باب : العلم قبل القول والعمل ، لقول الله تعالى : (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) . فبدأ بالعلم . وأن العلماء هم ورثة الأنبياء ، ورثوا العلم ، من أخذه أخذ بحظ وافر ، ومن سلك طريقاً يطلب به علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة . وقال جل ذكره : (( إنما يخشى الله من عباده العلماء )) . وقال : (( وما يعقلها إلا العالمون )) . (( وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير )) . وقال : (( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من يرد الله به خيراً يفقهه ) . ( وإنما العلم بالتعلم ) . وقال أبو ذر : لو وضعتم الصمصامة على هذه - وأشار إلى قفاه - ثم ظننت أني أنفذ كلمة سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن تجيزوا علي لأنفذتها . وقال ابن عباس : (( كونوا ربانيين )) : حلماء فقهاء ، ويقال : الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : "باب : العلم قبل القول والعمل"
لقول الله تعالى : فاعلم أنه لا إله إلا الله . فبدأ بالعلم . وأن العلماء هم ورثة الأنبياء ، ورثوا العلم ، من أخذه أخذ بحظ وافر ومن سلك طريقاً يطلب به علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة . وقال جل ذكره : إنما يخشى الله من عباده العلماء . وقال : وما يعقلها إلا العالمون وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير وقال : هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : من يرد الله به خيراً يفقهه وإنما العلم بالتعلم
الشيخ : عندنا يفهمه ، ما عندكم
القارئ : يفقه
الشيخ : هذا المحفوظ
الطالب : في رواية ...
الشيخ : يفهمه ؟
الطالب : يفهمه
الشيخ : نعم
القارئ : وإنما العلم بالتعلم وقال أبو ذر : لو وضعتم الصمصامة على هذه - وأشار إلى قفاه - ثم ظننت أني أنفذ كلمة سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن تجيزوا علي لأنفذتها . وقال ابن عباس : كونوا ربانيين : حكماء فقهاء ويقال ..
الشيخ : عندنا حلماء ، باللام
القارئ : حلماء يا شيخ
الشيخ : إيه ، يمكن رواية
الطالب : حلماء فقهاء
الشيخ : طيب
القارئ : لا يا شيخ ، لا ياشيخ حكماء
الشيخ : في الشرح ؟
القارئ : لا في المتن حكماء
الشيخ : إي عندنا بالمتن حلماء
القارئ : ويقال : " الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره ".
الشيخ : هذا الباب لم يذكر فيه المؤلف حديثا مسندا لكنه ذكر أثرا ، واستدل ، والآيات التي استدل بها على مراده ، العلم قبل القول والعمل ، وهذا له دليل أثري ودليل نظري ، أما الدليل الأثري فقوله تعالى : فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر فبدأ بالعلم قبل العمل ، وأما النظري فمن المعلوم أن الإنسان لا يمكنه أن يعمل إلا بعلم ، العمل مبني على العلم ، القول مبني على العلم ، هل يمكن أن يعمل الإنسان شيئاً ، أن يكون له به سابق علم ، هذا لا يمكن ، إذن اعلم أولاً ثم اعمل ثانياً ، ولكن طرق العلم ، هذه هي التي تحتاج إلى نظر ، طرق العلم متعددة، إما من شيخ وهذا أقرب الطرق، وإما من كتاب وهذا يحتاج إلى معاناة ، وإما من عمل مشهور، وهذا طريق العوام ، طريق العوام العمل المشهور، يعيش العامي في هذه الأمة، ويمشي معها ، وإذا قيل كم عدد الصلوات ؟ قال خمس ، من أين دليلك ؟ قال الناس كلهم يصلون خمس، كم صلاة الظهر ، كم صلاة المغرب يقول هكذا ، أربع وثلاث ، الدليل : قال عمل الناس هذا نقول العامي طريقه علم إيش؟ العمل ، العمل المشهور في البيئة التي هو فيها .
