باب النهي عن إتيان الكهان والمنجمين . عن عائشة رضي الله عنها قالت: سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أناس عن الكهان، فقال: ( ليسوا بشيء ) فقالوا: يا رسول الله إنهم يحدثونا أحيانا بشيء، فيكون حقا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرها في أذن وليه، فيخلطون معها مائة كذبة ). متفق عليه. وفي رواية للبخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الملائكة تنزل في العنان - وهو السحاب - فتذكر الأمر قضي في السماء، فيسترق الشيطان السمع، فيسمعه، فيوحيه إلى الكهان، فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم ).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى " باب النهي عن إتيان الكهان والمنجمين
عن عائشة رضي الله عنها قالت سأل رسول الله صلى عليه وسلم أناس عن الكهان فقال ليسوا بشيء فقالوا يا رسول الله إنهم يحدثونا أحيانا بشيء فيكون حقا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرها في أذن وليه فيخلطون معها مئة كذبة متفق عليه
وفي رواية للبخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الملائكة تنزل في العنان وهو السحاب فتذكر الأمر قضي في السماء فيسترق الشيطان السمع فيسمعه فيلقيه إلى الكهان فيكذبون معها مئة كذبة من عند أنفسهم وعن صفية بنت "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين " باب تحريم إتيان الكهان والمنجمين ونحوهم "
الكهان جمع كاهن والكاهن هو الذي يخبر -اسكتوا يا صبيان اسكتوا- الكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل فيقول مثلا سيكون كذا وكذا في يوم كذا وكذا أو يقول للإنسان ستكون سعيدا في اليوم الفلاني أو سيصيبك حادث في اليوم الفلاني أو ما أشبه ذلك هؤلاء هم الكهان
وأما المنجمون فم الذين يمتهنون علم النجوم يعني يتخذونه مهنة ولكن علم النجوم ينقسم إلى قسمين جائز ومحرم
نتكلم عن الكهان الكهان هم أناس من بني آدم لهم أولياء من الجن والجن أعطاهم الله تعالى قدرة عظيمة على الأشياء سرعة وقوة فهم يصعدون إلى السماء ولكل واحد منهم مقعد معين يسترقون السمع أي ما يسمعونه من الملائكة فيقضي الله تبارك وتعالى الأمر في السماء ثم يخطفون منه شيئا فينزلون به إلى أوليائهم من البشر من بني آدم وهم الكهان ثم يضيف هذا الكاهن إلى هذا الذي سمعه من السماء كما قال النبي عليه الصلاة والسلام وهو الصادق مئة كذبة يعني يزيدون على ما سمعوا فيصادف أن هذه الكلمة المسموعة من السماء تقع تقع كما سمع الجني وقد ذكرت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الكهان فقال ليسوا بشيء لأن الكهان كثروا إبان عهد النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن ينزل عليه الوحي وصارت الجن كما ذكر الله عنهم قالوا كنا نقعد منها يعني من السماء مقاعد للسمع فلما بعث النبي عليه الصلاة والسلام صار الجني إذا قعد بمقعده يستمع جاءه شهاب من نار فأحرقه فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا فسئل النبي عليه الصلاة والسلام عن الكهان قال ليسوا بشيء يعني لا تعبأون بهم ولا تأخذون بكلامهم ولا يهمكم أمرهم قالوا يا رسول الله إنهم يقولون القول فيكون حقا فأخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن هذا الحق الذي يقع ممزوج بمئة كذبة وأن سببه أن الجني الذي له ولي من البشر يخطف الخبر من السماء ويوحيه إلى وليه من الإنس فيتحدث ثم يقع ما كان حقا وما كان باطلا ينسى عند الناس ينسى عند الناس وكأنه لم يكن
هؤلاء الكهان يجب علينا أن نكذبهم وأن لا نصدقهم ومن أتاهم وسألهم وصدقهم فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم يعني كفر بالقرآن ووجه كفره أن الله تعالى قال قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله فإذا ادعى هؤلاء علم الغيب وصدقهم الإنسان صار مضمون تصديقه إياهم تكذيب قول الله قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وسيأتي إن شاء الله ذكر هذا الحديث والكلام عليه والكلام عليه
