تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول المصنف رحمه الله تعالى : " ... و الم... - ابن عثيمينالشيخ : قال : " والمستثنى بخلا، و عدا، و حاشا، يجوز نصبه وجره، نحو: قام القوم خلا زيدًا، وزيدٍ، وعدا عمرًا وعمرٍو، وحاشا بكرًا وبكرٍ " ، المستثنى بهذه ا...
العالم
طريقة البحث
شرح قول المصنف رحمه الله تعالى : " ... و المستثنى بخلا , و عدا , و حاشا , يجوز نصبه و جره , نحو : " قام القوم خلا زيدًا , وزيدٍ " , و " عدا عمرًا وعمرٍو " , و " حاشا بكرًا وبكرٍ " ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : قال : " والمستثنى بخلا، و عدا، و حاشا، يجوز نصبه وجره، نحو: قام القوم خلا زيدًا، وزيدٍ، وعدا عمرًا وعمرٍو، وحاشا بكرًا وبكرٍ " ، المستثنى بهذه الأدوات وهي ثلاث: خلا، وعدا، وحاشا، يجوز فيه وجهان: النّصب والجرّ دائمًا ، يجوز فيه وجهان: النصب والجرّ، لكن كيف جاز النّصب والجرّ على أي أساس؟ إن جعلت هذه الثلاثة أفعالًا فالنّصب، وإن جعلتها حروف جرّ فالجرّ، لأنهم يقولون: حسب تتبّع اللغة العربية وجدنا أن العرب أحيانًا تجرّ بها وأحيانًا تنصب، ولم نجد تخريجًا لهذا التّصرّف إلا أنها إذا جَرّت ما بعدها فهي حروف جرّ، وإن نصبت ما بعدها فهي أفعال، وهذه من الغرائب، أنْ تكون كلمة واحدة تكون فعلًا وتكون حرفًا، طيب تقول: قام القوم خلا زيدٍ، الإعراب: قام: فعل ماضي، والقوم: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة الظاهرة في آخره، خلا: حرف جرّ على طول، زيدٍ: اسم مجرور بخلا وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة في آخره، وتقول: خرج القوم عدا عمرٍو، خرج القوم: فعل وفاعل، وعدا: حرف جرّ، وعمرٍو: اسم مجرور بعدا وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة في آخره، وتقول: انطلق القوم حاشا بكرٍ، انطلق القوم: فعل وفاعل، وحاشا: حرف جرّ، وبكر: اسم مجرور بحاشا وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة في آخره، أفهمتم الآن؟ طيب، أما على النّصب فإنها تكون أفعالًا ماضية، وفاعلها مستترٌ وجوبًا، لا يمكن أن يظهر في اللغة العربية، طيب مثاله؟ تقول: قام القومُ خلا زيدًا، فتُعرب قام القوم: فعل وفاعل، وخلا: فعل ماضي فاعله مستترٌ وجوبًا، وزيدًا إيش؟
الطالب : مفعول به .

الشيخ : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره.
الطالب : التقدير؟

الشيخ : نعم، التقدير: هو، لكن هذا المستثنى مما سبق أن قلنا : إن كان تقديره هو أو هي فهو مستترٌ جوازًا يقول: هذا مستثنى، وإنما أوجبوا الاستثناء، لأنَّ العرب لم تنطق به يومًا من الدّهر، بخلاف ما إذا قلتَ: زيدٌ قام، فعل ماضي الفاعل فيه مستتر جوازًا، لأنه يجوز أن تقول: زيدٌ قام أبوه وتُظهر الفاعل، لكن خلا زيدًا في باب الاستثناء لم يكن العرب يظهرون الفاعل يومًا من الدّهر، فلهذا قال النحويون : نحن تبعٌ للعرب، وليس العرب تبعًا لنا، فيكون الضّمير مستترًا وجوبًا، طيب ، إذن الاستثناء بخلا وعدا وحاشا أيضًا سهل ولا لا؟ يجوز في المستثنى وجهان: الجرّ والنّصب، فعلى وجه الجرّ تكون هذه الأدوات إيش؟
الطالب : حروفًا .

