الشيخ : نبدأ الآن بدرسنا قال المؤلف رحمه الله تعالى ناقلاً عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المحلِّل والمحلَّل له وقد تقدم شرحه وفوائده.
الطالب : ما أخذنا فوائده .

الشيخ : بعد ، طيب لا بأس ، لعن المحلّل والمحلَّل له لعنه أي قال: لعنة الله عليه، والخبر هنا بمعنى الدعاء، ويجوز أن يكون خبراً بمعنى الخبر، يعني: خبر حقيقي، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم يوحي إليه ويُبلغ من الله، فيمكن أن يكون قول الرسول : لعنة الله على المحلل خبرًا عن الله بأنه لعنه لا دعاء، أما أنا إذا قلت: لعنة الله على كذا فأنا داع إلا إذا كنت قد بنيت هذا على نص يدل على هذا مثل لعنة الله على من لعن والديه هذا يكون دعاء ولاخبر؟ خبر، لأنه جاء به النص، فكذلك دعاء النبي عليه الصلاة والسلام على ذلك على فاعل ...يحتمل أن يكون دعاء، وأن يكون خبرًا، حديث جابر : لعن آكل الربا لعن آكل الربا أي قال: اللهم العنه، أو خبر عن الله أنه لعنه؟
الطالب : خبر عن الله .

الشيخ : فيه احتمال، لكن هذا نقول: سواء كان دعاء أو خبرا فإنه يدل على أن الفاعل مستحق للعنة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يدعو على أحد إلا وهو مستحق.
المحلِّل هو من تزوج امرأة طُلقت ثلاثًا من أجل أن يُحلها للأول، وذكرنا أنه يشترط لحلها للأول شرطان:
الشرط الأول : صحة النكاح بأن يكون نكاح رغبة لا نكاح تحليل ولا نكاح متعة، فلا بد أن يكون النكاح صحيحاً، طيب لو تبين أن النكاح غير صحيح هل تحل للأول ؟
الطالب : لا .

الشيخ : لا، مثاله: تزوج إنسان امرأة نكاح رغبة قد طُلقت من زوجها الأول ثلاثاً ثم بعد ذلك تبين أنها أخته من الرضاع ما حكم النكاح؟
الطالب : باطل .

الشيخ : باطل، هل تحل للأول؟ لا، لأن النكاح غير صحيح، وقد اشترطنا أن يكون النكاح صحيحًا، تزوجها بلا ولي ؟
الطالب : باطل .

الشيخ : تحل للأول؟
الطالب : لا .

الشيخ : لا، لأن النكاح فاسد غير صحيح، طيب.
الشرط الثاني: أن يجامعها، والدليل ما سيأتي في حديث عائشة إن شاء الله تعالى وأشرنا إليه فيما سبق من الشرح، ودليل ذلك في القرآن وفي السنة ، أما القرآن فهو قوله تعالى : فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجًا غيره وجه الدلالة: أنه قال : تنكح زوجاً والنكاح هنا محمول على الوطء، ولا يصح أن يحمل على العقد، لأن قوله : زوجاً يقتضي أن تكون الزوجية متقدمة على؟
الطالب : النكاح .

الشيخ : النكاح، وحينئذٍ يتعين أن يكون المراد بالنكاح: الوطء، ويكون الحديث مفسراً أو موضحاً لهذه الآية.
طيب في هذا أيضاً : هل إذا عادت إلى الأول بعد النكاح الصحيح هل تعود إليه على طلاق ثلاث أو على واحدة؟ يقول العلماء: إنها تعود على طلاق ثلاث، بمعنى أن الزوج الأول يملك ثلاث طلقات، والطلقات الأولى ما تحسب عليه، فإذا طلقها مثلاً الزوج الأول بعد أن عادت إليه يملك أن يراجع؟
الطالب : نعم .

الشيخ : نعم ، طلق ثانية يملك أن يراجع، طلق ثالثة لا يملك، إذن تعود إلى الزوج الأول على طلاق ثلاث أي: كأنه تزوجها من الآن، لأن النكاح نكاح الزوج الثاني هدم الطلاق الأول.