أما المنجمون فهم الذين يتعاطون علم النجوم وعلم النجوم قسمان:
قسم لا بأس به وهو ما يسمى بعلم التسيير يعني علم سير النجوم يستدل به على الفصول وعلى طول النهار وقصر النهار هذا لا بأس به لا حرج فيه ولا بأس به لأن الناس يهتدون به لمصالحهم
ومن ذلك علم جهات النجوم مثلا القطب الشمالي معروف جهة الشمال الجدي معروف قرب القطب من ناحية الشمال يستدل بها على القبلة وعلى الجهات قال الله تعالى وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون وعلامات يعني الجبال وبالنجم هم يهتدون يهتدون في ظلمات البر والبحر إذا لم يكن سحاب يغطي النجوم اهتدوا بها فمثلا القطب هنا في القصيم إذا أردت أن تستقبل القبلة اجعله خلف أذنك اليمنى إذا جعلته خلف أذنك اليمنى فقد استقبلت القبلة وفي كل منطقة وجهة بحسبها فصار علم التسيير ما يتعلمه الإنسان للزمان والمكان للزمان مثل الفصول ودخل وقت الشتاء دخل وقت الصيف والمكان الجهات يستدل بها على الجهات هذا لا بأس به
وأما القسم الثاني: فهو علم التأثير مقابل علم التسيير علم التأثير أن يتخذ من علم النجوم سببا يدعي به أن ما حصل في الأرض فإنه من سبب النجم كالذين يقولون في الجاهلية مطرنا بنوء كذا وكذا هذا هو المحرم ولا يجوز اعتماده لأنه لا علاقة لما يحدث بالأرض فيما يحدث في السماء السماء مستقلة فما حصل من أثر في السماء فإنه لا يؤثر على الأرض فالنجوم لا دخل لها في الحوادث بعض الناس والعياذ بالله يقول هذا الرجل ولد في النوء الفلاني يكون سعيد هذا الولد ولد في النوء الفلاني يكون شقي من قال هذا ويسمونه الطالع طالع يعني معناه طالع هذا الولد هذا هو المحرم الذي من صدق المنجم فيه فهو كمن صدق الكافر والله الموفق
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى " باب النهي عن إتيان الكهان والمنجمين
عن عائشة رضي الله عنها قالت سأل رسول الله صلى عليه وسلم أناس عن الكهان فقال ليسوا بشيء فقالوا يا رسول الله إنهم يحدثونا أحيانا بشيء فيكون حقا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرها في أذن وليه فيخلطون معها مئة كذبة متفق عليه
وفي رواية للبخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الملائكة تنزل في العنان وهو السحاب فتذكر الأمر قضي في السماء فيسترق الشيطان السمع فيسمعه فيلقيه إلى الكهان فيكذبون معها مئة كذبة من عند أنفسهم وعن صفية بنت "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين " باب تحريم إتيان الكهان والمنجمين ونحوهم "
الكهان جمع كاهن والكاهن هو الذي يخبر -اسكتوا يا صبيان اسكتوا- الكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل فيقول مثلا سيكون كذا وكذا في يوم كذا وكذا أو يقول للإنسان ستكون سعيدا في اليوم الفلاني أو سيصيبك حادث في اليوم الفلاني أو ما أشبه ذلك هؤلاء هم الكهان
وأما المنجمون فم الذين يمتهنون علم النجوم يعني يتخذونه مهنة ولكن علم النجوم ينقسم إلى قسمين جائز ومحرم
نتكلم عن الكهان الكهان هم أناس من بني آدم لهم أولياء من الجن والجن أعطاهم الله تعالى قدرة عظيمة على الأشياء سرعة وقوة فهم يصعدون إلى السماء ولكل واحد منهم مقعد معين يسترقون السمع أي ما يسمعونه من الملائكة فيقضي الله تبارك وتعالى الأمر في السماء ثم يخطفون منه شيئا فينزلون به إلى أوليائهم من البشر من بني آدم وهم الكهان ثم يضيف هذا الكاهن إلى هذا الذي سمعه من السماء كما قال النبي عليه الصلاة والسلام وهو الصادق مئة كذبة يعني يزيدون على ما سمعوا فيصادف أن هذه الكلمة المسموعة من السماء تقع تقع كما سمع الجني وقد ذكرت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الكهان فقال ليسوا بشيء لأن الكهان