باب كراهة قول الإنسان في الدعاء: اللهم اغفر لي إن شئت بل يجزم بالطلب. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يقولن أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت: اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة، فإنه لا مكره له ). متفق عليه. وفي رواية لمسلم: ( ولكن ليعزم، وليعظم الرغبة، فإن الله تعالى لا يتعاظمه شيء أعطاه ). وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا دعا أحدكم، فليعزم المسألة، ولا يقولن: اللهم إن شئت فأعطني، فإنه لا مستكره له ). متفق عليه.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " باب كراهة قول الإنسان: اللهم اغفر لي إن شئت بل يجزم بالطلب :
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يقولن أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة، فإنه لا مكره له متفق عليه.
وفي رواية لمسلم : ولكن ليعزم، وليعظم الرغبة، فإن الله تعالى لا يتعاظمه شيء أعطاه .
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا دعا أحدكم، فليعزم المسألة، ولا يقولن : اللهم إن شئت فأعطني، فإنه لا مستكره له متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- في كتابه *رياض الصالحين* : " باب كراهة قول الإنسان اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت " :
من المعلوم أن الإنسان لا ملجأ له إلا الله عز وجل في طلب الخير ودفع الشر ، وإذا كان الله تعالى هو المقصود ، وهو الذي يريده العباد ، ويلجأون إليه ويعتمدون عليه ، فإنه لا ينبغي للإنسان أن يقول : اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ، بل هذا حرام ، لأن قول القائل : إن شئت ، كأنه يقول : إن شئت اغفر لي وإلا ما يهمني ، كأنه يقول : أنا في غنى عنك ، كما تقول لصاحبك : إن شئت فزرني يعني وإن شئت فلا تزرني ، فأنا لست في حاجة إليك .
ولهذا كان قول القائل : اللهم اغفر لي إن شئت حرامًا ، فقول المؤلف : باب كراهة قول الإنسان اللهم اغفر لي إن شئت : يعني كراهة التحريم .
وكذلك لا يقول : اللهم ارحمني إن شئت ، بل يعزم ، لأنه يسأل جوادا كريما غنيا حميدا عز وجل ، ولأنه مفتقر إلى الله فليكن عازما في الدعاء ، يقول : اللهم اغفر لي اللهم ارحمني بدون إن شئت .
وكذلك لا يقول : اللهم اغفر لي إن شاء الله ، أو يقول لإنسان : غفر الله لك إن شاء الله، هداك الله إن شاء الله ، كل هذا لا يقال ، وإنما يجزم الإنسان ويعزم .
وبين النبي عليه الصلاة والسلام ذلك ، لأن فيه محظورين :
الأول : قال : وليعزم المسألة فإن الله لا مكره له : يعني الله عز وجل إن غفر لك فبمشيئته أو رحمك فبمشيئته لا أحد يكرهه على ذلك ، فهو يفعل ما يشاء ويختار عز وجل ، لا مكره له حتى تقول إن شئت .
كذلك أيضا يقول الإنسان : إن شئت ، كأنه يتعاظم الشيء ، فيقول : إن شئت فأت به وإن شئت فلا تأت والله تعالى لا يتعاظمه شيء أعطاه مهما عظم الشيء ، فإن الله تعالى غني كريم ، يعطي الجزيل عز وجل ويطلب القليل .
والحاصل أنه لا يحل لك أن تقول : اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ، اللهم أدخلني الجنة إن شئت ، اللهم ارزقني أولاداً إن شئت ، اللهم ارزقني زوجة صالحة إن شئت ، كل هذا لا يجوز ، اعزم المسألة ولا تدخل بها المشيئة .
ومن ذلك أيضا ما يقوله بعض الناس ، وأظنه مأخوذ من الصوفية : " اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه " ، فإن هذا حرام ، كيف لا تسأل الله رد القضاء ، وهل يرد القضاء إلا الدعاء كما جاء في الحديث : لا يرد القضاء إلا الدعاء ، وكأنك إذا قلت : اللهم لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف في ، كأنك تقول : يا ربي عذبني ولكن الطف بي يا رب أهلك أحبابي ولكن الطف بهم، وما أشبه ذلك ، كل هذه الأدعية يجب على الإنسان أن يتوخى فيها ما جاء في الكتاب والسنة وما كان بمعنى ذلك ، نقول بناء على حسن نغمة هذا الدعاء وسجعه فهذا لا يجوز ، فصار عندنا الآن مسألتان :
الأولى : لا يقول اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت ، اللهم ارزقني إن شئت ، اللهم اهدني إن شئت كل الدعاء لا تقل إن شئت .
ثانياً ، المسألة الثانية : لا تقل : اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه ، ولكن قل : اللهم ارفق بي اللهم اكفني الشر وما أشبه ذلك .
وأما قول الرسول عليه الصلاة والسلام لمن وجده مريضا : لا بأس طهور إن شاء : فهذا من باب الرجاء وهو خبر ، يعني أرجو أن يكون هذا طهورا ، وأيضاً لم يكن بلفظ المخاطبة ما قال : إن شئت ، قال : إن شاء الله ، واللفظ بغير المخاطبة أهون وقعا من اللفظ الذي يأتي بالمخاطبة ، والله أعلم .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " باب كراهة قول الإنسان: اللهم اغفر لي إن شئت بل يجزم بالطلب :
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يقولن أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة، فإنه لا مكره له متفق عليه.
