تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حكم التعلق بالقبور وتعظيمها وزيارتها - ابن بازالسؤال:سماحة الشيخ! هذا السائل من أديس أبابا- أرتيريا يقول في هذا السؤال: التعلق بقبور الصالحين وتعظيمها وزيارتها ما حكمه في الشرع؟ جزاكم الله خيرًا.الج...
العالم
طريقة البحث
حكم التعلق بالقبور وتعظيمها وزيارتها
الشيخ عبدالعزيز ابن باز
السؤال:
سماحة الشيخ! هذا السائل من أديس أبابا- أرتيريا يقول في هذا السؤال: التعلق بقبور الصالحين وتعظيمها وزيارتها ما حكمه في الشرع؟ جزاكم الله خيرًا.

الجواب:
هذا فيه تفصيل: أما الزيارة مشروعة زيارة القبور، للدعاء لأهلها والترحم عليهم والاستغفار لهم، النبي  قال: زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة فزيارة قبور الصالحين والأخيار والأقارب والدعاء لهم والاستغفار لهم هذا قربة وطاعة.
أما التعلق بالقبور ودعاء أهلها والاستغاثة بها هذا شركًا أكبر، كونه يدعوهم: يا سيدي أغثني انصرني، أنا في جوارك، أنا في حسبك، اقض ديني أو أصلح ذريتي، أو اشف مريضي كل هذا من الشرك الأكبر هذا من دعاء غير الله، فإذا فعل هذا مع قبور الصالحين أو مع الجن أو مع الغائبين أو مع الملائكة كان شركًا أكبر نسأل الله العافية؛ لقوله جل وعلا: لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الزمر:65]، وقوله جل وعلا: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة:72]، وقوله سبحانه: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ [فاطر:13]، إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ [فاطر:14]، فسمى دعاءهم شركًا، وقال سبحانه: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون:117].
هذا محل إجماع بين أهل السنة والجماعة ليس فيه نزاع، الذي يدعو الأموات أو يستغيث بالأموات أو بالجن أو بالملائكة أو بالأنبياء أو ما أشبه ذلك هذا كله شرك أكبر؛ لأن الأنبياء كلهم قد ماتوا ولم يبق منهم إلا عيسى مرفوع غائب في السماء.
والملائكة غائبون فلا يجوز دعاؤهم ولا الاستغاثة بهم، وهكذا الغائبون من الناس لا يدعون ولا يستغاث بهم إلا من طريق حسي كالمكاتبة، أو التلفون، يكلمه بالتلفون وهو في بلد أخرى، تقول: أقرضني كذا أو أرسل لي كذا لا بأس، مثل الحاضر إذا كلمه بالتلفون أو بالمكاتبة لا بأس كالحاضر، أما يعتقد أن هذا الغائب له سر وأنه يعلم الغيب فيخاطبه من بعيد يقول: اقض حاجتي انصرني يعتقد فيه أنه يعلم الغيب ويسمع دعاءه أو يدعو الملائكة، أو يدعو الأموات ويستغيث بالأموات، كل هذا شرك أكبر. نسأل الله العافية.

Webiste