شرح حديث عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (من سلك طريقا يبتغي فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم. فمن أخذه أخذ بخط وافر ). رواه أبو داود والترمذي.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب فضل العلم تعلمًا وتعليمًا لله " عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما صنع، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بخط وافر رواه أبو داود والترمذي ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
ساق المؤلف رحمه الله في باب فضل العلم حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: من سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة وقد سبق بيان معنى هذه الجملة، وفيه أيضًا في حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن العالم ليستغفر له من في السماوات والأرض حتى الحيتان في البحر وهذا يدل على فضل العلم وأن العلماء يستغفر لهم أهل السماوات والأرض حتى الحيتان في البحر وحتى الدواب في البر، كل شيء يستغفر له، ولا تستغرب أن تكون هذه الحيوانات تستغفر الله عز وجل للعالم، لأن الله تعالى قال في القرآن الكريم على لسان موسى صلى الله عليه وسلم: ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى فالبهائم والحشرات تعلم ربها عز وجل وتعرفه تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم كل شيء يسبح بحمد الله حتى إن الحصى سمع تسبيحه بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وهو حصى، لأن الله تعالى رب كل شيء ومليكه حتى إن الله قال للسماوات والأرض: ائتيا طوعًا أو كرهًا قالتا أتينا طائعين خاطبهما فخاطباه ائتيا طوعًا أو كرهًا يعني: لما أمركما به قالتا أتينا طائعين فكل شيء يمتثل أمر الله عز وجل إلا الكفرة من بني آدم والجن، ولهذا قال الله عز وجل في كتابه العزيز بين أن كثيرًا من الناس يسجد لله عز وجل وكثير حق عليه العذاب: ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ما يسجد، ولهذا الكافر لا يسجد لله لا يسجد لله شرعًا وتعبدًا، لكنه يسجد لله ذلًّا قدريًّا ما له مفر عما قدر الله، كما قال تعالى: ولله يسجد من في السماوات ومن في الأرض طوعًا وكرهًا والسجود هنا السجود القدري فكل أحد خاضع لقدر الله ما أحد يستطيع أن يغالب الله عز وجل أين المفر يقول الشاعر الجاهلي:
" أين المفر والإله الطالب *** والأشرم المغلوب ليس الغالب "
فالسجود الشرعي كثير من الناس حق عليهم العذاب فلم يسجدوا، على أن الشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب كلها تسجد لله عز وجل، لكن الكفرة من بني آدم ومن الجن لا يسجدون لله تعالى إلا السجود الكوني القدري، فــ لله يسجد من في السماوات ومن في الأرض طوعًا وكرهًا المهم أن الله تعالى سخر هذه الكائنات تستغفر للعالم، وأبلغ من ذلك أن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، الملائكة الكرام الذين كرمهم الله عز وجل تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، أترون فضلًا أعظم من هذا أن الملائكة ملائكة الله عز وجل تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع؟ هذا فضل عظيم، وبين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حديث أبي الدرداء أن العلماء ورثة الأنبياء، لو سألت من الذي يرث الأنبياء العباد الذين يركعون ويسجدون ليلًا ونهارًا؟ لا، أقارب الأنبياء؟ لا، لا يرث الأنبياء إلا العلماء اللهم اجعلنا منهم، العلماء هم ورثة الأنبياء ورثوا العلم من الأنبياء وورثوا العمل كما يعمل الأنبياء، وورثوا الدعوة إلى الله عز وجل وورثوا هداية الخلق ودلالاتهم على شريعة الله، فالعلماء هم ورثة الأنبياء، الأنبياء لم يورثوا درهمًا ولا دينارًا، توفي الرسول عليه الصلاة والسلام عن ابنته فاطمة وعن عمه العباس وعن أبناء عمه وعن زوجاته، ولم ترثه ابنته ولا زوجاته ولا عصبته لأن الأنبياء لا يورثون درهمًا ولا دينارًا، وهذا من حكمة الله عز وجل أنهم لا يورثون لئلا يقول قائل: إن النبي إنما ادعى النبوة لأجل أن يملك فيرثه أقاربه من بعده فقطع هذا، وقيل: النبي لا يرثه ولا ابنه، وأما قوله زكريا: فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب فالمراد بذلك إرث العلم والنبوة وليس إرث المال، الأنبياء لا يورثون ما ورثوا درهمًا ولا دينارًا إنما ورثوا هذا العلم يالله من فضلك وهذا أعظم ميراث فمن أخذه أخذ بحظ وافر أي: بنصيب واسع كثير، من أخذ بهذا الإرث وأسأل الله أن يجعلني وإياكم من آخذيه هذا هو الإرث الحقيقي النافع، العلماء ورثة الأنبياء والأنبياء لم يورثوا درهمًا ولا دينارًا وإنما ورثوا العلم، أليس الإنسان يسعى من شرق الأرض إلى مغربها من أجل أن يحصل على مال خلّفه أبوه له؟ وهو متاع دنيا، فلماذا لا نسعى من مشارق الأرض ومغاربها إلى أخذ العلم الذي هو ميراث مَن؟ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، جدير بنا أن نسعى بكل ما نستطيع لأخذ العلم الموروث عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ولو لم يكن من فضل العلم إلا أن العالم كلما عمل شيئًا فهو يشعر مع إخلاصه لله عز وجل يشعر بأن أمامه إمامه محمد صلى الله عليه وسلم، لأنه يعبد الله على بصيرة، عندما يتوضأ يشعر كأن الرسول أمامه يتوضأ الآن يتبعه تمامًا، وكذلك في الصلاة وغيرها من العبادات لو لم يأتك من فضل العلم إلا هذا لكان كافيًا، فكيف وهذا الفضل العظيم في حديث أبي الدرداء رضي الله عنه؟ والمهم أن الإنسان الذي يمنّ الله عليه بالعلم فقد منّ الله عليه بما هو أعظم من الأموال والبنين والزوجات والقصور والمراكب وكل شيء، اللهم ارزقنا علمًا نافعًا وعملًا صالحًا ورزقًا طيبًا واسعًا تغنينا به عن خلقك إنك على كل شيء قدير.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب فضل العلم تعلمًا وتعليمًا لله " عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما صنع، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بخط وافر رواه أبو داود والترمذي ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
ساق المؤلف رحمه الله في باب فضل العلم حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: من سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة وقد سبق بيان معنى هذه الجملة، وفيه أيضًا في حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن العالم ليستغفر له من في السماوات والأرض حتى الحيتان في البحر وهذا يدل على فضل العلم وأن العلماء يستغفر لهم أهل السماوات والأرض حتى الحيتان في البحر وحتى الدواب في البر، كل شيء يستغفر له، ولا تستغرب أن تكون هذه الحيوانات تستغفر الله عز وجل للعالم، لأن الله تعالى قال في القرآن الكريم على لسان موسى صلى الله عليه وسلم: ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى فالبهائم والحشرات تعلم ربها عز وجل وتعرفه تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم كل شيء يسبح بحمد الله حتى إن الحصى سمع تسبيحه بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وهو حصى، لأن الله تعالى رب كل شيء ومليكه حتى إن الله قال للسماوات والأرض: ائتيا طوعًا أو كرهًا قالتا أتينا طائعين خاطبهما فخاطباه ائتيا طوعًا أو كرهًا يعني: لما أمركما به قالتا أتينا طائعين فكل شيء يمتثل أمر الله عز وجل إلا الكفرة من بني آدم والجن، ولهذا قال الله عز وجل في كتابه العزيز بين أن كثيرًا من الناس يسجد لله عز وجل وكثير حق عليه العذاب: ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ما يسجد، ولهذا الكافر لا يسجد لله لا يسجد لله شرعًا وتعبدًا، لكنه يسجد لله ذلًّا قدريًّا ما له مفر عما قدر الله، كما قال تعالى: ولله يسجد من في السماوات ومن في الأرض طوعًا وكرهًا والسجود هنا السجود القدري فكل أحد خاضع لقدر الله ما أحد يستطيع أن يغالب الله عز وجل أين المفر يقول الشاعر الجاهلي:
" أين المفر والإله الطالب *** والأشرم المغلوب ليس الغالب "