كثروا إبان عهد النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن ينزل عليه الوحي وصارت الجن كما ذكر الله عنهم قالوا كنا نقعد منها يعني من السماء مقاعد للسمع فلما بعث النبي عليه الصلاة والسلام صار الجني إذا قعد بمقعده يستمع جاءه شهاب من نار فأحرقه فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا فسئل النبي عليه الصلاة والسلام عن الكهان قال ليسوا بشيء يعني لا تعبأون بهم ولا تأخذون بكلامهم ولا يهمكم أمرهم قالوا يا رسول الله إنهم يقولون القول فيكون حقا فأخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن هذا الحق الذي يقع ممزوج بمئة كذبة وأن سببه أن الجني الذي له ولي من البشر يخطف الخبر من السماء ويوحيه إلى وليه من الإنس فيتحدث ثم يقع ما كان حقا وما كان باطلا ينسى عند الناس ينسى عند الناس وكأنه لم يكن
هؤلاء الكهان يجب علينا أن نكذبهم وأن لا نصدقهم ومن أتاهم وسألهم وصدقهم فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم يعني كفر بالقرآن ووجه كفره أن الله تعالى قال قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله فإذا ادعى هؤلاء علم الغيب وصدقهم الإنسان صار مضمون تصديقه إياهم تكذيب قول الله قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وسيأتي إن شاء الله ذكر هذا الحديث والكلام عليه والكلام عليه
أما المنجمون فهم الذين يتعاطون علم النجوم وعلم النجوم قسمان:
قسم لا بأس به وهو ما يسمى بعلم التسيير يعني علم سير النجوم يستدل به على الفصول وعلى طول النهار وقصر النهار هذا لا بأس به لا حرج فيه ولا بأس به لأن الناس يهتدون به لمصالحهم
ومن ذلك علم جهات النجوم مثلا القطب الشمالي معروف جهة الشمال الجدي معروف قرب القطب من ناحية الشمال يستدل بها على القبلة وعلى الجهات قال الله تعالى وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون وعلامات يعني الجبال وبالنجم هم يهتدون يهتدون في ظلمات البر والبحر إذا لم يكن سحاب يغطي النجوم اهتدوا بها فمثلا القطب هنا في القصيم إذا أردت أن تستقبل القبلة اجعله خلف أذنك اليمنى إذا جعلته خلف أذنك اليمنى فقد استقبلت القبلة وفي كل منطقة وجهة بحسبها فصار علم التسيير ما يتعلمه الإنسان للزمان والمكان للزمان مثل الفصول ودخل وقت الشتاء دخل وقت الصيف والمكان الجهات يستدل بها على الجهات هذا لا بأس به
وأما القسم الثاني: فهو علم التأثير مقابل علم التسيير علم التأثير أن يتخذ من علم النجوم سببا يدعي به أن ما حصل في الأرض فإنه من سبب النجم كالذين يقولون في الجاهلية مطرنا بنوء كذا وكذا هذا هو المحرم ولا يجوز اعتماده لأنه لا علاقة لما يحدث بالأرض فيما يحدث في السماء السماء مستقلة فما حصل من أثر في السماء فإنه لا يؤثر على الأرض فالنجوم لا دخل لها في الحوادث بعض الناس والعياذ بالله يقول هذا الرجل ولد في النوء الفلاني يكون سعيد هذا الولد ولد في النوء الفلاني يكون شقي من قال هذا ويسمونه الطالع طالع يعني معناه طالع هذا الولد هذا هو المحرم الذي من صدق المنجم فيه فهو كمن صدق الكافر والله الموفق
الفتاوى المشابهة
- تتمة شرح حديث عن معاوية بن الحكم السلمي رضي... - ابن عثيمين
- إتيان الكهان وتصديقهم - اللجنة الدائمة
- والداه كانا يسألان الكهان ويصدقانهم فهل... - اللجنة الدائمة
- حكم الذهاب إلى الكهنة والمنجمين - ابن باز
- لماذا حُرِّم إتيان الكهان وهم يستعملون بعض الو... - الالباني
- إتيان الكهان للعلاج ونحوه - اللجنة الدائمة
- هل الأخبار عن وقت الكسوف يكون من الكهانة ؟ - ابن عثيمين
- ما حكم من يتردد على الكهان والسحرة ؟ - ابن عثيمين
- بيان حكم إتيان الكهان في الإسلام وذكر دليل الن... - الالباني
- شرح قول المصنف : باب ما جاء في الكهان ونحوهم - ابن عثيمين
- باب النهي عن إتيان الكهان والمنجمين . عن عائ... - ابن عثيمين