تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل... - ابن عثيمينالقارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحادي...
العالم
طريقة البحث
شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل ؟ قال: ( إيمان بالله ورسوله ) قيل: ثم ماذا ؟ قال: ( الجهاد في سبيل الله ) قيل: ثم ماذا ؟ قال: ( حج مبرور ). متفق عليه. وعنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ). متفق عليه. وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ). متفق عليه. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد ؟ فقال: ( لكن أفضل الجهاد حج مبرور ). رواه البخاري. وعنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة ). رواه مسلم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( عمرة في رمضان تعدل حجة - أو حجة معي ). متفق عليه.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب وجوب الحج وفضله: " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل قال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور" متفق عليه، وعنه رضي الله عنه قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه" متفق عليه، وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" متفق عليه، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "قلت يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ فقال: لكن أفضل الجهاد حج مبرور" رواه البخاري، وعنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة" رواه مسلم، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عمرة في رمضان تعدل حجة أو حجة معي" متفق عليه ".

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذه الأحاديث ذكرها النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين في باب وجوب الحج وفضله، وهي تدل على أمور، الأمر الأول: أن الحج المبرور في المرتبة الثالثة بالنسبة لأفضل الأعمال، فقد سئل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله، ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، ثم قال: الثالث: حج مبرور" فالحج المبرور هو الذي اجتمعت فيه أمور، الأمر الأول: أن يكون خالصًا لله يعني لا يحمل الإنسان على الحج إلا ابتغاء رضوان الله عز وجل والتقرب إليه سبحانه وتعالى، لا يريد رياء ولا سمعة ولا أن يقول الناس فلان حج وإنما يريد وجه الله، الثاني: أن يكون الحج على صفة حج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، يعني: أن يتبع الإنسان فيه الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما استطاع، والثالث: أن يكون من مال مباح ليس حرامًا يعني لا يكون من ربًا ولا من غش ولا من ميسر ولا غير ذلك من أنواع المكاسب المحرمة، بل يكون من مال حلال، ولهذا قال بعضهم: " إذا حججت بمال أصله سحت فما حججت ولكن حجت العير " يعني: الإبل، أما أنت ما حججت، لماذا؟ لأن مالك حرام، والرابع: أن يحتنب فيه الرفث والفسوق والجدال، لقول الله تعالى { فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج } فيجتنب الرفث وهو الجماع ودواعيه، ويجتنب الفسوق سواء كان بالقول كالقول المحرم الغيبة والنميمة والكذب أو بالفعل كالنظر إلى النساء وما أشبه ذلك، لابد أن يكون قد تجنب فيه الرفث والفسوق، والجدال المجادلة والمنازعة بين الناس في الحج هذه تنقص الحج كثيرًا اللهم إلا جدالًا يراد به إثبات الحق وإبطال الباطل فهذا واجب، لو جاء إنسان مبتدع يجادل والإنسان محرم فإنه لا يتركه بل يجادله ويبين الحق، لأن الله تعالى أمر بذلك: { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن } لكن جدال عند الماء يتشاحنون أيهم يتقدم أو عند رمي الجمرات أو في المطاف أو ما أشبه ذلك فهذا كله مما ينقص الحج، فلابد من ترك الجدال فالحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة "ومن حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه" كيوم ولدته أمه يعني: رجع من الذنوب نقيًّا لا ذنوب عليه كيوم ولدته أمه، وفي حديث عائشة الذي سألت فيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "نرى الجهاد أفضل الأعمال؟ قال: لكن أفضل الأعمال حج مبرور" هذا بالنسبة للنساء، فالنساء جهادهن الحج، أما الرجال فالجهاد في سبيل الله أفضل من الحج إلا الفريضة فهي أفضل من الجهاد في سبيل الله، لأن الفريضة ركن من أركان الإسلام، وفي هذا الحديث في هذه الأحاديث عمومًا دليل على أن الأعمال تتفاضل بحسب العامل، ففي حديث أبي هريرة الذي هو الأول في درسنا اليوم قال الرسول عليه الصلاة والسلام: "أفضل الأعمال الإيمان بالله ثم الجهاد في سبيل الله ثم الحج" وفي حديث ابن مسعود أنه سأل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها، قال: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قال: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله" فكل يخاطب بما يليق بحاله وكما قال الرسول عليه الصلاة والسلام للرجل الذي قال أوصني قال: "لا تغضب" قال: أوصني، قال: "لا تغضب" قال أوصني، قال: "لا تغضب" ما قال أوصيك بتقوى الله وبالعمل الصالح، لأن هذا الرجل يليق بحاله أن يوصى بترك الغضب لأنه غضوب فالرسول عليه الصلاة والسلام يخاطب كل إنسان بما يليق بحاله، ويعلم هذا بتتبع الأدلة العامة في الشريعة وبيان مراتب الأعمال، والله الموفق.

Webiste