أما الطريقان الأولان الذين ذكرناهما فهما ، أولاً: التلقي عن الشيخ ، والتلقي عن الشيخ أبلغ في التقعيد ، تقعيد مسائل العلم ، والتأصيل، وأقرب للتناول ، لأن عند الشيخ ما ليس عند الطالب ، فتجده قد جمع أطراف المعلوم من كل وجه ثم يلقيها إلى الطالب ناضجة ، ولا شك أن هذا ييسر للطالب ، ييسر للطالب كثيراً ، أرأيت لو أنك تريد أن تعرف حكم مسألة فيها خلاف ، إذا لم تأخذها عن فم الشيخ تحتاج إلى المطالعة في عدة كتب وربما تفهم ما تقرأ أو لا تفهم ، لكن عند الشيخ ييسر ، ييسر لك الأمر يبين لك الطريق ، يفتح لك باب المناقشة ، باب الاجتهاد ، ولكن في هذا الطريق قد يكون فيه أشواك ، قد يكون فيه أشواك ، أقول قوية أو بالية؟ بالية ، القوية إذا أصابتك وانغرز في الجسم سهل إخراجها ، ولا لا، إي نعم ، يعني الدبوس مثلاً ، الدبوس إذا انغرز سهل تسله ، لكن إذا كانت شوكة بالية تفرقت إذا أخدت واحدة منها انكسرت ، ثم أتعبتك ، أتعبك إخراج الباقي ، وتبقى في جلدك ، على كل حال التلقي في الشيوخ فيه أشواك ، وبهذا يجب أن نعرف الشيخ أولاً في عقيدته ، لأنه قد يكون عنده عقيدة فاسدة ، على خلاف عقيدة السلف ، ويكون رجلاً ذكياً ، لا يأتي بالكلام صريحاً ، يأتي به مبطناً ، من يفهمه وهو ساذج يظن أنه حق ، لكنه فيه البلاء، ثانيا : أن نعرف مدى دينه لأن بعض الناس يكون عنده علم ، لكن ليس عنده دين ، لا يوثق من ناحية الدين ، لكونه ذا هوى ، وهذا أيضاً خطير ، ويعرف ذلك أي يعرف نزاهة الإنسان من العقيدة السيئة ومن ضعف الدين يعرف بسلوكه وبكلامه ، وما أسر الإنسان سريرة إلا أطلعها لله على وجهه ، على فلذات لسانه ، وصفحات وجهه .
أما الكتب الطريق الثاني وهو التلقي من الكتب ، فهذا يحتاج إلى عناء كبير ، وإلى مثابرة طويلة حتى يدرك الإنسان ما يدرك ، وقد قيل من كان دليله كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه وليس المعنى أنه لا يصيب ، لكن يخطئ كثيراً ، إذا نبدأ أولاً بماذا ؟ بالتلقي ثم إذا لم نجد فالضرورات تبيح المحظورات ، يكون بمراجعة الكتب والمثابرة حتى نصل إلى العلم ثم نبني عملنا على العلم ، نعم .
ثم يقول وأن العلماء ورثة الأنبياء ، ورثوا العلم ، من أخذه أخذ بحظ وافر ، العلماء ورَثوا ، وهذا الظاهر صواب العبارة ورَثوا العلم ، العلماء ورَثوا العلم ، لم يورثوا درهماً ولا ديناراً
الطالب : الأنبياء
الشيخ : قصدي نعم ، الأنبياء ورثوا العلم ، لم يورثوا درهماً ولا ديناراً ، وهذا من حكمة الله عز وجل ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن معاشر الأنبياء لا نُورَث ما تركنا صدقة معاشر الأنبياء وهذه من حكمة الله أنه لا حظ لقراباتهم من إرثهم ، لأنه لو كان كذلك لاتهم الأنبياء بأنهم طلبة ملك ومال ، وأنهم يريدون أن يكتسبوا أموال الناس حتى تكون لورثتهم ، ولفظ الحديث : إن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركنا صدقة وقالت الرافضة بل النبي يورث ، والحديث : إنا لا نورث ما تركنا صدقةً يعني أن الذي نتركه صدقة لا يورث ، قالوا هذا اللفظ الصحيح ، وأما صدقةٌ بالرفع فهذا غلط ، ولهذا قالوا إن أبا بكر وعمر والصحابة ظلمة فسقة ، لأنهم منعوا فريضة من فرائض الله وهي ميراث البنت والأقارب، منعوا فاطمة حقها من أبيها، ومنعوا عمه وبني عمه ، إن كان لبني عمه ميراث فنقول لهم قبحكم الله ، إذا كان لفظ الحديث كما زعمتم إنا لا نورث ما تركنا صدقةً فأي فرق بين الأنبياء وغيرهم ، حتى غير الأنبياء إذا وقّف شيئا وورثه ، نعم ، وتركه فإنه صدقة لا يورث أي مزية للأنبياء ، مع أن هناك أدلة أخرى صريحة في هذا الموضوع ، المهم على كل حال الأنبياء ورثو العلم ، ولكن هل ورثوا العلم فقط؟ أو العلم والعمل والدعوة ؟ الثلاثة ، جميعاً ولهذا من ورث الأنبياء وأخذ بالعلم لزمه بأن يقوم ببقية الإرث وهو العمل والثاني الدعوة ، وإلا فيكون كالذي ورِث المال ولم ينتفع به ،
وقال أيضاً : من سلك في الحديث من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة ، المراد به العلم الشرعي، يطلب به علماً ، نعم ، سهل الله له طريقا إلى الجنة ، المراد به العلم الشرعي ، وقوله طريقاً ، يشمل الطريق الحسي والطريق المعنوي ، الطريق الحسي أن تأتي من بيتك إلى مكان الدرس ، والطريق المعنوي أن تقرأ الكتب وتجلس تأخذ ما قاله العلماء ، وما أشبه ذلك ، وقال جل ذكره : إنما يخشى الله من عباده العلماء يخشى : يخاف ، ولكن الخشية أكمل من الخوف ، لأنه تكون مع العلم ، كما قال تعالى : إنما يخشى الله من عباده العلماء أما الخوف فيكون مع العلم وغير العلم ، والعلماء هم العلماء بإيش ، بالله وآياته وأحكامه وإن شئت قل بالله وآياته وتشمل الأحكام ، لأن أحكام الله تعالى من آياته سواء كانت أحكاماً كونية أو أحكاماً شرعية ، طيب العلماء بالفيزياء والطب ، وطبقات الأرض والأفلاك ، هل يدخلون في هذا؟ لا ، لكن ربما يمن الله على من يشاء منهم ، إذا عرفوا ما لله تعالى من الحكمة في هذه الأشياء فيهتدون ، طيب ما وجه فضل العلم في قوله : إنما يخشى الله من عباده العلماء أن العلماء هم أهل الخشية لله ، قال وقال وما يعقلها إلا العالمون ها تعود على الأمثال ، وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها أي ما يفهمها ويفهم المراد منها ويفهم الارتباط بين المثل وما مثل به إلا العالمون ، لأن الجهلة ربما يقرؤون الأمثال التي ذكرها في القرآن لكن لا يعرفون مغزاها ، ولا ، ولا الارتباط بينها وبين ما جعلت مثلا لهم ، لكن العالمون بالكسر هم الذين يعقلون ذلك ، وقال أيضاً : وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير هذه يقولونها جواباً بل يقولونها حين يُسألون ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلالٍ كبير وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير يعني لو كنا نسمع سماع تفهم وانقياد ، وإلا فهم يسمعون السماع إدراك ، قد جاءتهم رسل وبلغتهم أو نعقل يعني أو لنا عقل يعني وإن لم نسمع ، لأن أو تقتضي ... ، نقول نعم ، لأن العاقل يطلب الحق ، ولهذا يقال إن ورقة بن نوفل ابن عم خديجة الذي جاءت خديجة بالرسول عليه الصلاة والسلام إليه حينما أخبرها بأول نزول الوحي إليه ، يقال أنه يعني استقبح ما عليه أهل الجاهلية من عبادة الأصنام ، ورأى أن هذا ليس بحق، فذهب إلى الشام، فذهب إلى الشام ، يطلب دين النصارى ، فتنصر ورجع إلى مكة ، وكان يمشي على ما في دين النصارى من الحق ، فالإنسان العاقل وإن لم يسمع لا بد أن يطلب الحق ، والفطرة السليمة تدل على الحق ، وأما السمع فإذا سمع الإنسان القرآن وهو شاهد القلب انتفع به كما قال تعالى : إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب هذا العقل أو ألقى السمع وهو شهيد
لم تأتي بالبخاري .
