تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وما سوى ذا ارفع... - ابن عثيمينالشيخ : قال : " وما سِوى ذا ارفعْ بِحَب أو فَجُرَّ *** بالبا " :" ما سوى ذا " : يعني إذا كان الفاعل حبَّ سوى ذا ، هاه فماذا تصنع به وأنت تريد المدح ؟ يق...
العالم
طريقة البحث
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وما سوى ذا ارفع بحب أو فجر *** بالبا و دون ذا انضمام الحا كثر.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : قال : " وما سِوى ذا ارفعْ بِحَب أو فَجُرَّ *** بالبا " :
" ما سوى ذا " : يعني إذا كان الفاعل حبَّ سوى ذا ، هاه فماذا تصنع به وأنت تريد المدح ؟ يقول :
" ارفع أو فَجُرَّ *** بالبا " : يعني إما أن ترفعه ، وإما أن تجره الباء فتقول : حبَّ زيدٌ ، أو : حَبَّ بزيد ، تريد الثناء عليه ، فقول المؤلف : " وما سِوى ذا " :
" ذا " : وش يعني بذا ؟ ذا التي في حبذا ، ارفع بحب : يعني أنه إذا جاء فاعل لحبّ سوى ذا ، نَعم فارفعه بحبّ ، أو فجرّ بالباء ، وقول المؤلف : " أو فَجُرّ " : أو هذه حرف عطف .
الطالب : ...

الشيخ : هاه ؟
الطالب : أو ما هي موجودة .

الشيخ : -كيف ؟ إلا موجودة عندك ، ولا ممكن تنتقل للبيت الذي بعده- ، أو فجرّ بالباء : أو هذه حرف عطف ومعناها التخيير ، يعني أنك مخير بين أن ترفعه بحب ، أو تجره بالباء ، والفاء في قوله : " فجرّ " ، أو حرف عطف والفاء ؟
الطالب : زائدة .

الشيخ : الفاء : زائدة ، لأن الحروف العاطفة لا تتداخل ، الحروف العاطفة ما تتداخل ، ما تقول : جاء زيد وثم عمرو ، ما يجوز هذا .
أو فجرّ : ما يمكن نقول إن الفاء حرف عطف ، لأن حرف العطف لا يدخل على حرف العطف ، ولكن يجوز أن تكون الفاء رابطة جوابا لشرط مقدم ، يعني : أو إن لم ترفع فجر ، وعلى هذا فتكون الفاء هاه ؟
الطالب : رابطة .

الشيخ : رابطة للجواب ، المحذوف شرطه ، يعني : " أو إن لم ترفع فجر " ، وقوله : " جُر بالبا " خاصة ولا ... هاه ؟
الطالب : خاصة .

الشيخ : بالباء خاصة ، نعم بالباء .
" ودونَ ذا انْضِمامُ الحَا كَثُرْ " :
" ودونَ ذا انْضِمامُ الحَا كَثُرْ " : إعرابه : انضمام مبتدأ ، وانضمام مضاف ، والحاء مضاف إليه ، وكثر فعل ماضي ، والجملة خبر المبتدأ انضمام ، ودون نعم ، ودون ذا متعلق بإيش ؟ بكثر ، أي : وانضمام الحاء كثر دون ذا ، وش هي ذا ؟
ذا في حبذا ، يعني أنك تقول : حبذا بالفتح ، وتقول : حَب زيدٌ ، وحُب زيدٌ ، أو : حُبَّ بزيدٍ ، حُب بزيدٍ ، وحَب بزيد ، هاه ، ولا ما فهمتوا ؟! طيب إذن كلام المؤلف الآن يقول خلاصة الكلام : أن حب يؤتى بها لإنشاء المدح كما يؤتى بنعم ، ولكن إن كان فاعلها ذا فهي بفتح الحاء ، وإن كان فاعلها غير ذا فهي على الأكثر هاه ؟ بضم الحاء ، بضم الحاء ثم نقول : إن كان فاعلها ذا فإنه لا يجر بالباء ، وإن كان فاعلها غير ذا هاه جاز جره بالباء ، وحينئذ ماذا نعرب الباء إذا قلت : حُب بزيد ؟ يعني تثني عليه ، فنقول : حبَّ : فعل ماضي مبني على الفتح ، ونعربه على أنه مبني مفعول حُب ؟
الطالب : لا مبني للفاعل .

الشيخ : هاه ؟
الطالب : مبني للفاعل .

الشيخ : لا مبني للفاعل .
الطالب : المراد لفظه .

الشيخ : وذلك لأن ، لا ما هو المراد لفظه ، وذلك لأن حب في هذا المكان أصبح : " حبب زيد " ، إي نعم أصلها حبب زيد، حَبُبَ زيد ، فهمتم ؟! لكن نقلت الضمة إلى الحاء على غير القاعدة التصريفية ، لما نقلت الهمزة من الباء وش صارت الباء ؟
الطالب : ساكنة .

الشيخ : ساكنة ، صارت الباء ساكنة ، طبعا إذا أخذت حركتها سكنت ، أو لا ؟ كسرت رجليها تتحرك ولا لا ؟! ما تتحرك ، أخذت الضمة منها فبقيت ساكنة ، الساكنة بعدها متحرك من جنسها تدغم به أو فيه ، تدغم فيه ولهذا قلنا : " حُبَّ " وأصلها : " حَبُبَ " ، ثم نقلت حركة الباء إلى الحاء ، الباء وش تسمى باللغة التصريفية ؟ تسمى العين ، فنقلت حركة العين إلى الفاء ، أو لا ؟! العين إلى الفاء ، غمَّضت العين لما نقلت الحركة هاه غضمت فسكنت ، فلما سكنت أدغمت هاه بالباء التي بعدها ، باللام ، فصارت حب ، واضح يا جماعة ؟!
ولهذا لو قلت : حُبَّ بزيد : حب فعل ماضي مبني للمفعول ، قلنا : هذا خطأ ، لكن لو أردت أن تخبر عن زيد بأنه محبوب فقلت : حُب زيدٌ ، هاه وش تعرب حب ؟
الطالب : مبني للمجهول .

الشيخ : فعل ماضي مبني للمجهول ، أو للمفعول ، لأنك تريد أن تخبر بأنه محبوب لا أن تنشئ الثناء عليه بالحب ، وبينهما فرق ، وهذا من دقائق اللغة، هذا من دقائق اللغة ، ما يفهمه إلا إنسان فهم المعاني ، لكن إذا قلت : حُبَّ بزيد ، -وهو ما يجوز أن يكون نائب فاعل بكل حال- المراد به إيش ؟ إنشاء المدح ، وذلك لأن الباء منعت أن يكون زيدٌ نائب فاعل، منعت أن يكون نائب فاعل .

Webiste