تم نسخ النصتم نسخ العنوان
الحكمة والغرض من زيارة القبور - ابن عثيمينالشيخ : نعود إلى تكميل قراءتنا أو الدرس بالنسبة لزيارة القبور.زيارة القبور الغرض منها أمران، الأمر الأول: تذكر الآخرة لا تجديد الأحزان، والأمر الثاني: ا...
العالم
طريقة البحث
الحكمة والغرض من زيارة القبور
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : نعود إلى تكميل قراءتنا أو الدرس بالنسبة لزيارة القبور.
زيارة القبور الغرض منها أمران، الأمر الأول: تذكر الآخرة لا تجديد الأحزان، والأمر الثاني: الدعاء للأموات، لأنهم بحاجة، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له".
وهنا عدل النبي صلى الله عليه وسلم عن العمل للميت إلى أيش؟ إلى الدعاء، ولهذا لو سألنا سائل أيهما أفضل أن أقرأ لميتي جزء من القرآن أو أن أدعو الله له؟ نقول: إن الدعاء له أفضل، أن أصلي ركعتين لوالدي أو أن أدعو الله له؟ الدعاء أفضل، أن أطوف بالبيت سبعا لوالدي أو أو أدعو الله له؟ قلنا الدعاء له، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أرشدنا في سياق العمل إلى الدعاء ولم يرشدنا إلى العمل.
طيب، إذن الغرض من زيارة القبور أيش؟ أمران، الأول: التذكير بالآخرة، والثاني: الدعاء لهم.
أما دعاؤهم بمعنى أن نستغيث بهم أو نلجأ إليهم أو ما أشبه ذلك، فهذا شرك أكبر، إذا دعوت الميت فهو شرك أكبر مخرج من الملة، وقد قال الله تعالى { إنه من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنّة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار }.
ونحن دعونا يا إخوان نخاطب بلسان العقل، أيهما أحسن لك أن تدعو من يقول للشيء كن فيكون، أو أن تدعو ميتا أنت رمسته بالتراب؟ نخاطبكم بالعقل فضلا عن الشرع، لاشك أن كونك تدعو من إذا أراد شيئا قال له كن فيكون خير من كونك تدعو من لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا من أنت بنفسك سويت عليه التراب.
وأقول خير من باب قول الله تعالى { آالله خير أم ما يشركون } وإلا فلا خير في دعاء الأموات، لا للميت ولا للحي الدائم.
هذا هو المقصود من زيارة القبور، ولا فرق في هذا بين قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبري صاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وقبر عثمان رضي الله عنه في البقيع وقبر علي بن أبي طالب في العراق أو غير ذلك، كل هذه القبور لا تزار إلا من أجل الدعاء لأصحابها.

Webiste