تم نسخ النصتم نسخ العنوان
بيان حال حديث : (.. نويت أن أصلي أربع ركعات كفا... - الفوزان س330: يقول السائل: قرأت حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم، يقول فيه: من فاتته صلاة في عمره فلم يصلها، فليقم في آخر جمعة من رمضان وليصل أربع ركعاتٍ بتشه...
العالم
طريقة البحث
بيان حال حديث : (.. نويت أن أصلي أربع ركعات كفارة لما فاتني من الصلاة..)
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
س330: يقول السائل: قرأت حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم، يقول فيه: من فاتته صلاة في عمره فلم يصلها، فليقم في آخر جمعة من رمضان وليصل أربع ركعاتٍ بتشهد واحد، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة القدر خمس عشرة مرة، وسورة الكوثر كذلك، ويقول في النية: نويت أن أصلي أربع ركعات كفارة لما فاتني من الصلاة، ما صحة هذا الحديث؟

ج330: هذا الحديث لا أصل له من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك الصلوات التي تركتها فيما سبق، إذا كنت تركتها لأجل النوم مثلاً، أو إغماء، أو بعذرٍ ظننت أنه يجيز لك تأخيرها، فالواجب عليك أن تقضيها، وأن تصليها مرتبة على الفور، أما إذا كنت تركتها متعمداً، فالصحيح من قولي العلماء: أنه لا يصح قضاؤها. ونوجه بأن الحديث لا يؤخذ من مثل هذا الكتاب؛ وإنما يرجع إلى كتب الحديث الموثوقة؛ كصحيح البخاري، وصحيح مسلم، وغيرهما من الكتب المعروفة الموثوقة، وبالنسبة لهذا الحديث الذي ذكرت، فأنا لم أجد له أصلاً فيما اطلعت عليه، ويظهر عليه أنه لا أصل له؛ لأن فضائل الجمعة التي ذكرها أهل العلم، لم يكن هذا الحديث من بينها، الذِّكْر الذي يُشرع في ليلة الجمعة الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الجمعة، وفي يوم الجمعة، وفي فجر يوم الجمعة، ويستحب أن يقرأ في صلاة الفجر في الركعة الأولى، سورة: الم السجدة، وفي الركعة الثانية سورة: هل أتى
على الإنسان حين من الدهر، هذا الذي يشرع في ليلة الجمعة، وأمَّا أن تُخص بالصلاة دون غيرها من الليالي، فهذا لم يرد فيه حديث، فهي كغيرها من الليالي، على المسلم أن يصلي ما تيسر له من التهجد، ويختم ذلك بالوتر، أما أن يصلي هذه الصلاة التي ذكرتها، فهذا لا يصح فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم وعليك كما ذكرنا أن تعمل بالحديث، أن تراجع كتب السنة المعروفة الموثوقة؛ أما أن تأخذ كتابًا غريبًا أو مجهولا وتعتمد عليه، وتنقل عنه الحديث، يوقعك في الخطأ، فالأحاديث فيها الموضوع المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم، وفيها الضعيف، يبين هذا كتب أهل الفن المتخصصين في الحديث، وما كل حديث تجده في الكتاب يعمل به، حتى يتحقق من أصله، واللّه أعلم

Webiste