تم نسخ النصتم نسخ العنوان
توضيحالشيخ
العالم
طريقة البحث
توضيح الشيخ للبيان القولي من السنة للآيات التي لها معان متعددة، وذكره لآية قطع يد السارق كمثال تطبيقي.
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : فلا مانع ، بل لا بد مِن أن أقرب إليكم بعض ما أجملته آنفًا ، بمثل أو أكثر إن ساعدنا الوقت ، لكي -كما يقال اليوم- لنضع النقاط على الحروف ، هناك الآية الكريمة التي تقول : وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا ، فهنا تجدون لفظين عربيين يحتملان عديدا من المعاني ، وانظروا الآن كيف تولى رسول الله المكلف بالبيان بنص الآية السابقة ، كيف بيَّنَ هذه الآية الكريمة !! ومثلها العشرات إن لم أقل : المئات في القرآن الكريم ، وذلك ما تتولَّى بيانه وتفصيله كتب السنة ، أوَّلًا : السارق : كل عربي حتى ولو كان أمِّيًّا عامِّيًّا لا يقرأ ولا يكتب ، يفهم أن كل من سرق شيئًا مهما كان هذا الشيء حقيرًا لا قيمة له فاسمه سارق ، إذًا هذا لفظ مطلق فهل تقطع يد أي سارق ؟! هنا يبدأ أن يتجلى لكم تمامًا أهمية السنة مع القرآن ، وأن من لا يتبنى السنة مع القرآن ، يضل ويشقى ، السارق في هذه الآية مطلق ، فماذا كان موقف الرسول - عليه السلام - ؟! لقد قال في الحديث الصحيح في البخاري ومسلم : لا قطع إلا في ربع دينار فصاعدًا ، لا قطع إلا في ربع دينار فصاعدًا ، فلو أن سارقًا سرق بيضة دجاجة ، فقطع الحاكم المسلم -زعم- يده محتجًّا بالآية السابقة لضلَّ وشقى ، لماذا ؟ لأنه لم يأخذ ببيان الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وقد عرف هذا الذي قطع يد السارق في المثال ، لأنه سرق بيضة دجاجة ، لم يعرِّج ، ولم يهتم بقوله - عليه الصلاة والسلام - : لا قطع إلا في ربع دينار فصاعدًا هذا هو البيان الأول في هذه الآية ، أن السارق مطلق : بيَّنَه - عليه السلام - وقيَّدَه بمثل هذا الحديث .