لقول الله تعالى : فاعلم أنه لا إله إلا الله . فبدأ بالعلم . وأن العلماء هم ورثة الأنبياء ، ورثوا العلم ، من أخذه أخذ بحظ وافر ومن سلك طريقاً يطلب به علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة . وقال جل ذكره : إنما يخشى الله من عباده العلماء . وقال : وما يعقلها إلا العالمون وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير وقال : هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : من يرد الله به خيراً يفقهه وإنما العلم بالتعلم
الشيخ : عندنا يفهمه ، ما عندكم
القارئ : يفقه
الشيخ : هذا المحفوظ
الطالب : في رواية ...
الشيخ : يفهمه ؟
الطالب : يفهمه
الشيخ : نعم
القارئ : وإنما العلم بالتعلم وقال أبو ذر : لو وضعتم الصمصامة على هذه - وأشار إلى قفاه - ثم ظننت أني أنفذ كلمة سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن تجيزوا علي لأنفذتها . وقال ابن عباس : كونوا ربانيين : حكماء فقهاء ويقال ..
الشيخ : عندنا حلماء ، باللام
القارئ : حلماء يا شيخ
الشيخ : إيه ، يمكن رواية
الطالب : حلماء فقهاء
الشيخ : طيب
القارئ : لا يا شيخ ، لا ياشيخ حكماء
الشيخ : في الشرح ؟
القارئ : لا في المتن حكماء
الشيخ : إي عندنا بالمتن حلماء
القارئ : ويقال : " الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره ".
الشيخ : هذا الباب لم يذكر فيه المؤلف حديثا مسندا لكنه ذكر أثرا ، واستدل ، والآيات التي استدل بها على مراده ، العلم قبل القول والعمل ، وهذا له دليل أثري ودليل نظري ، أما الدليل الأثري فقوله تعالى : فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر فبدأ بالعلم قبل العمل ، وأما النظري فمن المعلوم أن الإنسان لا يمكنه أن يعمل إلا بعلم ، العمل مبني على العلم ، القول مبني على العلم ، هل يمكن أن يعمل الإنسان شيئاً ، أن يكون له به سابق علم ، هذا لا يمكن ، إذن اعلم أولاً ثم اعمل ثانياً ، ولكن طرق العلم ، هذه هي التي تحتاج إلى نظر ، طرق العلم متعددة، إما من شيخ وهذا أقرب الطرق، وإما من كتاب وهذا يحتاج إلى معاناة ، وإما من عمل مشهور، وهذا طريق العوام ، طريق العوام العمل المشهور، يعيش العامي في هذه الأمة، ويمشي معها ، وإذا قيل كم عدد الصلوات ؟ قال خمس ، من أين دليلك ؟ قال الناس كلهم يصلون خمس، كم صلاة الظهر ، كم صلاة المغرب يقول هكذا ، أربع وثلاث ، الدليل : قال عمل الناس هذا نقول العامي طريقه علم إيش؟ العمل ، العمل المشهور في البيئة التي هو فيها .