وفي رواية لمسلم : ولكن ليعزم، وليعظم الرغبة، فإن الله تعالى لا يتعاظمه شيء أعطاه .
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا دعا أحدكم، فليعزم المسألة، ولا يقولن : اللهم إن شئت فأعطني، فإنه لا مستكره له متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- في كتابه *رياض الصالحين* : " باب كراهة قول الإنسان اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت " :
من المعلوم أن الإنسان لا ملجأ له إلا الله عز وجل في طلب الخير ودفع الشر ، وإذا كان الله تعالى هو المقصود ، وهو الذي يريده العباد ، ويلجأون إليه ويعتمدون عليه ، فإنه لا ينبغي للإنسان أن يقول : اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ، بل هذا حرام ، لأن قول القائل : إن شئت ، كأنه يقول : إن شئت اغفر لي وإلا ما يهمني ، كأنه يقول : أنا في غنى عنك ، كما تقول لصاحبك : إن شئت فزرني يعني وإن شئت فلا تزرني ، فأنا لست في حاجة إليك .
ولهذا كان قول القائل : اللهم اغفر لي إن شئت حرامًا ، فقول المؤلف : باب كراهة قول الإنسان اللهم اغفر لي إن شئت : يعني كراهة التحريم .
وكذلك لا يقول : اللهم ارحمني إن شئت ، بل يعزم ، لأنه يسأل جوادا كريما غنيا حميدا عز وجل ، ولأنه مفتقر إلى الله فليكن عازما في الدعاء ، يقول : اللهم اغفر لي اللهم ارحمني بدون إن شئت .
وكذلك لا يقول : اللهم اغفر لي إن شاء الله ، أو يقول لإنسان : غفر الله لك إن شاء الله، هداك الله إن شاء الله ، كل هذا لا يقال ، وإنما يجزم الإنسان ويعزم .
وبين النبي عليه الصلاة والسلام ذلك ، لأن فيه محظورين :
الأول : قال : وليعزم المسألة فإن الله لا مكره له : يعني الله عز وجل إن غفر لك فبمشيئته أو رحمك فبمشيئته لا أحد يكرهه على ذلك ، فهو يفعل ما يشاء ويختار عز وجل ، لا مكره له حتى تقول إن شئت .
كذلك أيضا يقول الإنسان : إن شئت ، كأنه يتعاظم الشيء ، فيقول : إن شئت فأت به وإن شئت فلا تأت والله تعالى لا يتعاظمه شيء أعطاه مهما عظم الشيء ، فإن الله تعالى غني كريم ، يعطي الجزيل عز وجل ويطلب القليل .
والحاصل أنه لا يحل لك أن تقول : اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ، اللهم أدخلني الجنة إن شئت ، اللهم ارزقني أولاداً إن شئت ، اللهم ارزقني زوجة صالحة إن شئت ، كل هذا لا يجوز ، اعزم المسألة ولا تدخل بها المشيئة .
ومن ذلك أيضا ما يقوله بعض الناس ، وأظنه مأخوذ من الصوفية : " اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه " ، فإن هذا حرام ، كيف لا تسأل الله رد القضاء ، وهل يرد القضاء إلا الدعاء كما جاء في الحديث : لا يرد القضاء إلا الدعاء ، وكأنك إذا قلت : اللهم لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف في ، كأنك تقول : يا ربي عذبني ولكن الطف بي يا رب أهلك أحبابي ولكن الطف بهم، وما أشبه ذلك ، كل هذه الأدعية يجب على الإنسان أن يتوخى فيها ما جاء في الكتاب والسنة وما كان بمعنى ذلك ، نقول بناء على حسن نغمة هذا الدعاء وسجعه فهذا لا يجوز ، فصار عندنا الآن مسألتان :
الأولى : لا يقول اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت ، اللهم ارزقني إن شئت ، اللهم اهدني إن شئت كل الدعاء لا تقل إن شئت .
ثانياً ، المسألة الثانية : لا تقل : اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه ، ولكن قل : اللهم ارفق بي اللهم اكفني الشر وما أشبه ذلك .
وأما قول الرسول عليه الصلاة والسلام لمن وجده مريضا : لا بأس طهور إن شاء : فهذا من باب الرجاء وهو خبر ، يعني أرجو أن يكون هذا طهورا ، وأيضاً لم يكن بلفظ المخاطبة ما قال : إن شئت ، قال : إن شاء الله ، واللفظ بغير المخاطبة أهون وقعا من اللفظ الذي يأتي بالمخاطبة ، والله أعلم .
الفتاوى المشابهة
- معنى قوله تعالى : ( و ما تشاؤون إلا أن يشاء... - ابن عثيمين
- ما حكم الاستثناء في الدعاء بقولنا إن شاء الله ؟ - ابن عثيمين
- ما حكم مقولة – بالتوفيق إن شاء الله - ؟ - ابن عثيمين
- في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه :أن رسول... - ابن عثيمين
- حكم قول إن شاء الله عند الدعاء - الفوزان
- ما حكم الدعاء بقول: جزاك الله إن شاء الله أو... - ابن عثيمين
- ما معنى الحديث : ((اللهم اغفر لي إن شئت)) - الالباني
- معنى النهي عن قول: اللهم اغفر لي إن شئت - الالباني
- شرح قول المصنف : باب قول اللهم اغفرلي إن شئت... - ابن عثيمين
- قراءة من كتاب رياض الصالحين: باب كراهة قول ا... - ابن عثيمين
- باب كراهة قول الإنسان في الدعاء: اللهم اغفر... - ابن عثيمين