باب في مسائل من الدعاء. عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا، فقد أبلغ في الثناء ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تدعوا على أنفسكم؛ ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم ). رواه مسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء ). رواه مسلم.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب في مسائل من الدعاء، عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صُنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرًا فقد أبلغ في الثناء رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم رواه مسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء رواه مسلم ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذه مسائل متشتّتة من أنواع الدعاء، منها حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صنع إليه معروف فقال جزاك الله خيرًا فقد أبلغ في الثناء إذا صنع إليك إنسان معروفًا بمال أو مساعدة أو علم أو جاه يعني توجه لك أو غير ذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن نكافئ من صنع المعروف فقال: من صنع إليكم معروفًا فكافئوه والمكافأة تكون بحسب الحال من الناس، من مكافأته أن تعطيه مثل ما أعطاك أو أكثر، ومن الناس من مكافأته أن تدعو له ولا يرضى أن تكافئه بمال فإن الإنسان الكبير الذي عنده أموال كثيرة وله جاه وشرف في قومه إذا أهدى إليك شيئًا فأعطيته مثل ما أهدى إليك رأى في ذلك قصورًا في حقه، لكن مثل هذا ادع الله له فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه ومن ذلك أن تقول له جزاك الله خيرًا، إذا أعطاك شيئًا أو نفعك بشيء فقل جزاك الله خيرًا فقد أبلغت في الثناء، وذلك لأن الله تعالى إذا جزاه خيرًا كان ذلك سعادة له في الدنيا وفي الآخرة، وأما الحديث الثاني حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم ولا على أموالكم فإنه ربما يصادف ساعة إجابة فتجاب، فهذا يقع كثيرًا عند الغضب إذا غضب الإنسان ربما يدعو على نفسه وربما يدعو على ولده، فيقول مثلًا: قتلك الله، قاتلك الله، خزاك الله وما أشبه ذلك، حتى إن بعضهم يدعو على ولده باللعنة نسأل الله العافية، وكذلك بعض الناس يدعو على أهله على زوجته على أخته، بل ربما دعا على أمه والعياذ بالله مع الغضب، وكذلك أيضًا يدعو على ماله يقول متى سيارته تختلف عليه يقول الله لا يبارك فيك في هذه السيارة وهذه الدار الفراش وما أشبه هذا، كل ذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو عليه لأنه ربما يصادف ساعة إجابة، وإذا صادف ساعة إجابة فإنه يستجاب، إذا قلت مثلًا: لولدك تعال قاتلك الله ليش تروح لكذا وكذا ربما تصادف ساعة إجابة تعال الله لا يوفقك الله، لا يربحك الله، لا يصلحك كل هذا حرام لا يجوز، لأنه ربما تصادف ساعة إجابة، كذلك المال المال اللي يتعاكس عليك كالسيارة أو شغل في البيت أو غير ذلك لا تدع عليه، لا تقول الله لا يبارك في الشيء هذا، قل اللهم يسر الأمر، اللهم سهّل حتى يحصل التسهيل والتيسير، أما حديث أبي هريرة ففيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أقرب ما يكون من العبد وهو ساجد فأكثروا من الدعاء الإنسان إذا كان يدعو الله تعالى فإنه قريب من الله، والله تعالى قريب منه كما قال جل وعلا: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون أقرب ما يكون الإنسان من ربه إذا كان ساجدًا، وذلك لأن في السجود كمال الخضوع لله عز وجل، لأنك تضع أشرف أعضائك وأعلى أعضائك تضعها في الأسفل في موطأ الأقدام تعظيمًا للرب عز وجل، فالله تعالى يقرب منك في هذه الحال وأنت تقرب من ربك فأكثروا من الدعاء، أكثر من الدعاء في السجود إذا كنت ساجدًا في فريضة أو نافلة، أكثر من الدعاء في أمور الدنيا وفي أمور الآخرة كله خير، حتى لو كان في أمور الدنيا تدعو الله وأنت ساجد فهو خير، لأن الدعاء نفسه عبادة لو قلت مثلًا: اللهم كثّر مالي اللهم هيء لي سكنًا جميلًا، اللهم هيء لي سيارة مريحة وما أشبه ذلك فهذا لا بأس به، ولو كان في الفريضة اللهم اغفر لي ولوالدي لأن الدعاء عبادة أي شيء تدعو الله إياه فإنه عبادة أي شيء، حتى جاء في الحديث: ليسأل أحدكم ربه حتى شراك نعله شراك النعل ما هو؟ شيء زهيد، اسأل الله كل شيء لأن كل شيء تسأله الله فهو عبادة لك، ثم اعلم أنك إذا سألت الله فأنت رابح في كل حال، لأنه إما أن يعطيك ما تسأل أو يصرف عنك من السوء ما هو أعظم أو يدخر ذلك لك عند الله يوم القيامة أجرًا، فمن دعا الله تعالى فإنه لا يخيب فأكثر من الدعاء أكثر من دعاء الله أكثر من الاستغفار إلى الله والتوبة إليه، فإن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله وأتوب إليه مئة مرة وهو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، احرص استغفر الله وتب إليه مئة مرة لا تبخت هذا في اليوم وهو يسير، يعني تقول استغفر الله وأتوب إليه تخلص مئة مرة بخلال عشر دقائق أو أقل، الأمر بسيط تحصل على خير وعلى الاقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام، والله الموفق.
السائل : ...
الشيخ : نعم.
السائل : ...