الشيخ : حروفًا، حروف جرّ، وعلى وجه النّصب تكون أفعالًا، وفاعلها مستترٌ وجوبًا، تقديره: هو ، يعود على البعض المستثنى، ولكنّه وإن كان تقديره هو لا يمكن أن يظهر بناء على تصرّف العرب، والعرب هم الحكّام في هذه المسألة، طيب.
الطالب : تقدر بماذا ؟

الشيخ : نعم؟
الطالب : ...

الشيخ : كيف؟
الطالب : تقديره ؟

الشيخ : خلا البعض مستثنى، طيب .
الطالب : مفعول يا شيخ !

الشيخ : ها ؟
الطالب : فهي مفعول يا شيخ ؟

الشيخ : هاه؟ يعني: تجاوز يقدّرونه بــ: تجاوز، خلا البعض مستثنى زيدًا، أي: تجاوز زيدًا، لأنه ما قام مثلا وما خرج وما أشبه ذلك، وعلى كل حال المسموع عن العرب هذا، والنحويّون صاروا يقدّرون هذا بنوع من التكلّف، فيه شيء من التكلّف، لكن كما قلت لكم سابقًا : " أنَّ النحويَّ حجّتُه بيت يربوع " ، إذا حجر من أحد الأبواب خرج من الباب الثاني وسلم نجا، طيب الحمد لله على التّمام، الاستثناء الآن تبيّن لنا أنَّ أدواتِه أسماءٌ محضةٌ، وحروفٌ محضةٌ، وما يجوز فيه الوجهان، أن يكون حرفاً وأن يكون فعلاً، الحرف المحض: إلا، والاسم المحض: غير ، وسِوى ، وسُوى، وسَواء، والذي يكون حرفاً وفعلًا: خلا وعدا وحاشا، لكن هنا مسألة: يقول النحويّون: إذا اقترنت ما بخلا وعدا وحاشا، تعيّن النّصب، تعين النصب، لأنها إذا اقترنت بنا صارت أفعالًا ، لا حروفًا، وحينئذٍ يتعين النّصب، فإذا قلتَ: قام القومُ ما خلا زيدًا، لم يجز أن تقول: قام القومُ ما خلا زيدٍ، وإذا قلت: قام القومُ ما عدا بكرًا، لم يجز أن تقول: ما عدا بكرٍ، وكذلك حاشا، فإذا دخلت ما النافية، فإنها إذا اقترنت بها ما ، فإنَّه يتعين أن تكون أفعالًا وحينئذٍ يجب نصب ما بعدها، طيب ، في غير سِوى وسُوى وسَواء، هل سِوى وسُوى وسَواء بمعنى واحد؟ نعم، فتقول: جاء القوم سِوى زيدٍ، وسُوى زيدٍ، وسواءَ زيدٍ، مع أننا نحن عرفنا أن سواء ما هي من أدوات الاستثناء، لكنها لغة في إيش؟
الطالب : في سوى .

الشيخ : لغة في سِوى، وإلا فسواء معروف أنها بمعنى: مستوي، كقوله تعالى سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم ، لكنّها تأتي في باب الاستثناء مرادفة لسِوى يعني بمعناها، والله أعلم، نأخذ الآن المناقشة وإلا؟ هاه يا محمّد؟
الطالب : ممكن نقول ما ، يعني كله واحد؟

الشيخ : تقول : ما ، أي نعم، إذا اقترنت بها ما فإنها تكون أفعالًا ويتعين النصب ، وما هذه يقولون إنها مصدرية ظرفية لكن في تقديره شيء من الصّعوبة ، ها يا زهاد!.
الطالب : باستثناء المضاف فيما يُعرف بأداة الحصر.

الشيخ : أي نعم، إلا المضاف.
الطالب : نعم، إلا المضاف.

الشيخ : إلا المضاف فيما يعرف بأداة الحصر، إلا إذا كانت ملغاة مع كلامٍ تامٍّ منفي فيقال : مضاف ولا يقال حصر، نعم؟
الطالب : قام القوم خلا زيدٍ، هنا اجتمع فعل ماضي

الشيخ : كيف؟
الطالب : اجتمع فعل ماضي...

الشيخ : ما فيه مانع.
الطالب : يجوز يا شيخ؟

الشيخ : أي نعم يجوز، موجود في اللغة العربية.

Webiste