فالسجود الشرعي كثير من الناس حق عليهم العذاب فلم يسجدوا، على أن الشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب كلها تسجد لله عز وجل، لكن الكفرة من بني آدم ومن الجن لا يسجدون لله تعالى إلا السجود الكوني القدري، فــ لله يسجد من في السماوات ومن في الأرض طوعًا وكرهًا المهم أن الله تعالى سخر هذه الكائنات تستغفر للعالم، وأبلغ من ذلك أن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، الملائكة الكرام الذين كرمهم الله عز وجل تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، أترون فضلًا أعظم من هذا أن الملائكة ملائكة الله عز وجل تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع؟ هذا فضل عظيم، وبين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حديث أبي الدرداء أن العلماء ورثة الأنبياء، لو سألت من الذي يرث الأنبياء العباد الذين يركعون ويسجدون ليلًا ونهارًا؟ لا، أقارب الأنبياء؟ لا، لا يرث الأنبياء إلا العلماء اللهم اجعلنا منهم، العلماء هم ورثة الأنبياء ورثوا العلم من الأنبياء وورثوا العمل كما يعمل الأنبياء، وورثوا الدعوة إلى الله عز وجل وورثوا هداية الخلق ودلالاتهم على شريعة الله، فالعلماء هم ورثة الأنبياء، الأنبياء لم يورثوا درهمًا ولا دينارًا، توفي الرسول عليه الصلاة والسلام عن ابنته فاطمة وعن عمه العباس وعن أبناء عمه وعن زوجاته، ولم ترثه ابنته ولا زوجاته ولا عصبته لأن الأنبياء لا يورثون درهمًا ولا دينارًا، وهذا من حكمة الله عز وجل أنهم لا يورثون لئلا يقول قائل: إن النبي إنما ادعى النبوة لأجل أن يملك فيرثه أقاربه من بعده فقطع هذا، وقيل: النبي لا يرثه ولا ابنه، وأما قوله زكريا: فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب فالمراد بذلك إرث العلم والنبوة وليس إرث المال، الأنبياء لا يورثون ما ورثوا درهمًا ولا دينارًا إنما ورثوا هذا العلم يالله من فضلك وهذا أعظم ميراث فمن أخذه أخذ بحظ وافر أي: بنصيب واسع كثير، من أخذ بهذا الإرث وأسأل الله أن يجعلني وإياكم من آخذيه هذا هو الإرث الحقيقي النافع، العلماء ورثة الأنبياء والأنبياء لم يورثوا درهمًا ولا دينارًا وإنما ورثوا العلم، أليس الإنسان يسعى من شرق الأرض إلى مغربها من أجل أن يحصل على مال خلّفه أبوه له؟ وهو متاع دنيا، فلماذا لا نسعى من مشارق الأرض ومغاربها إلى أخذ العلم الذي هو ميراث مَن؟ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، جدير بنا أن نسعى بكل ما نستطيع لأخذ العلم الموروث عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ولو لم يكن من فضل العلم إلا أن العالم كلما عمل شيئًا فهو يشعر مع إخلاصه لله عز وجل يشعر بأن أمامه إمامه محمد صلى الله عليه وسلم، لأنه يعبد الله على بصيرة، عندما يتوضأ يشعر كأن الرسول أمامه يتوضأ الآن يتبعه تمامًا، وكذلك في الصلاة وغيرها من العبادات لو لم يأتك من فضل العلم إلا هذا لكان كافيًا، فكيف وهذا الفضل العظيم في حديث أبي الدرداء رضي الله عنه؟ والمهم أن الإنسان الذي يمنّ الله عليه بالعلم فقد منّ الله عليه بما هو أعظم من الأموال والبنين والزوجات والقصور والمراكب وكل شيء، اللهم ارزقنا علمًا نافعًا وعملًا صالحًا ورزقًا طيبًا واسعًا تغنينا به عن خلقك إنك على كل شيء قدير.
الفتاوى المشابهة
- الكلام على العلم وفضله. - الالباني
- حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن بن ش... - ابن عثيمين
- يسأل عن الصلاة عن الأنبياء يقول هل يجوز الصل... - ابن عثيمين
- القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابل... - ابن عثيمين
- الصلاة على الأنبياء - اللجنة الدائمة
- حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معم... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول ا... - ابن عثيمين
- من إرث الأنبياء عليهم الصلاة والسلام العبادة. - ابن عثيمين
- الكلام على إرث الأنبياء. - ابن عثيمين
- باب : العلم قبل القول والعمل ، لقول الله تعا... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سم... - ابن عثيمين