تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال... - ابن عثيمينالقارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأح...
العالم
طريقة البحث
شرح حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سأل بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه به فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه ). حديث صحيح رواه أبو داود، والنسائي بأسانيد الصحيحين.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب كراهة أن يسأل الإنسان بوجه الله غير الجنة :
" عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سأل بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه به فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه حديث صحيح، رواه أبو داود، والنسائي بأسانيد الصحيحين " .

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- في كتابه *رياض الصالحين* في باب كراهة أن يسأل بوجه الله غير الجنة :
" عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : من استعاذ بالله فأعيذوه " : يعني معناه إذا قال أحد لك : أعوذ بالله منك فأعذه واتركه ، كما فعلت امرأة تزوجها الرسول عليه الصلاة والسلام ، فلما دنا منها قالت : أعوذ بالله منك ، جاهلة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد عذتِ بمعاذ إلحقي بأهلك وتركها ، لأنها استعاذت بالله منه فإذا استعاذ أحد بالله منك فأعذه، إلا إذا استعاذ عن حق واجب فإن الله لا يعيذه، لو أنه كان مطلوباً لك ، فسألته حقك ، قلت : أعطني حقي فقال : أعوذ بالله منك ، فهنا لا تعذه ، لأن الله تعالى لا يعيذ عاصياً ، لكن إذا كان الأمر ليس محرماً فاستعاذ بالله منك فأعذه تعظيماً لله عز وجل.
ومن سأل بالله فأعطه : لو سألك سائل فقال : أسألك بالله أن تعطيني كذا وكذا فأعطه إلا إذا سألك شيئا محرماً فلا تعطه ، مثل أن يسألك يقول لك : أسألك بالله أن تخبرني ماذا تصنع مع أهلك مثلاً ، هذا لا يجوز أن تعطيه ، بل وبخه وانصحه وقل : هذا تدخل فيما لا يعنيك ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : مِن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ، وكذلك لو سأل محرما ولو سألك بالله لا تعطه ، لو قال : أسألك بالله أن تعطيني كذا وكذا ليشتري به دخانا فلا تعطه، لأنه سألك ليستعين به على شيء محرم .
فالمهم أن من سألك بالله فأعطه ما لم يكن على شيء محرم .
وكذلك ما لم يكن عليك ضرر ، فإن كان عليك ضرر فلا تعطه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا ضرر ولا ضرار .
ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه : يعني إذا أحد صنع إليك أحد معروفا إما بمعونة في شيء أو باستخدامك إياه في شيء من الأشياء أو غير ذلك فكافئه ، أعطه ما تظن أنه يكافئ معروفه ، فإن لم تجد ما تكافئه ، أو كان ممن لا يحسن مكافأته كالملك والوزير والرئيس وما أشبه ذلك : فادعو له حتى تعلموا أنكم قد كافأتموه .
ومن دعاكم فأجيبوه : من دعاك إلى بيته إلى وليمة قليلة أو كثيرة فأجبه ، لكن هذا مشروط بما إذا لم يكن عليك ضرر ، فإن كان عليك ضرر فلا تجبه . أو كان هذا الرجل ممن يُهجر فلا تجبه أيضاً ، أو كان هذا الرجل في ماله حرام ورأيت من المصلحة ألا تجيبه لعله يقلع عن الحرام فلا تجبه .
أما في وليمة العرس : فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : مَن لم يجب فقد عصى الله ورسوله : إذا دعاك الزوج لوليمة العرس فأجبه ما لم يكن عليك ضرر أو يكن هناك منكر ، فإن كان عليك ضرر فلا يلزمك إجابته ، وإن كان هناك منكر ، فإن كنت تستطع أن تغيره فأجبه وغير، وإلا فلا تجب ، والله الموفق .

Webiste