أما الطريقان الأولان الذين ذكرناهما فهما ، أولاً: التلقي عن الشيخ ، والتلقي عن الشيخ أبلغ في التقعيد ، تقعيد مسائل العلم ، والتأصيل، وأقرب للتناول ، لأن عند الشيخ ما ليس عند الطالب ، فتجده قد جمع أطراف المعلوم من كل وجه ثم يلقيها إلى الطالب ناضجة ، ولا شك أن هذا ييسر للطالب ، ييسر للطالب كثيراً ، أرأيت لو أنك تريد أن تعرف حكم مسألة فيها خلاف ، إذا لم تأخذها عن فم الشيخ تحتاج إلى المطالعة في عدة كتب وربما تفهم ما تقرأ أو لا تفهم ، لكن عند الشيخ ييسر ، ييسر لك الأمر يبين لك الطريق ، يفتح لك باب المناقشة ، باب الاجتهاد ، ولكن في هذا الطريق قد يكون فيه أشواك ، قد يكون فيه أشواك ، أقول قوية أو بالية؟ بالية ، القوية إذا أصابتك وانغرز في الجسم سهل إخراجها ، ولا لا، إي نعم ، يعني الدبوس مثلاً ، الدبوس إذا انغرز سهل تسله ، لكن إذا كانت شوكة بالية تفرقت إذا أخدت واحدة منها انكسرت ، ثم أتعبتك ، أتعبك إخراج الباقي ، وتبقى في جلدك ، على كل حال التلقي في الشيوخ فيه أشواك ، وبهذا يجب أن نعرف الشيخ أولاً في عقيدته ، لأنه قد يكون عنده عقيدة فاسدة ، على خلاف عقيدة السلف ، ويكون رجلاً ذكياً ، لا يأتي بالكلام صريحاً ، يأتي به مبطناً ، من يفهمه وهو ساذج يظن أنه حق ، لكنه فيه البلاء، ثانيا : أن نعرف مدى دينه لأن بعض الناس يكون عنده علم ، لكن ليس عنده دين ، لا يوثق من ناحية الدين ، لكونه ذا هوى ، وهذا أيضاً خطير ، ويعرف ذلك أي يعرف نزاهة الإنسان من العقيدة السيئة ومن ضعف الدين يعرف بسلوكه وبكلامه ، وما أسر الإنسان سريرة إلا أطلعها لله على وجهه ، على فلذات لسانه ، وصفحات وجهه .
أما الكتب الطريق الثاني وهو التلقي من الكتب ، فهذا يحتاج إلى عناء كبير ، وإلى مثابرة طويلة حتى يدرك الإنسان ما يدرك ، وقد قيل من كان دليله كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه وليس المعنى أنه لا يصيب ، لكن يخطئ كثيراً ، إذا نبدأ أولاً بماذا ؟ بالتلقي ثم إذا لم نجد فالضرورات تبيح المحظورات ، يكون بمراجعة الكتب والمثابرة حتى نصل إلى العلم ثم نبني عملنا على العلم ، نعم .
ثم يقول وأن العلماء ورثة الأنبياء ، ورثوا العلم ، من أخذه أخذ بحظ وافر ، العلماء ورَثوا ، وهذا الظاهر صواب العبارة ورَثوا العلم ، العلماء ورَثوا العلم ، لم يورثوا درهماً ولا ديناراً
الطالب : الأنبياء
الشيخ : قصدي نعم ، الأنبياء ورثوا العلم ، لم يورثوا درهماً ولا ديناراً ، وهذا من حكمة الله عز وجل ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن معاشر الأنبياء لا نُورَث ما تركنا صدقة معاشر الأنبياء وهذه من حكمة الله أنه لا حظ لقراباتهم من إرثهم ، لأنه لو كان كذلك لاتهم الأنبياء بأنهم طلبة ملك ومال ، وأنهم يريدون أن يكتسبوا أموال الناس حتى تكون لورثتهم ، ولفظ الحديث : إن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركنا صدقة وقالت الرافضة بل النبي يورث ، والحديث : إنا لا نورث ما تركنا صدقةً يعني أن الذي نتركه صدقة لا يورث ، قالوا هذا اللفظ الصحيح ، وأما صدقةٌ بالرفع فهذا غلط ، ولهذا قالوا إن أبا بكر وعمر والصحابة ظلمة فسقة ، لأنهم منعوا فريضة من فرائض الله وهي ميراث البنت والأقارب، منعوا فاطمة حقها من أبيها، ومنعوا عمه وبني عمه ، إن كان لبني عمه ميراث فنقول لهم قبحكم الله ، إذا كان لفظ الحديث كما زعمتم إنا لا نورث ما تركنا صدقةً فأي فرق بين الأنبياء وغيرهم ، حتى غير الأنبياء إذا وقّف شيئا وورثه ، نعم ، وتركه فإنه صدقة لا يورث أي مزية للأنبياء ، مع أن هناك أدلة أخرى صريحة في هذا الموضوع ، المهم على كل حال الأنبياء ورثو العلم ، ولكن هل ورثوا العلم فقط؟ أو العلم والعمل والدعوة ؟ الثلاثة ، جميعاً ولهذا من ورث الأنبياء وأخذ بالعلم لزمه بأن يقوم ببقية الإرث وهو العمل والثاني الدعوة ، وإلا فيكون كالذي ورِث المال ولم ينتفع به ،
