تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول المصنف : " كقوله : إن شفى الله مريضي... - ابن عثيمينالشيخ : " كقوله شفى الله مريضي أو سلّم مالي الغائِب فلله علَيّ كذا " أو نجحت كما يفعله بعض الطلبة الأن يكون ضعيف فيقول إذا نجحت فلله علي نذر كذا.يقول " ...
العالم
طريقة البحث
شرح قول المصنف : " كقوله : إن شفى الله مريضي أو سلم مالي الغائب فلله علي كذا فوجد الشرط لزمه الوفاء به إلا إذا نذر الصدقة بماله كله أو بمسمى منه يزيد على ثلث الكل فإنه يجزئه بقدر الثلث "
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : " كقوله شفى الله مريضي أو سلّم مالي الغائِب فلله علَيّ كذا " أو نجحت كما يفعله بعض الطلبة الأن يكون ضعيف فيقول إذا نجحت فلله علي نذر كذا.
يقول " فمتى وجِد الشرط لزم الوفاء به " الدليل؟ قول النبي صلى الله عليه وسلم من نذر أن يطيع الله فليطعه وهذا يشمل الطاعة سواء كانت معلّقة بشرط أو مطلقة " إلا إذا نذر الصدقة بماله كله أو بمسمّى منه يزيد على ثلث الكل فإنه يُجزئه قدر الثلث " صح، استثنى المؤلف من قوله " لزمه الوفاء به " إذا نذر الصدقة بماله كله فإنه يُجزئه قدر الثلث واستدل الأصحاب رحمهم الله لهذا بحديث كعب بن مالك رضي الله عنه وحديث أبي لُبابه ابن عبد المنذر رضي الله عنه أما كعب بن مالك فإنكم تعلمون قصته تخلّف عن غزوة تبوك بدون عُذر ولما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من تبوك جاء المنافقون يعتذرون إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكان يَعذرهم ويستغفر لهم ويكِل سرائرهم إلى الله ويفرحون بهذا لأنهم أهل ظاهر فيفرحون بالظاهر ويقولون يكفينا استغفار النبي صلى الله عليه وسلم لنا وما علِموا أن الله قال اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ والعياذ بالله، أما كعب بن مالك رضي الله عنه وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع فصدقوا وقالوا ما لنا عذر وكعب بن مالك رضي الله عنه تكلّم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم بكلام فصيح عجيب لأنه أشَبّ القوم وأجلدهم، قال " إني أوتيت جدَلا " يعني أقدر أخاصم وأعرف أتخلّص " ولكن لا يُمكن أن أتقدّم إليك بعذر اليوم فتعذرني ثم يفضحني الله تعالى غدا " ، الله أكبر فالإيمان واليقين، المنافقون قال الله فيهم سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ أما هذا فلإيمانه أعطى الصدق وقال إني أنا ما لي عذر وما ملكت راحلتين قط في غزوة كهذه، مالك راحلتين ولكن أخذه التسويف لما خرج الناس أول يوم قال أبانتظر وبكرة ألحقهم، في اليوم الثاني قال بكرة ألحقهم حتى ذهب الوقت، النبي عليه الصلاة والسلام ماذا عامله هجره، صار لا يُكلّمه حتى إنه يقول " ءاتي وأسلّم على النبي عليه الصلاة والسلام وأقول أحَرّك شفتيه برد السلام أم لا " مع حسن خلق النبي عليه الصلاة والسلام لكن لكل مقام مقال ومع ذلك كان الرسول عليه الصلاة والسلام يُلاحظه إذا كبّر للصلاة لاحظه النبي عليه الصلاة والسلام نظر إليه فإذا أقبل إليه كعب أعرض لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يُراعي أصحابه خير رعاية، بقي على هذه الحال يخرج إلى السوق يُكلّم الناس ما يكلّموه حتى أبو قتادة ابن عم كعب بن مالك وأحب الناس إليه دخل عليه في بستانه وسلّم عليه ولا رد عليه، سلم عليه ولم يرد عليه السلام فناشده " أنشدك الله أتعلم أني أحب الله ورسوله " يريد أن يتكلّم فلما ناشده الله لم يكلّمه، ويش قال " الله أعلم " هذه الكلمة تصلح خطاب وتصلح غير خطاب، الله أعلم، لما مضى عليه أربعون ليلة أمر النبي صلى الله عليه وسلم أرسل إليهم أن يُفارقوا زوجاتهم، خلوا زوجاتهم يروحوا لأهلهم فقال لكعب لما جاءه رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تعتزل امرأتك قال أنا، هل قال أنا رجل شاب يشق علي مفارقة أهلي، أه؟ أبدا والله ما قال، قال " هل اطلّقها أم أعتزلها؟ " لو قال طلّقها طلّقها قال أمرك أن تعتزل أهلك فذهبت المرأة إلى أهلها أو اعتزلها بعد أربعين ليلة وبعد خمسين ليلة جاء الفرج من الله عز وجل، الله أكبر وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ بقي خمسين ليلة الناسي هاجرينهم ولا يتكلّمون معهم وفي أثناء هذه المدة جاء خطاب من ملك غسان إلى كعب بن مالك فتنة عظيمة، جاءه كتاب من الملك، ملك غسان قال له " إنه بلغنا أن صاحبك قد جفاك ويطلب حضوره إليه حتى يُكرمه ويُعزه " ، لما قرأ الكتاب ما دخّله مثلا ... أو احتفظ به على طول راح وحطو في التنور، سجّره في التنور، أوقد به، لماذا؟ لئلا تخدعه نفسه فيستجيب، أتلف هذا على طول، نزلت توبته من الله عز وجل في ليلة من الليالي فلما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم أخبر الناس بتوبة الله عليه، الله أكبر، وكان كعب لا يصلي لأنه مهجور مثل أن تقول لا مساس، لا يصلي فذهب رجل من المسلمين إلى سَلَى جبل في المدينة معروف ونادى بأعلى صوته " أبشر يا كعب بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك، أبشر بتوبة الله عليك " وذهب رجل على فرس يُبشّره، شوف الصحابة رضي الله عنهم كيف فرحهم بتوية الله على إخوانهم وأصحابهم، ذهب لكن صار صاحب الصوت أسرع فصارت البشارة لصاحب الصوت، أعطاه حُلّته كعب بن مالك فلما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ودخل المسجد قام إليه طلحة بن عبد الله رضي الله عنه يهنئه بتوبة الله عليه، قال " فكنت لا أنساها لطلحة " إنه قام من بين الصحابة يُهنئ كعبا وقابله أما النبي عليه الصلاة والسلام فإنه لما رءاه كعب وإذا وجهه يتهلّل كأنه قطعة قمر فرحا بنعمة الله عز وجل بتوبته على هؤلاء الثلاثة لأن النبي عليه الصلاة والسلام لا شك أنه أشفق الناس على أمته وأصحابه وأشدّهم حبا للخير لهم فكانت هذه القضية، سبحان الله العظيم، كانت نزل فيها هذا القرأن يُتلى إلى يوم القيامة، شوف المحنة تعقبها المنحة، كل محنة من الله عز وجل إذا صبرت عليها فأبشر بعقباها منحة، بعد هذا قال لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ فجعلهم أسوة لغيرهم في الصدق، لما تاب الله عليه قال " يا رسول الله إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة " فقال أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك .

السائل : الله أكبر.

الشيخ : ... كعب بن مالك رضي الله عنه كان لا يصلي مع الجماعة لأنه كان قد هُجِر بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، أي نعم، هذه ... إن شاء الله تعالى.

Webiste