تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حكم الصلاة بالأحذية التي بها نجاسة - ابن بازالسؤال:كثير من الطلبة يلبسون أحذيةً محفورة الأرضية، وهذه الأحذية مُحاطة برباطٍ من قماشٍ، فإذا دخلوا دورة المياه علق ما فيها من مياه وغيرها من أسفل الحذا...
العالم
طريقة البحث
حكم الصلاة بالأحذية التي بها نجاسة
الشيخ عبدالعزيز ابن باز
السؤال:
كثير من الطلبة يلبسون أحذيةً محفورة الأرضية، وهذه الأحذية مُحاطة برباطٍ من قماشٍ، فإذا دخلوا دورة المياه علق ما فيها من مياه وغيرها من أسفل الحذاء، وفي الرباط المحيط بالحذاء، وعند دعكه بالأرض يبقى ما علق بالرباط وما علق بأسفل الحذاء، ثم لا تُخلع هذه الأحذية عند الدخول إلى المسجد؛ لما يتصاعد من روائح من الجوارب، فما حكم صلاة الطلبة في هذه الحال؟ وما حكم الصلاة على هذا الفرش؟ جزاكم الله خيرًا والسلام.

الجواب:
هذه الأحذية طهورها التراب، فبعد الخروج من الحمام إذا مرَّ على الأرض صارت لها طهورًا، يقول النبيُّ ﷺ لما أخبره جبرائيل أنَّ في نعليه أذى، وكان يُصلي فيهما، فخلعهما، فلما رآه الصحابةُ خلع خلعوا نعالهم، فلما سلَّم عليه الصلاة والسلام قال: لماذا خلعتُم نعالكم؟ قالوا: لأنك خلعتَ نعليك، قال: لأن جبرائيل أتاني فأخبرني أنَّ بهما خبثًا فخلعتُهما، فإذا أتى أحدُكم المسجدَ فلينظر، فإن رأى في نعليه قذرًا أو أذًى فليمسحه بالتراب، ثم يُصلي فيهما.
فإذا كان عليه حذاء يدخل فيه الحمام ويتوضأ فيه فإنه يمسحه بالتراب إذا بقي فيه أذى من رطوبةٍ، فإن لم يتيسر ذلك يخلعه عند الباب، أو في موضعٍ آخر، ويُصلي بدونه؛ حتى لا يُؤذي إخوانه، ولا يؤذي الفرش، ولا يُكدِّر على المصلين صلاتهم، يخلعه لأنه قد غسل رجليه، فيخلعه في أي مكانٍ ويُصلي حافيًا، فقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه كان ربما يصلي حافيًا ومُنْتَعِلًا عليه الصلاة والسلام.
والمساجد اليوم فُرشت، وكان فيما مضى رمل أو حصباء، أما اليوم فقد فُرشت، فتتأثر بالتراب، وتتأثر بالغبار، وتتأثر بالرطوبة، فالأوْلى في مثل هذه الحال مراعاة شعور المصلين، ومراعاة نظافة الفرش بخلع هذه الأحذية في مكانٍ في مقدم المسجد عند الباب؛ حرصًا على طهارة الفُرُش ونظافتها وعدم تنفير المصلين منها، والرسول ﷺ عظَّم المساجد، وأمر بتنظيفها وتطهيرها وإخراج القَذَى منها، فهذا من ذلك، هذا الأمر من ذلك، داخلٌ في العموم؛ لأنها الأحوال تغيرت، وصارت المساجد بعد التراب والرمال والحصاء صارت إلى فُرُشٍ تُجهز بأموالٍ جزيلةٍ، والناس يتأثرون بما قد يقع فيها من أوساخٍ وأتربةٍ، وربما نفَّرتهم عن الصلاة في المساجد، أو أداء الصلاة على تقزُّزٍ، وعلى تكلُّفٍ -نسأل الله للجميع التَّوفيق.
س: هناك روائح تتصاعد من الأرجل؛ لمكث الرِّجْل في الحذاء مدةً طويلةً، وخاصة الطلبة العسكريين، فهل الأولى أن تتصاعد الروائح وتُؤذي المصلين أم يلبس الحذاء ولا تكون هناك روائح، وقد يتسخ الفراش من الغبار؟ أيُّهما أولى: أن يُصلي وهو مرتاح، أو يُصلي والروائح تُضايقه؟
الشيخ: يُراعي الأصلح، إذا كان الحذاء نظيفًا ولا يُؤذي أحدًا صلَّى فيه، لا فراشًا ولا أذى، صلى فيه، فأما إذا كان يُؤذي أو يُسبب تقذُّرًا للفرش وتنفيرًا للمُصلين تركه وصلَّى، والروائح التي في رجله يسيرة، أمرها يسير، ولو وجد فيها شيء فأمرها يسير؛ لأنها من جنس زملائه، كلهم في أرجلهم ما في الرِّجْل الأخرى، وكل هذا لا يضرُّهم، فهو شيء يسير مُغتفر بالنسبة لما قد يترتب على الأحذية من أوساخٍ وقذارات للفرش عند عدم المبالاة؛ لأنَّ بعض الناس لا يُبالي ولا يهتم بالحذاء، ولا يحرص على نظافته.

Webiste