تم نسخ النصتم نسخ العنوان
باب تغليظ تحريم الربا: قال الله تعالى: (( ال... - ابن عثيمينالقارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . قال رحمه الله تعالى " باب تغليظ تحريم الرب...
العالم
طريقة البحث
باب تغليظ تحريم الربا: قال الله تعالى: (( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون يمحق الله الربا ويربي الصدقات )) إلى قوله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا )).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى " باب تغليظ تحريم الربا قال الله تعالى { الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } "

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين باب تغليظ تحريم الربا
الربا هو الزيادة أو التأخير لأن الربا إما زيادة في شيء على شيء وإما تأخير قبض وقد بين الله عز وجل في كتابه حكم الربا وذكر فيه من الوعيد وكذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذكر حكم الربا وما فيه من الوعيد وبين النبي صلى الله عليه وسلم أين يكون الربا وكيف يكون فذكر أن الربا يكون في ستة أصناف الذهب والفضة والبر والشعير والتمر والملح ستة أشياء الذهب والفضة والبر والتمر والشعير والتمر والملح هذه ستة أشياء هي التي فيها الربا إذا بعت شيئا في جنسه فلا بد من أمرين التساوي والتقابض قبل التفرق بعت ذهبا بذهب لا بد أن يكون سواء في الميزان وأن يكون الأمر من الجانبين قبل التفرق إذا بعت فضة بفضة لا بد أن يكون سواء في الميزان وأن يكون الأمر قبل التفرق من الجانبين بعت برا ببر لا بد أن يكون سواء في الميزان وأن يكون القبض قبل التفرق من الجانبين بعت شعير بشعير لا بد أن يكونا سواء في الميزان وأن يكون القبض قبل التفرق من الجانبين بعت تمرا بتمر لا بد أن يكون سواء في المكيال وأن يكون القبض قبل التفرق من الجانبين بعت ملحا بملح لا بد أن يكونا سواء في المكيال وأن يكون القبض قبل التفرق من الجانبين هذا إذا بعت الشيء بجنسه من هذه الأصناف الستة وإن بعته بغير جنسه فلا بد من التقابض قبل التفرق من الجانبين ولا يشترط التساوي فإذا بعت صاعا من البر بصاعين من الشعير فلا بأس لكن لا بد من القبض قبل التفرق وإذا بعت صاعا من التمر بصاعين من الشعير فلا بأس لكن بشرط التقابض قبل التفرق وإذا بعت ذهبا بفضة فلا بأس بالزيادة أو النقص لكن لا بد من القبض قبل التفرق
هذه هي الأصناف الستة التي نص النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على جريان الربا فيها وكذلك ما كان بمعناها فإنه يكون له حكمها لأن هذه الشريعة الإسلامية لا تفرق بين شيئين متماثلين كما أنها لا تساوي بين شيئين مفترقين
أما حكم الربا فإنه من السبع الموبقات من كبائر الذنوب والعياذ بالله ومن تعاطى الربا ففيه شبه من اليهود أخبث عباد الله لأن اليهود هم الذين يأكلون السحت ويأخذون الربا فمن تعامل بالربا من هذه الأمة فإن فيه شبها من اليهود نسأل الله العافية
أما الوعيد عليه فقال الله عز وجل { الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس } هذا حكمه { لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس } الشيطان يسلط على بني آدم نسأل الله السلامة إلا أن يمن الله عليه بالأوراد الشرعية التي تقيه من الجن من الشياطين مثل قراءة آية الكرسي كل ليلة وغيرها مما هو معروف فالشيطان يسلط على بني آدم ويصرعهم ويبقى الإنسان يبطش بيديه ويفرفش بإيديه ورجليه ويصرخ ويتخبط هؤلاء أكلة الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس مجانين واختلف العلماء رحمهم الله هل المعنى لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا على هذا الوصف يعني يقومون من القبور كأنهم مجانين كأنهم يضربهم الشيطان بالمس أو أن المعنى لا يقومون للربا لأنهم يأكلون الربا وكأنهم مجانين من شدة طمعهم وجشعهم وشحهم لا يبالون فيكون هذا وصفا لهم في الدنيا والصحيح أن الآية إذا كانت تحتمل المعنيين فإنها تحمل عليهما جميعا لأنهم في الدنيا يتخبطون يتصرفون تصرف الذي يتخبطه الشيطان من المس وفي الآخرة كذلك يقومون من قبورهم على هذا الوصف نسأل الله العافية ثم قال عز وجل مبينا أن هؤلاء قاسوا قياسا فاسد فقالوا { إنما البيع مثل الربا } لا فرق كما أنك تبيع على الرجل مثلا شاة بمئة ريال تبيع عليه درهم بدرهمين أي فرق فيقولون إنما البيع مثل الربا وقياسهم ذا كقياس الشيطان حين أمره الله أن يسجد لآدم فقال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين فقابل النص بالقياس الفاسد هؤلاء أيضا قاسوا قياسا فاسدا فبين الله عز وجل أنه لا قياس مع الحكم الشرعي قال { وأحل الله البيع وحرم الربا } ولم يحل الله البيع ويحرم الربا ويحرم الربا إلا للفرق العظيم بينهما وأنهما ليسا سواء لكن من طمس الله قلبه رأى الباطل حقا والحق باطلا والعياذ بالله كما قال عز وجل فيمن طمس الله على قلبه الذين قالوا إذا تتلى عليهم آيات الله أساطير الأولين القرآن الكريم أساطير الأولين اعظم كلام