تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح حديث عن جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال:... - ابن عثيمينالقارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحادي...
العالم
طريقة البحث
شرح حديث عن جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال: كنا إذا أتينا النبي صلى الله عليه وسلم، جلس أحدنا حيث ينتهي. رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن. وعن أبي عبد الله سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى ). رواه البخاري.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب آداب المجلس والجليس: " عن جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال: كنا إذا أتينا النبي صلى الله عليه وسلم جلس أحدنا حيث ينتهي، رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن، وعن أبي عبد الله سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر ويدهن من دهنه أو يمس من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى رواه البخاري ".

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذان الحديثان نقلهما النووي رحمه الله في رياض الصالحين في باب آداب المجلس والجليس، فمن آداب المجلس أن الإنسان إذا دخل على جماعة يجلس حيث ينتهي به المجلس، هكذا كان فعل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وكذلك فعل الصحابة رضي الله عنهم، يعني لا يتقدم إلى صدر المجلس إلا إذا آثره أحد بمكانه، أو كان قد ترك له مكان في صدر المجلس فلا بأس، وأما أن يشق المجلس وكأنه يقول للناس ابتعدوا وأجلس أنا في صدر المجلس فهذا خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه رضي الله عنهم، وهو يدل على أن الإنسان عنده شيء من الكبرياء والإعجاب بالنفس، ثم إن كان الرجل صاحب خير وتذكير وعلم فإن مكانه الذي هو فيه سيكون هو صدر المجلس، سوف يتجه الناس إليه إن تكلم أو يسألونه إذا أرادوا سؤاله، ولهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام إذا دخل المجلس جلس حيث ينتهي به، ثم يكون المكان الذي هو فيه الرسول يكون هو صدر المجلس، وهكذا أيضًا ينبغي للإنسان إذا دخل المجلس ورأى الناس قد بقوا في أماكنهم فليجلس حيث ينتهي به المجلس، ثم إن كان من عامة الناس فهذا مكانه، وإن كان من خاصة الناس فإن الناس سوف يتجهون إليه ويكون مكانه هو صدر المجلس، كذلك أيضًا من آداب المجلس ألا يفرّق بين اثنين يعني ألا يفرّق بين اثنين يضيّق بينهما، فإن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر رجل يتطهر في بيته يوم الجمعة ويدهن ويأخذ من طيب أهله ثم يأتي إلى الجمعة ولا يفرّق بين اثنين ويصلي ما كتب له حتى يحضر الإمام فإنه يغفر له ما بين الجمعة والجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام، فدل ذلك على أنه ينبغي للإنسان في يوم الجمعة أن يتطهر والمراد بذلك الاغتسال، لأن غسل الجمعة واجب ويأثم من لم يغتسل إلا لضرورة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: غسل الجمعة واجب على كل محتلم يعني على كل بالغ، فكل بالغ يأتي إلى الجمعة فإنه يجب عليه أن يغتسل إلا أن يخاف ضررًا أو لا يجد ماء كما لو كان مثلًا مرّ بقرية وهو مسافر وأراد أن يصلي الجمعة معهم ولم يجد مكانًا يغتسل فيه فهذا يسقط عنه لقوله تعالى: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها كذلك أيضًا مما يسن أن يدهن وذلك إذا كان له شعر يعني رأس فإنه يدهن رأسه ويصلحه حتى يكون على أجمل حال، ومن ذلك أيضًا أن يلبس أحسن ثيابه، ومن ذلك أيضًا أن يتسوك يخصها بسواك الجمعة وليس السواك العادي، ولهذا لو أن الإنسان استعمل في يوم الجمعة الفرشة التي فيها تطهير الفم لكان هذا حسنًا وجيدًا، ومن ذلك أن يتقدم إلى المسجد فإن من راح في الساعة الأولى فكأنما قرّب بدنة، ومن راح في الثانية فكأنما قرّب بقرة، ومن راح في الثالثة فكأنما قرّب كبشا أقرن، ومن راح في الرابعة فكأنما قرّب دجاجة، ومن راح في الخامسة فكأنما قرّب بيضة، ومن أتى بعد دخول الإمام فليس أجر تقدُّم، ولكن له أجر الجمعة لكن أجر التقدم حرم منه، وكثير من الناس نسأل الله لنا ولهم الهداية ليس لهم شغل في يوم الجمعة ومع ذلك تجده يتفهق في بيته أو في سوقه بدون أي حاجة وبدون أي سبب، ولكن الشيطان يثبطه من أجل أن يفوت عليه هذا الأجر العظيم، فأنت اغتسل بادر من حين تطلع الشمس اغتسل وتنظف والبس أحسن الثياب وتطيب وتقدم إلى المسجد وصل ما شاء الله واقرأ القرآن إلى أن يحضر الإمام، وكذلك أيضًا من آداب الجمعة ألا يفرّق بين اثنين يعني لا تأتي بين اثنين تدخل بينهم تضيّق عليهم، أما لو كان هناك فرجة فهذا ليس بتفريق لأن هذين الاثنين هما اللذان تفرّقا، لكن تجد اثنين متراصين ما بينهم مكان لجالس ثم تقول افتح لي وتجلس هذا من الإيذاء، وقد رأى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجل يتخطى الرقاب يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب قال له: اجلس فقد آذيت كل هذه من آداب الحضور إلى الجمعة، والله الموفق.

Webiste