تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح حديث عن سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول... - ابن عثيمينالقارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين : نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأ...
العالم
طريقة البحث
شرح حديث عن سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى ). رواه البخاري. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: ( من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة، ثم راح في الساعة الأولى، فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية، فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة؛ فكأنما قرب كبشا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة، فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة، فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر ). متفق عليه.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب فضل يوم الجمعة وما يستحب فيه :
" عن سلمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طُهر، ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم يُنصت إذا تكلم الإمام، إلا غُفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى رواه البخاري .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : مَن اغتسل يوم الجمعة غُسل الجنابة، ثم راح فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية، فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة، فكأنما قرب كبشًا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة، فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة، فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر متفق عليه "
.

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث فيما يتعلق بيوم الجمعة وفي صلاتها :
فالحديث الأول : حديث سلمان رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أشياء إذا فعلها الإنسان فإنه يغفر له ما بين الجمعة والجمعة ، منها : الاغتسال : أن يغتسل كما يغتسل للجنابة ، كما في حديث أبي هريرة التالي ، وهذا الاغتسال سبق أن القول الراجح وجوبه ، وأنه يجب على الإنسان أن يغتسل ليوم الجمعة إذا كان يصلي الجمعة ، أما النساء فلا يجب عليهن ، ولكن هذا الوجوب ليس عن حدث ، فلو تركه الإنسان وصلى الجمعة أثم وصحت جمعته ، لأنه ليس عن حدث .
ومنها : أن يدهن بالطيب ، يعني يتطيب بدهن عود أو ورد أو ريحان أو غير ذلك ، المهم أن يتطيب ، ويختار أطيب ما يجد .
ومنها ألا يفرق بين اثنين ، لأنه إذا فرق بين اثنين آذاهما ، وهذا يدل على أن المراد إذا وَجَد الصف مشتبكا فلا يفرق ، أما لو وجد فرجة فله أن يدخل فيها لأن الاثنين هم اللذان افترقا .
ومنها : أن يصلي ما كُتب له ، ولم يحدد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلاة ، فدل هذا على أن الجمعة ليس لها راتبة قبلها ، بل يصلي الإنسان ما شاء قليلا كان أو كثيراً إلى أن يحضر الإمام .
ومنها : أن يُنصت يعني ينصت للخطبة فلا يتكلم إلى أن يفرغ الخطيب من الخطبة ، فإذا فعل هذه الأشياء الخمسة فإنه يغفر له ما بين الجمعتين ، وهذا فضل عظيم من الله عز وجل .
أما حديث أبي هريرة فقال النبي عليه الصلاة والسلام : من اغتسل غسل الجنابة : يعني : يوم الجنابة وغسل الجنابة وهو معروف ، ثم راح يعني في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة : يعني كأنما ذبح بدنة ووزعها على الفقراء ، ومن راح في الثانية فكأنما قرب بقرة ، ومن راح في الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن : وخص الكبش بالأقرن لأنه أقوى وأكبر حجماً ، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ، ومن راح في الخامسة فكأنما قرب بيضة ، فإذا حضر الإمام طويت الصحف : ولم يكتب للحاضر شيء من الأجر ، إلا أجر الصلاة العادية ، فإذا دخل الإنسان بعد أن دخل الإمام فإنه لا يكتب له أجر التقدم ، لكن يكتب له أجر الخطا من بيته إلى المسجد ، ففي هذا دليل على أنه ينبغي للإنسان في يوم الجمعة أن يبكر ، وأكثر الناس اليوم ولله الحمد ليس لهم شغل ، فارغون ، لكن يكسلهم الشيطان ويخذلهم ويثبطهم عن الخير حتى إن الإنسان ليذهب إلى السوق ليس له شغل ولكن يقطع الوقت إلى أن يحضر الإمام فيحرم من هذا الخير .
هذه الساعات تختلف في طولها وقصرها بحسب اختلاف الأيام : في أيام الصيف يطول النهار فتطول الساعات ، وفي أيام الشتاء يقصر النهار فتقصر الساعات ، والمهم أن تقسم ما بين طلوع الشمس إلى حضور الإمام إلى خمسة أقسام ، قد تكون ساعة عُرفية كالساعات التي معنا ، وقد تكون أطول أو أقصر ، المهم أن تقسم ما بين طلوع الشمس إلى مجيء الإمام إلى خمسة أقسام فالساعة الأولى هي الخمس الأول ، والثاية الخمس الثاني وهلم جرّا ، والله الموفق .

Webiste