تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسر آيات من أول سورة يس - ابن بازالسؤال: قال الله تعالى: يس ۝ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ۝ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ [يس:1-3]، فسروا لنا هذه الآية، جزاكم الله خيرًا؟الجواب: (يس): هذه م...
العالم
طريقة البحث
تفسر آيات من أول سورة يس
الشيخ عبدالعزيز ابن باز
السؤال:
قال الله تعالى: يس ۝ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ۝ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ [يس:1-3]، فسروا لنا هذه الآية، جزاكم الله خيرًا؟

الجواب:
(يس): هذه من جملة الحروف المقطعة التي ابتدأ الله بها سبحانه جملة من السور مثل: (الم - الر- المص- حم - عسق) هذه حروف مقطعة، الصواب فيها عند أهل العلم أنها لا يعرف معناها بالتعيين، ولله فيها الحكمة البالغة .
وقال بعضهم: إن الله جعلها مفتاحًا للسور، كما جعل (الحمد لله) مفتاحًا للفاتحة، ومفتاحًا لسورة سبأ ولسورة فاطر، وجعل  (سبحان) مفتاحًا لسورة بني إسرائيل، هو  الحكيم العليم، جل وعلا.
أما قوله: (والقرآن الحكيم) فهذا قسم من الله، حلف، بالقرآن كما في سورة ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ [ص:1].
يقسم سبحانه أن محمد من المرسلين -عليه الصلاة والسلام- (إنك لمن المرسلين) يقسم، ويحلف -جل وعلا- أن نبيه محمد ﷺ من المرسلين، كما قال -جل وعلا-: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ [آل عمران:144]، وقال سبحانه في سورة محمد: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ [الفتح:29] فهو رسول الله، كما أخبر الله في كتابه، وأقسم عليه  وهو رسول الله بإجماع المسلمين، بإجماع أهل العلم والإيمان من أهل السنة والجماعة، هو رسول الله حقًا، من كذب بذلك؛ فهو كافر، ومن قال: إنه رسول للعرب دون العجم؛ فهو كافر، هو رسول الله إلى جميع الثقلين الجن والإنس، كما قال تعالى: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا [الأعراف:158]، قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا [سبأ:28].
فهو رسول الله إلى العرب والعجم والذكور والإناث والحكام والمحكومين والملوك والرؤساء والجن والإنس، هو رسول الله إلى الجميع -عليه الصلاة والسلام- من أجاب دعوته، واتبع شريعته؛ فاز بالسعادة والجنة والكرامة، ومن حاد عن سبيله، واتبع غير هداه باء بالخيبة والندامة وصار من أهل النار يوم القيامة، نسأل الله العافية، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا.

Webiste