تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حكم رفع الصوت عند تشييع الجنازة والضحك وصنع الطعام - ابن بازالسؤال:أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من المغرب باعثها أحد الإخوة من هناك يقول، شاب يسأل من المغرب، أخونا يقول: توفي رجل، ثم قام الناس بت...
العالم
طريقة البحث
حكم رفع الصوت عند تشييع الجنازة والضحك وصنع الطعام
الشيخ عبدالعزيز ابن باز
السؤال:
أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من المغرب باعثها أحد الإخوة من هناك يقول، شاب يسأل من المغرب، أخونا يقول: توفي رجل، ثم قام الناس بتشيعيه، وهم يقولون: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وبصوت مسموع، ومرتفع، ثم قام أهل الميت بالصدقة عليه، وعندما رجع الناس من دفنه بدؤوا في الأكل والشرب والضحك فيما بينهم، ما رأي سماحتكم في مثل هذه التصرفات؟ جزاكم الله خيرًا.

الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد.
فاتباع الجنازة، ورفع الأصوات بالذكر، أو الصلاة على النبي ﷺ لا أعلم له أصلًا في الشرع، بل السنة خفض الصوت في هذه الحالة، وأن الإنسان يحاسب نفسه، ويتذكر مصير هذا الميت، ومصيره هو أيضًا؛ لأن الموت له شأن عظيم، وذكره يحرك القلب إلى الاستعداد للقاء الله، والقيام بحقه، والحذر من معاصيه .
فالمسنون لأتباع الجنازة أن يتأملوا مصير هذا الميت ومصيرهم، وأن يعدوا العدة، وأن يخفضوا الأصوات؛ تقديرًا لهول الموقف، وشدة الحاجة إلى الإعداد للآخرة، والتأهب للموت قبل نزوله.
وأما صنع الطعام من أهل الميت فهذا فيه تفصيل: أما صنع الطعام من أجل المصيبة، وجمع الناس هذا ليس من المشروع، بل من عمل الجاهلية، أما إذا صنعوه لأجل ضيف نزل بهم، أو لأنفسهم فلا بأس، أو جاءهم طعام من غيرهم، فإنه يسن لجيرانهم وأقاربهم أن يصنعوا لهم طعامًا؛ لأنه قد أتاهم ما يشغلهم، لما ثبت عن النبي ﷺ أنه أمر أهله أن يصنعوا طعامًا لأهل جعفر لما قتل في مؤتة، لما جاء خبره إلى المدينة  جعفر بن أبي طالب، أمر أهله أن يصنعوا لأهل جعفر طعامًا، وقال: إنه قد أتاهم ما يشغلهم.
فإذا صنع أقارب الميت لأهل الميت طعامًا، أو جيرانه؛ فهذا مشروع، وإذا دعا أهل الميت من يأكل معهم من.. الطعام، أو قدموه.. لضيفانهم كل هذا لا بأس به.
أما رجوعهم بعد الدفن للضحك، واللعب؛ هذا ليس بالمناسب، بل الأفضل لهم أن يتدبروا الأمر، ويظهر عليهم أمارات الحزن والاستعداد، ولهذا لما مات إبراهيم بن النبي ﷺ قال -عليه الصلاة والسلام-: العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإن بك يا إبراهيم ! لمحزونون.
ولما حضر الموت ابن بنته -عليه الصلاة والسلام- دعته ﷺ .... حضر، فلما رأى نفس الصبي تقعقع عند الخروج؛ بكى، فسأله بعض الحاضرين عن ذلك، فقال: إنها رحمة، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء.
فالأفضل لأهل الميت أن لا يشتغلوا بالضحك واللعب، بل يقدروا الموقف، ويظهر عليهم آثار الحزن مع الرضا عن الله، والاسترجاع: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [البقرة:156] والصبر والاحتساب، أما مقابلة ذلك بالضحك، واللعب فليس من المشروع، وليس من المناسب، بل المناسب إظهار الحزن، وإظهار الدعاء للميت، والاستغفار له، وعدم إظهار اللعب، والضحك، ونحو ذلك مما يدل على عدم المبالاة، وفي التأسي بالنبي ﷺ الخير والبركة، فما كان ﷺ عند الموت يظهر الضحك، بل كان يظهر الحزن والبكاء ويقول: إنها رحمة وفق الله الجميع، نعم.

المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.

Webiste