الشيخ : لا، هذا الرسول فقط.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب في مسائل من الدعاء، عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صُنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرًا فقد أبلغ في الثناء رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم رواه مسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء رواه مسلم ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذه مسائل متشتّتة من أنواع الدعاء، منها حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صنع إليه معروف فقال جزاك الله خيرًا فقد أبلغ في الثناء إذا صنع إليك إنسان معروفًا بمال أو مساعدة أو علم أو جاه يعني توجه لك أو غير ذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن نكافئ من صنع المعروف فقال: من صنع إليكم معروفًا فكافئوه والمكافأة تكون بحسب الحال من الناس، من مكافأته أن تعطيه مثل ما أعطاك أو أكثر، ومن الناس من مكافأته أن تدعو له ولا يرضى أن تكافئه بمال فإن الإنسان الكبير الذي عنده أموال كثيرة وله جاه وشرف في قومه إذا أهدى إليك شيئًا فأعطيته مثل ما أهدى إليك رأى في ذلك قصورًا في حقه، لكن مثل هذا ادع الله له فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه ومن ذلك أن تقول له جزاك الله خيرًا، إذا أعطاك شيئًا أو نفعك بشيء فقل جزاك الله خيرًا فقد أبلغت في الثناء، وذلك لأن الله تعالى إذا جزاه خيرًا كان ذلك سعادة له في الدنيا وفي الآخرة، وأما الحديث الثاني حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم ولا على أموالكم فإنه ربما يصادف ساعة إجابة فتجاب، فهذا يقع كثيرًا عند الغضب إذا غضب الإنسان ربما يدعو على نفسه وربما يدعو على ولده، فيقول مثلًا: قتلك الله، قاتلك الله، خزاك الله وما أشبه ذلك، حتى إن بعضهم يدعو على ولده باللعنة نسأل الله العافية، وكذلك بعض الناس يدعو على أهله على زوجته على أخته، بل ربما دعا على أمه والعياذ بالله مع الغضب، وكذلك أيضًا يدعو على ماله يقول متى سيارته تختلف عليه يقول الله لا يبارك فيك في هذه السيارة وهذه الدار الفراش وما أشبه هذا، كل ذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو عليه لأنه ربما يصادف ساعة إجابة، وإذا صادف ساعة إجابة فإنه يستجاب، إذا قلت مثلًا: لولدك تعال قاتلك الله ليش تروح لكذا وكذا ربما تصادف ساعة إجابة تعال الله لا يوفقك الله، لا يربحك الله، لا يصلحك كل هذا حرام لا يجوز، لأنه ربما تصادف ساعة إجابة، كذلك المال المال اللي يتعاكس عليك كالسيارة أو شغل في البيت أو غير ذلك لا تدع عليه، لا تقول الله لا يبارك في الشيء هذا، قل اللهم يسر الأمر، اللهم سهّل حتى يحصل التسهيل والتيسير، أما حديث أبي هريرة ففيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أقرب ما يكون من العبد وهو ساجد فأكثروا من الدعاء الإنسان إذا كان يدعو الله تعالى فإنه قريب من الله، والله تعالى قريب منه كما قال جل وعلا: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون أقرب ما يكون الإنسان من ربه إذا كان ساجدًا، وذلك لأن في السجود كمال الخضوع لله عز وجل، لأنك تضع أشرف أعضائك وأعلى أعضائك تضعها في الأسفل في موطأ الأقدام تعظيمًا للرب عز وجل، فالله تعالى يقرب منك في هذه الحال وأنت تقرب من ربك فأكثروا من الدعاء، أكثر من الدعاء في السجود إذا كنت ساجدًا في فريضة أو نافلة، أكثر من الدعاء في أمور الدنيا وفي أمور الآخرة كله خير، حتى لو كان في أمور الدنيا تدعو الله وأنت ساجد فهو خير، لأن الدعاء نفسه عبادة لو قلت مثلًا: اللهم كثّر مالي اللهم هيء لي سكنًا جميلًا، اللهم هيء لي سيارة مريحة وما أشبه ذلك فهذا لا بأس به، ولو كان في الفريضة اللهم اغفر لي ولوالدي لأن الدعاء عبادة أي شيء تدعو الله إياه فإنه عبادة أي شيء، حتى جاء في الحديث: ليسأل أحدكم ربه حتى شراك نعله شراك النعل ما هو؟ شيء زهيد، اسأل الله كل شيء لأن كل شيء تسأله الله فهو عبادة لك، ثم اعلم أنك إذا سألت الله فأنت رابح في كل حال، لأنه إما أن يعطيك ما تسأل أو يصرف عنك من السوء ما هو أعظم أو يدخر ذلك لك عند الله يوم القيامة أجرًا، فمن دعا الله تعالى فإنه لا يخيب فأكثر من الدعاء أكثر من دعاء الله أكثر من الاستغفار إلى الله والتوبة إليه، فإن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله وأتوب إليه مئة مرة وهو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، احرص استغفر الله وتب إليه مئة مرة لا تبخت هذا في اليوم وهو يسير، يعني تقول استغفر الله وأتوب إليه تخلص مئة مرة بخلال عشر دقائق أو أقل، الأمر بسيط تحصل على خير وعلى الاقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام، والله الموفق.
السائل : ...
الشيخ : نعم.
السائل : ...
الشيخ : لا، هذا الرسول فقط.
الفتاوى المشابهة
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:... - ابن عثيمين
- عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه قال: سمع... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري قال:... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قيل... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن عمران بن الحصين رضي الله عنهما أ... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول ا... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول ا... - ابن عثيمين
- باب في مسائل من الدعاء. عن أسامة بن زيد رضي... - ابن عثيمين