الشيخ : من صلى خلف الصف منفرداً ، لأن الصف مكتمل فلا شيء عليه وصلاته صحيحة ، وهو مأجور لقول الله تبارك وتعالى : فاتقوا الله ما إستطعتم .
أما إذا كان الصف غير مكتمل فعليه إعادة الصلاة لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : لا صلاة لمنفردٍ خلف الصف ولأنه رأى رجلاً يصلي خلف الصف منفرداً فأمره أن يعيد الصلاة .
هذا الذي قررناه هو القول الراجح أن صلاة المنفرد خلف الصف صحيحةٌ إذا كان الصف الذي أمامه مكتمل .
وأما من قال : إنه يتقدم فيصلي مع الإمام فقوله ضعيف ، لأننا إذا قلنا بهذا خالفنا السنة في انفراد الإمام في موقفه هذه واحد .
ثانياً : قد يؤدي هذا إلى تخلل الصفوف ، ولنفرض أن خلف الإمام خمسة صفوف وهذا لم يجد فيها مكاناً ، نقول تخطى هذه الصفوف كلها حتى تأتي إلى الإمام فيه إيذاءٌ للناس ، وقد رأى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجلاً يتخطى الناس فقال : اجلس فقد آذيت .
ثالثاً : إذا قلنا بهذا وجاء آخر بعد أن تقدم هذا للإمام قلنا تقدم للإمام صاروا كم ؟ ثلاثة ، وهذا غلط ، ثم يجيء رابع ونقول تقدم صاروا أربعة ، ثم ربما يكونون صفاً تاماً مع الإمام .
وعلى كل حال فلا دليل على أنه يذهب إلى أن يقف مع الإمام ، والقول بهذا قولٌ ضعيف .
فإن قال إنسان : يجذب واحداً ، قلنا هذا أضعف ، لأنه إذا جذب واحداً أساء إليه بتأخيره من المكان الفاضل إلى المفضول ، وشوش عليه صلاته ، وفتح فرجةً في الصف ، وأوجد ضغينةً في قلب هذا الرجل المجذوب .
فما قلناه من أنه يصلي منفرداً خلف الصف لعدم وجود مكان هو الذي تجتمع فيه الأدلة.