باب تأكيد وجوب الزكاة وبيان فضلها وما يتعلق بها: قال الله تعالى: (( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة )). وقال تعالى: (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. وذلك دين القيمة )). وقال تعالى: (( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها )).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " باب تأكيد وجوب الزكاة وبيان فضلها وما يتعلق بها :
قال الله تعالى : وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة .
وقال تعالى : وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة .
وقال تعالى : خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال النووي -رحمه الله- في كتابه * رياض الصالحين * : " باب تأكيد وجوب الزكاة وبيان فضلها وما يتعلق بها " :
الزكاة : هي الركن الثالث من أركان الإسلام ، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما : بُني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله أن محمدًا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والله سبحانه وتعالى يذكرها كثيرا مع الصلاة في القرآن الكريم ، ولهذا اختلف العلماء رحمهم الله هل تاركها يكفر كما يكفر تارك الصلاة أم لا ؟ على قولين .
والزكاة : " هي التعبد لله تعالى بدفع مال مخصوص من أموال مخصوصة " ، هذا المال المخصوص مقدر : ربع العشر نصف العشر العشر ، وكذلك يدفع لطائفة مخصوصة ، كما سيأتي إن شاء الله .
والزكاة لها فوائد عظيمة منها :
تكميل إسلام العبد ، لأنها أحد أركان الإسلام ، وهي أفضل من الصدقة ، يعني لو أدى الإنسان مئة ريال زكاة أو مئة ريال صدقة تطوع كانت مئة ريال الزكاة أحب إلى الله عز وجل وأفضل .
ومنها : أن الإنسان يخرج بها عن دائرة البخلاء إلى دائرة الكرماء ، لأنها بذل مال ، والبخل إمساك المال ، فإذا بذلها الإنسان خرج عن كونه بخيلا إلى كونه كريما .
ومنها : مضاعفة الحسنات ، لأن الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله مثلهم كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة : يعني الريال بسبعمئة ريال أو أكثر .
ومنها : أن فيها جبرا لقلوب الفقراء ودفعا لحاجتهم وحماية من غضبهم ، لأن الفقراء إذا لم يعطوا من مال الأغنياء فربما يغضبون ويتجرؤون ويكرهون الأغنياء ، ويرون أنهم في واد والأغنياء في واد ، والأمة الإسلامية أمة واحدة يجب أن يعتقد كل إنسان أنه لبنة في سور قصر مع إخوانه المسلمين ، لقول النبي عليه الصلاة والسلام : المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا . ومنها : أنها سبب لشرح الصدر ، لأن الإنسان كلما بذل شيئاً من ماله شرح الله له صدره ، وهذا شيء مجرب وواقع ، لو يتصدق الإنسان بأدنى من واجب الزكاة لوجد في قلبه انشراحًا ، لوجد في صدره انشراحاً وفي قلبه محبة للخير . ومنها : أنها تطفئ غضب الرب ، وتدفع ميتة السوء ، وهذا فائدة عظيمة تدفع ميتة السوء : بمعنى أن الإنسان يموت على أحسن حال ، وحسن الخاتمة -أحسن الله لي ولكم الخاتمة- أعز ما يكون على الإنسان ، لأنه وقت فراق الدنيا إلى الآخرة ، والشيطان أحرص ما يكون على بني آدم عند الموت ، لأن هي الساعة الحاسمة إما من أهل النار وإما من أهل الجنة ، وفي حديث عبد الله بن مسعود : إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها : فالأعمال بالخواتيم .
والصدقة وعلى رأسها الزكاة تدفع ميتة السوء .
ومنها : أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر : أن كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة : كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة ، فالناس تكون الشمس فوق رؤوسهم قدر ميل ، وهؤلاء المتصدقون ، وعلى رأس صدقاتهم الزكاة : يكونون في ظل صدقاتهم يوم القيامة ، وحكى لي بعض الصلحاء : أن رجلا كان يمنع أهله من الصدقة من البيت ، يقول : لا تصدق ، وفي يوم من الأيام نام ورأى في المنام كأن الساعة قد قامت ، ورأى فوق رأسه ظلا يظله من الشمس ، إلا أن فيه ثلاثة خروق ، يقول : فجاءت تمرات فسدت هذه الخروق ، فتعجب ، ويش هذا الرؤيا ؟ كيف الثوب مخرق وتجي التمر تسد الخرق ، فلما قصها على زوجته أخبرته بأنها تصدقت بثوب ، وبثلاث تمرات ، فكان الكساء الأول هو الثوب ، لكنه مخرق ، وجاءت التمرات الثلاث فسدت الخروق ، ففرح بذلك ، وأذن لها بعد هذا أن تتصدق بما شاءت .
فالحاصل أن هذه الرؤيا مصداق قول الرسول صلى الله عليه وسلم : كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة .
ومنها : أنها تُلين القلب ، من فوائد الزكاة وصدقات التطوع تلين القلب ، حيث إن الإنسان يعطيها الفقراء المحتاجين فيلين قلبه ويرحمهم ، وفي ذلك تعرض لرحمة الله لأن الله : إنما يرحم من عباده الرحماء ، ولها فوائد كثيرة قد يطول المقام لذكرها ، ويأتي إن شاء الله تعالى الكلام على الاية التي ساقها المؤلف ، والله الموفق .
قال -رحمه الله تعالى- : " باب تأكيد وجوب الزكاة وبيان فضلها وما يتعلق بها :
قال الله تعالى : وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة .
وقال تعالى : وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة .
وقال تعالى : خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال النووي -رحمه الله- في كتابه * رياض الصالحين * : " باب تأكيد وجوب الزكاة وبيان فضلها وما يتعلق بها " :
الزكاة : هي الركن الثالث من أركان الإسلام ، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما : بُني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله أن محمدًا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والله سبحانه وتعالى يذكرها كثيرا مع الصلاة في القرآن الكريم ، ولهذا اختلف العلماء رحمهم الله هل تاركها يكفر كما يكفر تارك الصلاة أم لا ؟ على قولين .
والزكاة : " هي التعبد لله تعالى بدفع مال مخصوص من أموال مخصوصة " ، هذا المال المخصوص مقدر : ربع العشر نصف العشر العشر ، وكذلك يدفع لطائفة مخصوصة ، كما سيأتي إن شاء الله .
والزكاة لها فوائد عظيمة منها :
تكميل إسلام العبد ، لأنها أحد أركان الإسلام ، وهي أفضل من الصدقة ، يعني لو أدى الإنسان مئة ريال زكاة أو مئة ريال صدقة تطوع كانت مئة ريال الزكاة أحب إلى الله عز وجل وأفضل .
ومنها : أن الإنسان يخرج بها عن دائرة البخلاء إلى دائرة الكرماء ، لأنها بذل مال ، والبخل إمساك المال ، فإذا بذلها الإنسان خرج عن كونه بخيلا إلى كونه كريما .
ومنها : مضاعفة الحسنات ، لأن الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله مثلهم كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة : يعني الريال بسبعمئة ريال أو أكثر .
ومنها : أن فيها جبرا لقلوب الفقراء ودفعا لحاجتهم وحماية من غضبهم ، لأن الفقراء إذا لم يعطوا من مال الأغنياء فربما يغضبون ويتجرؤون ويكرهون الأغنياء ، ويرون أنهم في واد والأغنياء في واد ، والأمة الإسلامية أمة واحدة يجب أن يعتقد كل إنسان أنه لبنة في سور قصر مع إخوانه المسلمين ، لقول النبي عليه الصلاة والسلام : المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا . ومنها : أنها سبب لشرح الصدر ، لأن الإنسان كلما بذل شيئاً من ماله شرح الله له صدره ، وهذا شيء مجرب وواقع ، لو يتصدق الإنسان بأدنى من واجب الزكاة لوجد في قلبه انشراحًا ، لوجد في صدره انشراحاً وفي قلبه محبة للخير . ومنها : أنها تطفئ غضب الرب ، وتدفع ميتة السوء ، وهذا فائدة عظيمة تدفع ميتة السوء : بمعنى أن الإنسان يموت على أحسن حال ، وحسن الخاتمة -أحسن الله لي ولكم الخاتمة- أعز ما يكون على الإنسان ، لأنه وقت فراق الدنيا إلى الآخرة ، والشيطان أحرص ما يكون على بني آدم عند الموت ، لأن هي الساعة الحاسمة إما من أهل النار وإما من أهل الجنة ، وفي حديث عبد الله بن مسعود : إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها : فالأعمال بالخواتيم .
والصدقة وعلى رأسها الزكاة تدفع ميتة السوء .
ومنها : أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر : أن كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة : كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة ، فالناس تكون الشمس فوق رؤوسهم قدر ميل ، وهؤلاء المتصدقون ، وعلى رأس صدقاتهم الزكاة : يكونون في ظل صدقاتهم يوم القيامة ، وحكى لي بعض الصلحاء : أن رجلا كان يمنع أهله من الصدقة من البيت ، يقول : لا تصدق ، وفي يوم من الأيام نام ورأى في المنام كأن الساعة قد قامت ، ورأى فوق رأسه ظلا يظله من الشمس ، إلا أن فيه ثلاثة خروق ، يقول : فجاءت تمرات فسدت هذه الخروق ، فتعجب ، ويش هذا الرؤيا ؟ كيف الثوب مخرق وتجي التمر تسد الخرق ، فلما قصها على زوجته أخبرته بأنها تصدقت بثوب ، وبثلاث تمرات ، فكان الكساء الأول هو الثوب ، لكنه مخرق ، وجاءت التمرات الثلاث فسدت الخروق ، ففرح بذلك ، وأذن لها بعد هذا أن تتصدق بما شاءت .
فالحاصل أن هذه الرؤيا مصداق قول الرسول صلى الله عليه وسلم : كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة .
ومنها : أنها تُلين القلب ، من فوائد الزكاة وصدقات التطوع تلين القلب ، حيث إن الإنسان يعطيها الفقراء المحتاجين فيلين قلبه ويرحمهم ، وفي ذلك تعرض لرحمة الله لأن الله : إنما يرحم من عباده الرحماء ، ولها فوائد كثيرة قد يطول المقام لذكرها ، ويأتي إن شاء الله تعالى الكلام على الاية التي ساقها المؤلف ، والله الموفق .
الفتاوى المشابهة
- جواز دفع الزكاة لمن لا يعلم أنها زكاة - اللجنة الدائمة
- حكم زكاة الدين - ابن باز
- هل تجب الزكاة على من عليه دين ؟ - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (ويقيموا الصلاة ويؤتوا الز... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين
- شرح قول الله تعالى : (( وما أمروا إلا ليعبدوا... - الالباني
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى:" وما أمروا إلا ليعبدوا الل... - ابن عثيمين
- باب : الزكاة من الإسلام ، وقوله عز وجل : ((... - ابن عثيمين
- تتمة باب تأكيد وجوب الزكاة وبيان فضلها وما ي... - ابن عثيمين
- باب تأكيد وجوب الزكاة وبيان فضلها وما يتعلق... - ابن عثيمين