلما أفل : يعني غاب ، قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين : وهذا أشد من الأول ، هذا قال لا أحب الآفلين وهذا قال إن عبدته فأنا ضال ، لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين . جاء إلى شيء أكبر وهي الشمس ، وهم يعبدونها أيضا فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت : غابت هل تكون ربا وهي تغيب عن مربوبها ؟ أبدًا فلما أفلت : أعلن عليه الصلاة والسلام التوحيد : يا قوم إني بريء مما تشركون * إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين .
إذًا لا إله إلا الله يعني : " لا معبود حق إلا الله وكل ما يعبد من دون الله فهو باطل " ، والعجيب أن هذه الأصنام التي تعبد يا إخواني العجيب أنها يوم القيامة تجمع وتحصب في نار جهنم كما يحصب الحصى ، وكذلك عابدوها يحصبون : إنكم وما تعبدون من دون الله حَصَب جهنم أنتم لها واردون * لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون : صحيح ، لو كانت هذه الأصنام آلهة حقا هل ترد النار ؟! لا ، لكن وردت النار إذًا فلا تستحق أن تكون إلها ، ما فكت نفسها تفك غيرها ؟! وكذلك الذين يعبدونها .
لما جاءت الآية هذه أراد المشركون أن يشبهوا به قالوا : طيب عيسى ابن مريم يُعبد من يعبده ؟ مَن يعبد عيسى ؟ النصارى ، إذًا يلقى في النار ، فأنزل الله تعالى قوله : إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مُعبدون * لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون * لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون : وعيسى ابن مريم ممن سبقت له من الله الحسنى ، لأنه أحد أولي العزم من الرسل .
والمهم يا إخواني أن تعلموا أن كلما يعبد من دون الله فهو باطل سواء كان نبي أو ولي أو صالح أو عالم أو رئيس كل ما يعبد من دون الله فهو باطل ، عبادته باطلة ، من الذي يستحق العبادة ؟! أجيبوا يا إخوان !! الله هو الذي يستحق العبادة وما سواه فهو باطل .
إذًا انتبهوا شهادة لا إله إلا الله ، طيب الثاني وأن محمدا رسول الله ويأتي إن شاء الله الكلام عليه في الدرس المقبل .
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب الأمر بالمحافظة على الصلوات المكتوبات والنهي الأكيد والوعيد الشديد في تركهن :
" عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
نقل المؤلف النووي -رحمه الله- في كتابه * رياض الصالحين * في باب فضل الصلوات الخمس والنهي الأكيد والوعيد الشديد على من ضيعهن :
ما رواه ابن عمر رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال : بُني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله هذا واحد ، وإقام الصلاة هذا الثاني ، وإيتاء الزكاة هذا الثالث ، وحج البيت هذا الرابع ، وصوم رمضان هذا الخامس ، هكذا رواه ابن عمر رضي الله عنهما وفي لفظ : أنه قدم الصوم على الحج ، فعلى الأول بنى البخاري رحمه الله ترتيب الصحيح ، صحيح البخاري ، فبدأ بالحج قبل الصيام ، وأكثر الأحاديث على تقديم الصيام على الحج .
قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : بني الإسلام يعني أن الإسلام شبهه بالقصر الذي له خمسة أعمدة ، هذا القصر مبني عليها ، ومعلوم أن الأعمدة هي أساس البنيان ، وأنه إذا فقدت الأعمدة تداعى البنيان وانهدم ، فإن بني على غير أعمدة بني بناء ضعيفا ، ولكن الإسلام بناء قوي محكم شرعه الله عز وجل لعباده وقال : اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا : هذه الدعائم وهذه الأعمدة الخمسة بينها صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقوله : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله : يعني أن تشهد معترفا بلسانك مؤمنا بقلبك أنه لا معبود حق إلا الله ، كل ما عبد من دون الله فهو باطل ، فيه أناس يعبدون الشمس ، وفيه أناس يعبدون القمر ، وفيه أناس يعبدون الشِّعرى وهي : نجم من النجوم ، وفيه أناس يعبدون الأشجار ، وفيه أناس يعبدون البقر ، وفيه أناس يعبدون فروج النساء أمم مختلفة لكن من المعبود حقا ؟
الله عز وجل ، أشهد أن لا إله إلا الله أقول ذلك معترفا بلساني مؤمنا بقلبي أنه لا معبود حق إلا الله ، وهذا هو مقتضى الشرع ومقتضى العقل ، لأن الذي يستحق العبادة هو الذي خلق الخلق ، ومن الذي خلق الخلق ؟
الله عز وجل ، قال الله تبارك وتعالى : أم خُلقوا من غير شيء أم هم الخالقون وقال تعالى : أفرأيتم ما تمنون أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون لو اجتمع الخلق كلهم على أن يخلقوا جنينا واحدا ما استطاعوا ، بل قال عز وجل ، واستمعوا لما قال ، قال : يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ضرب الله لنا مثلا وأمرنا أن نستمع له : إن الذين تدعون من دون الله كل الذين تدعون من دون الله ، لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له : سبحان الله !! كل المعبودات على اختلاف أصنافها : لن يخلقوا ذبابًا ولو اجتمعوا له : لو تجتمع كل المعبودات سوى الرب عز وجل على أن يخلقوا ذبابا ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا هذا في القدر ، في الشرع قال الله تبارك وتعالى : قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله : إذًا لا أحد يستطيع أن يأتي بمثل كلام الله ولا أن يخلق مثل خلق الله .
ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ، ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ، قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله : إذًا هذا الذي موصوف بهذه الأوصاف هو المستحق للعبادة ، أيستحق العبادة شيء مدبَّر ؟
الشمس مدبرة ، والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم هل تستحق أن تعبد ؟! القمر هل يستحق أن يعبد ؟! النجم هل يستحق أن يعبد ؟! الشجر هل يستحق أن يعبد ؟!
لا أحد يستحق ، كل هذه مربوبة مخلوقة ، حاج إبراهيم عليه الصلاة والسلام قومه فلما جنَّ عليه الليل وأظلم رأى كوكبا ، وكان من قومه من يعبد النجوم قال : هذا ربي ، يقوله مَن ؟ إبراهيم ، علشان يقيم عليهم الحجة ، قال : هذا ربي الكوكب مشى كالعادة حتى غاب ، فلما أفل : يعني غاب ، قال لا أحب الآفلين ، لأن الرب لا يغيب عن عباده وهذا غاب ، فلما رأى القمر بازغًا : وهو أعلى النجوم إضاءة ، قال هذا ربي : لأن فيه من يعبد القمر ، فلما أفل : يعني غاب ، قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين : وهذا أشد من الأول ، هذا قال لا أحب الآفلين وهذا قال إن عبدته فأنا ضال ، لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين . جاء إلى شيء أكبر وهي الشمس ، وهم يعبدونها أيضا فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت : غابت هل تكون ربا وهي تغيب عن مربوبها ؟ أبدًا فلما أفلت : أعلن عليه الصلاة والسلام التوحيد : يا قوم إني بريء مما تشركون * إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين .
إذًا لا إله إلا الله يعني : " لا معبود حق إلا الله وكل ما يعبد من دون الله فهو باطل " ، والعجيب أن هذه الأصنام التي تعبد يا إخواني العجيب أنها يوم القيامة تجمع وتحصب في نار جهنم كما يحصب الحصى ، وكذلك عابدوها يحصبون : إنكم وما تعبدون من دون الله حَصَب جهنم أنتم لها واردون * لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون : صحيح ، لو كانت هذه الأصنام آلهة حقا هل ترد النار ؟! لا ، لكن وردت النار إذًا فلا تستحق أن تكون إلها ، ما فكت نفسها تفك غيرها ؟! وكذلك الذين يعبدونها .
لما جاءت الآية هذه أراد المشركون أن يشبهوا به قالوا : طيب عيسى ابن مريم يُعبد من يعبده ؟ مَن يعبد عيسى ؟ النصارى ، إذًا يلقى في النار ، فأنزل الله تعالى قوله : إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مُعبدون * لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون * لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون : وعيسى ابن مريم ممن سبقت له من الله الحسنى ، لأنه أحد أولي العزم من الرسل .
والمهم يا إخواني أن تعلموا أن كلما يعبد من دون الله فهو باطل سواء كان نبي أو ولي أو صالح أو عالم أو رئيس كل ما يعبد من دون الله فهو باطل ، عبادته باطلة ، من الذي يستحق العبادة ؟! أجيبوا يا إخوان !! الله هو الذي يستحق العبادة وما سواه فهو باطل .
إذًا انتبهوا شهادة لا إله إلا الله ، طيب الثاني وأن محمدا رسول الله ويأتي إن شاء الله الكلام عليه في الدرس المقبل .
الفتاوى المشابهة
- لا إله إلا الله محمد رسول الله من الأسس... - اللجنة الدائمة
- تتمة .شرح قول المصنف : عن عبادة بن الصامت -... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال... - ابن عثيمين
- من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله دخ... - اللجنة الدائمة
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا حنظلة بن... - ابن عثيمين
- حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا عاصم... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول ا... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول ا... - ابن عثيمين
- تتمة شرح حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال... - ابن عثيمين