تفسير قول الله تعالى: (( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما )) وقال تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين )).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : " قال الله تعالى لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلًّا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرًا عظيمًا * درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورًا رحيمًا وقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم * تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون * يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم * وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
ساق المؤلف النووي رحمه الله آيات الجهاد في كتابه رياض الصالحين في باب كتاب الجهاد وفضله، وسبق الكلام على عدة آيات ونذكر الكلام على ما ذكره من هذه الآيات في قوله تعالى: لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم يعني: لا يستوي القاعدون والمجاهدون ونفي الاستواء ظاهر، لأن المجاهد قد بذل ماله ونفسه لله عز وجل، والقاعد قاعد إلا ما استثنى الله عز وجل في قوله تعالى: غير أولي الضرر يعني: غير الذين يتضررون إذا ذهبوا إلى الجهاد وهم ثلاثة أصناف ذكرهم الله تعالى في قوله: ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج وكذلك الذين لا يجدون ما ينفقون أو كانوا ضعفاء في أبدانهم لقول الله تعالى: ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله رسوله والثالث من قعدوا للتفقه في الدين لقوله تعالى: وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة يعني: وقعد طائفة ليتفقهوا في الدين وينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون فهؤلاء ثلاثة أصناف، أولي الضرر، والضعفاء الذين لا يجدون مالًا، والثالث من قعدوا ليتفقهوا في الدين، فهؤلاء معذورون إما لوجود مصلحة في بقائهم أعلى من مصلحة الجهاد كالذين قعدوا للتفقه في الدين، وإما لعذر لا يستطيعون معه أن يذهبوا إلى الجهاد، وقوله: لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فالمجاهدون أفضل، وفي هذه الآية نفي الاستواء بين المؤمنين وأن المؤمنين ليسوا سواء، ومثل ذلك قوله تعالى: لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلًّا وعد الله الحسنى ونفي الاستواء في القرآن العزيز كثير قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور وما يستوي البحران هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج والآيات كثيرة.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
ساق المؤلف النووي رحمه الله آيات الجهاد في كتابه رياض الصالحين في باب كتاب الجهاد وفضله، وسبق الكلام على عدة آيات ونذكر الكلام على ما ذكره من هذه الآيات في قوله تعالى: لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم يعني: لا يستوي القاعدون والمجاهدون ونفي الاستواء ظاهر، لأن المجاهد قد بذل ماله ونفسه لله عز وجل، والقاعد قاعد إلا ما استثنى الله عز وجل في قوله تعالى: غير أولي الضرر يعني: غير الذين يتضررون إذا ذهبوا إلى الجهاد وهم ثلاثة أصناف ذكرهم الله تعالى في قوله: ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج وكذلك الذين لا يجدون ما ينفقون أو كانوا ضعفاء في أبدانهم لقول الله تعالى: ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله رسوله والثالث من قعدوا للتفقه في الدين لقوله تعالى: وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة يعني: وقعد طائفة ليتفقهوا في الدين وينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون فهؤلاء ثلاثة أصناف، أولي الضرر، والضعفاء الذين لا يجدون مالًا، والثالث من قعدوا ليتفقهوا في الدين، فهؤلاء معذورون إما لوجود مصلحة في بقائهم أعلى من مصلحة الجهاد كالذين قعدوا للتفقه في الدين، وإما لعذر لا يستطيعون معه أن يذهبوا إلى الجهاد، وقوله: لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فالمجاهدون أفضل، وفي هذه الآية نفي الاستواء بين المؤمنين وأن المؤمنين ليسوا سواء، ومثل ذلك قوله تعالى: لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلًّا وعد الله الحسنى ونفي الاستواء في القرآن العزيز كثير قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور وما يستوي البحران هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج والآيات كثيرة.
الفتاوى المشابهة
- فائدة بلاغية : معنى الاحتراز . - ابن عثيمين
- من هو المراد في قوله "في سبيل الله ". - ابن عثيمين
- ما حكم الأموال التي جمعت من أجل المجاهدين أين... - الالباني
- كتاب الجهاد : قال الله تعالى: (( وقاتلوا الم... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- ثالثا : من أهل الزكاة المجاهدين في سبيل الله . - ابن عثيمين
- شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسو... - ابن عثيمين
- ما المقصود بالمجاهدين في: {فَضَّلَ اللَّهُ الْم... - ابن باز
- تتمة تفسير قول الله تعالى: (( يا أيها الذين... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى: (( لا يستوي القاعدون م... - ابن عثيمين