معنى قوله تعالى {على شفا جرف هار...}
الشيخ عبدالعزيز ابن باز
السؤال:
سماحة الشيخ! على بركة الله نبدأ هذا اللقاء بسؤال من السائل محمد سعيد يستفسر عن معنى قوله تعالى: عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ [التوبة:109] يقول: ما هو الذي ينهار به في هذا الجرف؟ أفيدونا جزاكم الله خيرًا.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد.
فهذه الآية يفسرها ما قبلها، يقول -جل وعلا-: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ لا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [التوبة:107-109].
يبين أن ما فعله المنافقون من تعمير مسجد للضرار، كان المنافقون بنوا بيتًا سموه مسجدًا وقالوا: إنه لذوي الحاجة في الليلة الشاتية، والمطيرة، وكان هذا عند عزمه ﷺ على التوجه إلى تبوك، وطلبوا منه أن يصلي فيه، فقال: نحن على سفر، ولكن إذا رجعنا؛ صلينا فيه إن شاء الله فلما رجع ودنا من المدينة جاء خبره من السماء أنه مسجد ضرار، وأنه فعله المنافقون مضارة لمسجد قباء، وقال الله له فيه: لا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ [التوبة:108] وهو مسجد النبي ﷺ ومسجد قباء خير من هذا المسجد الذي أسسوه على البلاء والفساد والقصد الفاسد، وكانوا يقولون: إنه يأتي أبو عامر الفاسق، إنسان كان يقال له: الراهب، يريدون أنه ينزل فيه، ويكون حربًا للرسول ﷺ ولأصحابه.
فأطلع الله -جل وعلا- نبيه على مقصدهم الخبيث، ونهاه أن يقوم فيه، لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ [التوبة:108] ثم قال سبحانه: أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ [التوبة:109] كمسجد قباء ومسجد النبي ﷺ، لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ [التوبة:108] ثم قال سبحانه: أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ [التوبة:109] يعني: كهؤلاء الذين أسسوا هذا البناء، وهو سبب لسقوطهم في جهنم... بنيانهم هذا.
المقصود: وعيدهم هم، وإلا البنيان ليس المقصود البنيان، المقصود: أنهم أسسوا عملهم الخبيث على شفا جرف هار، فإن هذا الذي أسسوه -وهو قصدهم أن يأتي أبو عامر الفاسق ويحارب النبي ﷺ ويحارب المسلمين- أن هذا أساس خبيث .. أساس باطل .. أساس يقود أهله إلى أن يهوي بهم في جهنم، نسأل الله العافية، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.
سماحة الشيخ! على بركة الله نبدأ هذا اللقاء بسؤال من السائل محمد سعيد يستفسر عن معنى قوله تعالى: عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ [التوبة:109] يقول: ما هو الذي ينهار به في هذا الجرف؟ أفيدونا جزاكم الله خيرًا.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد.
فهذه الآية يفسرها ما قبلها، يقول -جل وعلا-: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ لا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [التوبة:107-109].
يبين أن ما فعله المنافقون من تعمير مسجد للضرار، كان المنافقون بنوا بيتًا سموه مسجدًا وقالوا: إنه لذوي الحاجة في الليلة الشاتية، والمطيرة، وكان هذا عند عزمه ﷺ على التوجه إلى تبوك، وطلبوا منه أن يصلي فيه، فقال: نحن على سفر، ولكن إذا رجعنا؛ صلينا فيه إن شاء الله فلما رجع ودنا من المدينة جاء خبره من السماء أنه مسجد ضرار، وأنه فعله المنافقون مضارة لمسجد قباء، وقال الله له فيه: لا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ [التوبة:108] وهو مسجد النبي ﷺ ومسجد قباء خير من هذا المسجد الذي أسسوه على البلاء والفساد والقصد الفاسد، وكانوا يقولون: إنه يأتي أبو عامر الفاسق، إنسان كان يقال له: الراهب، يريدون أنه ينزل فيه، ويكون حربًا للرسول ﷺ ولأصحابه.
فأطلع الله -جل وعلا- نبيه على مقصدهم الخبيث، ونهاه أن يقوم فيه، لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ [التوبة:108] ثم قال سبحانه: أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ [التوبة:109] كمسجد قباء ومسجد النبي ﷺ، لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ [التوبة:108] ثم قال سبحانه: أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ [التوبة:109] يعني: كهؤلاء الذين أسسوا هذا البناء، وهو سبب لسقوطهم في جهنم... بنيانهم هذا.
المقصود: وعيدهم هم، وإلا البنيان ليس المقصود البنيان، المقصود: أنهم أسسوا عملهم الخبيث على شفا جرف هار، فإن هذا الذي أسسوه -وهو قصدهم أن يأتي أبو عامر الفاسق ويحارب النبي ﷺ ويحارب المسلمين- أن هذا أساس خبيث .. أساس باطل .. أساس يقود أهله إلى أن يهوي بهم في جهنم، نسأل الله العافية، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.
الفتاوى المشابهة
- هل هارون أخو موسى هو أخو مريم؟ - ابن باز
- الصلاة في مسجد قباء - اللجنة الدائمة
- تفسير قول الله تعالى : (( ولقد مننا على موسى... - ابن عثيمين
- القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابل... - ابن عثيمين
- هل قول هارون لموسى ( إني خشيت أن تقول فرقت ب... - ابن عثيمين
- حكم دفن النساء لعظام الموتى التي جرفها السيل - ابن باز
- هارون عليه السلام هل أرسل مع موسى أم هو نبي .؟ - ابن عثيمين
- حكم الصلاة في مسجد أسس من حرام - ابن باز
- قراءة وتعليق حول خطبة الناظم: المثل الثاني:... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : وقول الله تعالى : (( لا تقم... - ابن عثيمين
- معنى قوله تعالى {على شفا جرف هار...} - ابن باز