وقال أيضاً : من سلك في الحديث من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة ، المراد به العلم الشرعي، يطلب به علماً ، نعم ، سهل الله له طريقا إلى الجنة ، المراد به العلم الشرعي ، وقوله طريقاً ، يشمل الطريق الحسي والطريق المعنوي ، الطريق الحسي أن تأتي من بيتك إلى مكان الدرس ، والطريق المعنوي أن تقرأ الكتب وتجلس تأخذ ما قاله العلماء ، وما أشبه ذلك ، وقال جل ذكره : إنما يخشى الله من عباده العلماء يخشى : يخاف ، ولكن الخشية أكمل من الخوف ، لأنه تكون مع العلم ، كما قال تعالى : إنما يخشى الله من عباده العلماء أما الخوف فيكون مع العلم وغير العلم ، والعلماء هم العلماء بإيش ، بالله وآياته وأحكامه وإن شئت قل بالله وآياته وتشمل الأحكام ، لأن أحكام الله تعالى من آياته سواء كانت أحكاماً كونية أو أحكاماً شرعية ، طيب العلماء بالفيزياء والطب ، وطبقات الأرض والأفلاك ، هل يدخلون في هذا؟ لا ، لكن ربما يمن الله على من يشاء منهم ، إذا عرفوا ما لله تعالى من الحكمة في هذه الأشياء فيهتدون ، طيب ما وجه فضل العلم في قوله : إنما يخشى الله من عباده العلماء أن العلماء هم أهل الخشية لله ، قال وقال وما يعقلها إلا العالمون ها تعود على الأمثال ، وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها أي ما يفهمها ويفهم المراد منها ويفهم الارتباط بين المثل وما مثل به إلا العالمون ، لأن الجهلة ربما يقرؤون الأمثال التي ذكرها في القرآن لكن لا يعرفون مغزاها ، ولا ، ولا الارتباط بينها وبين ما جعلت مثلا لهم ، لكن العالمون بالكسر هم الذين يعقلون ذلك ، وقال أيضاً : وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير هذه يقولونها جواباً بل يقولونها حين يُسألون ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلالٍ كبير وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير يعني لو كنا نسمع سماع تفهم وانقياد ، وإلا فهم يسمعون السماع إدراك ، قد جاءتهم رسل وبلغتهم أو نعقل يعني أو لنا عقل يعني وإن لم نسمع ، لأن أو تقتضي ... ، نقول نعم ، لأن العاقل يطلب الحق ، ولهذا يقال إن ورقة بن نوفل ابن عم خديجة الذي جاءت خديجة بالرسول عليه الصلاة والسلام إليه حينما أخبرها بأول نزول الوحي إليه ، يقال أنه يعني استقبح ما عليه أهل الجاهلية من عبادة الأصنام ، ورأى أن هذا ليس بحق، فذهب إلى الشام، فذهب إلى الشام ، يطلب دين النصارى ، فتنصر ورجع إلى مكة ، وكان يمشي على ما في دين النصارى من الحق ، فالإنسان العاقل وإن لم يسمع لا بد أن يطلب الحق ، والفطرة السليمة تدل على الحق ، وأما السمع فإذا سمع الإنسان القرآن وهو شاهد القلب انتفع به كما قال تعالى : إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب هذا العقل أو ألقى السمع وهو شهيد
لم تأتي بالبخاري .
الفتاوى المشابهة
- شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول ا... - ابن عثيمين
- الكلام على العلم وفضله. - الالباني
- كلمة حول العلم وأهمية العمل بالعلم. - الالباني
- كلام الشيخ على العلم النافع والعلماء، ومن هم ا... - الالباني
- العمل بالعلم - ابن عثيمين
- المقصود بكلمة العلم ؟ ومن هم العلماء ؟ وكيف ال... - الالباني
- تتمة باب فضل العلم تعلما وتعليما لله: قال ال... - ابن عثيمين
- كتاب العلم: باب فضل العلم تعلما وتعليما لله:... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سم... - ابن عثيمين
- تتمة الشرح وقال : (( هل يستوي الذين يعلمون و... - ابن عثيمين
- باب : العلم قبل القول والعمل ، لقول الله تعا... - ابن عثيمين