وأبين كلام وأفصح كلام وأنفع كلام يقولون أساطير الأولين لماذا { بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون } إذا انطمس القلب والعياذ بالله رأى الباطل حقا ورأى الحق باطلا هؤلاء يقولون إنما البيع مثل الربا فقال الله { وأحل الله البيع وحرم الربا } ثم عرض الله عز وجل التوبة على هؤلاء الأكالين للربا كعادته جل وعلا جعل التوبة على المذنبين لعلهم يتوبون إليه لأن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين حتى قال الرسول عليه الصلاة والسلام "لله أشذ فرحا بتوبة عبده من أحدكم براحلته" كان في البر رجل في البر معه راحلته عليها طعامه وشرابه فضاعت منه ضاعت الطعام والشراب وهو في فلاة من الأرض ليس عنده أحد طلبها ولم يجدها فاضطجع تحت شجرة ميت ينتظر أن يقبض الله روحه فبينما هو كذلك إذا بخطام الناقة متعلقا بالشجرة وهو بين الحياة والموت فأخذ بخطامها وقال "اللهم أنت عبدي وأنا ربك" يريد أن يقول أيش أنت ربي وأنا عبدك لكنه أخطأ من شدة الفرح قال النبي عليه الصلاة والسلام "لله أشد فرحا بتوبة الإنسان من هذا الرجل براحلته" مع أن هذا الفرح لا يمكن أن يدركه إنسان الآن نحن لا نثبت شدة هذا الفرح رجل مقبل على الموت فاقد ماله طعامه وشرابه وناقته فإذا بها عنده لا يمكن أن يتصور الإنسان شدة هذا الفرح فالله عز وجل أشد فرحا بتوبة عبده من هذا بناقته انظر ماذا قال هنا يقول جل وعلا { فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف } الحمد لله يعني الأكال للربا إذا جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف يغفر له كل ما سلف ولا يؤاخذ عليه وأمره إلى الله ولكن إذا جاءت الموعظة وله ربا في ذمم الناس وجب عليه أن يسقطه يجب أن يسقطه لأن الله قال { فله ما سلف } أما ما بقي فليس له ولهذا أعلن الرسول عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع في عرفة أعلن إعلانا إلى يوم القيامة قال "ربا الجاهلية موضوع" يعني الربا الذي كان يترابون يترابون به في الجاهلية موضوع مهدر في أقارب للرسول يرابون في الجاهلية يسقط عنهم يجب عليهم إسقاط الربا وإلا لا ها يجب ولهذا قال "أول ربا أضع ربا العباس بن عبدالمطلب" ما صلته بالعباس ابن عبدالمطلب العباس عمه أول ربا ربا العباس هكذا الحكم هكذا السلطان أول ما يبدأ السلطان بأقاربه خلاف عادة الناس اليوم أقارب السلطان عندهم حماية دبلوماسية يفعلون ما يشاؤون لكن في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام يقول أول ربا أضع من ربانا من؟ ربا العباس بن عبدالمطلب "فإنه موضوع كله" تأكيد فإنه موضوع كله عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا نهى الناس عن شيء جمع أهله وأقاربه وقال " نهيت الناس عن كذا وكذا وإن الناس ينظرون إليكم نظر الطير إلى اللحم والله لا يبلغني عن أحد منكم أنه فعله لأضعفن عليه العقوبة " سبحان الله يعاقبه مرة وإلا مرتين مرتين لأن هؤلاء الأقارب يخالفون متسترين أو لائذين لقربهم من الحاكم فيقول هذا القرب من الحاكم يوجب أن يضعف عليكم العقوبة الله أكبر وبذلك ملكوا مشارق الأرض ومغاربها ودانت لهم الأمم الأمم ما يفعلون هذا لا يفعلون هكذا القريب من السلطان ما عليه شيء لكن الأمة الإسلامية الخلافة الإسلامية أول ما يرجع بتنفيذ الأحكام لمن لأقارب الحاكم حتى لا يقال الرجل حكم لأجل أن يقي أقاربه عقوبة الظالمين الحاصل أن الله سبحانه وتعالى بمنه وكرمه ورحمته ولطفه يعرض التوبة على المذنبين فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف نسأل الله يتوب علينا وعليكم
وقال { إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات } القصة هذي فيمن في أصحاب الأخدود الذين حفروا حفرا في الأرض وأضرموا فيها النيران ومن كان مؤمن ألقوه في النار { وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد } يقول عز وجل { إن الذين فتتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا } يعرض عليهم التوبة وهم يحرقون أولياءه لكنه عز وجل يحب التوابين { ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق } نسأل الله أن يتوب علينا وعليكم يقول عز وجل { فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد } بعد أن تبين له الحكم { فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } هذه عقوبة الآخرة عقوبة الدنيا { يمحق الله الربا } يمحق الله الربا يتلفه لكن التلف نوعان تلف حسي بأن يسلط على ماله آفة تفنيه إما أن يمرض ويحتاج إلى دواء ومعالجات أويمرض أهله أو يسرق أو يحترق هذا عقوبة الدنيا يمحق الله الربا عقوبة حسية محق حسي أو محق معنوي المال عنده مكيس أكياس لكنه كالفقير لا ينتفع به هل يقال إن هذا عنده مال نعم أبدا هذا أسوأ حالا من الفقير لأن ماله عنده بالأكياس يدخره لورثته أما هو فلم ينتفع به وهذا نسميه محقا أيش حسيا وإلا معنويا محقا معنويا { يمحق الله الربا } نسأل الله أن يرزقنا وإياكم الموعظة التي تحيى بها قلوبنا وتصلح بها أحوالنا

Webiste