تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح حديث عن عائشة رضي الله عنها أن رسول... - ابن عثيمينالشيخ : ثم ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم ركعة : يعني يصلي إحدى عشرة ركعة يسلم من كل ثنتين ، ويوتر بواحدة . ثم كان عليه الصلاة والسلام يصلي ركعتين قبل الغداة :...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح حديث عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي إحدى عشرة ركعة - تعني في الليل - يسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه، ويركع ركعتين قبل صلاة الفجر، ثم يضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المنادي للصلاة. رواه البخاري. وعنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد - في رمضان ولا في غيره - على إحدى عشرة ركعة: يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ! ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ! ثم يصلي ثلاثا. فقلت: يا رسول الله أتنام قبل أن توتر !؟ فقال: ( يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي ). متفق عليه. وعنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينام أول الليل ويقوم آخره فيصلي. متفق عليه.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ثم ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم ركعة : يعني يصلي إحدى عشرة ركعة يسلم من كل ثنتين ، ويوتر بواحدة .
ثم كان عليه الصلاة والسلام يصلي ركعتين قبل الغداة : يعني إذا أذن الفجر صلى ركعتين ، وكان يخفف هاتين الركعتين حتى تقول عائشة : "أقرأ بأم القرآن ؟" : لشدة تخفيفه لهما ، ثم يضطجع على جنبه الأيمن حتى يأتيه المؤذن يؤذنه بالصلاة عليه الصلاة والسلام :
ففي هذا دليل على أن قيام الليل إحدى عشرة ركعة يوتر بواحدة .
ودليل على أنه ينبغي أن يصلي الإنسان الراتبة في بيته أفضل من المسجد لاسيما الإمام .
وفيه أيضا أن الإمام لا يخرج من بيته إلا للإقامة ، يبقى في بيته حتى يأتي وقت الإقامة فيخرج إلى المسجد ويصلي ، هذا هو الأفضل ، أفضل من أن يتقدم الإمام ويصلي بالمسجد ، الذي غير الإمام ينتظر الإمام والإمام ينتظره غيره ، فلذلك كان الأفضل في حقه أن يتأخر إلى قرب إقامة الصلاة ، إلا أن يكون لهذا سبب ، أو يكون في تقدمه مصلحة ، مثل أن يكون تقدمه يشجع المصلين فيتقدمون ، ولو تأخر لكسلوا فهذا ينظر للمصلحة .
وفي حديثها الثاني : "أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة" ، "لأنها سئلت : كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في رمضان ؟ قالت : كان لا يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة ، يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا" : هذه أربع وأربع وثلاث : إحدى عشرة ، هذا هو السنة وهو الأفضل ألا يزيد في صلاة الليل على إحدى عشرة ركعة ، أو ثلاث عشرة ركعة كما صح به الحديث .
وقولها رضي الله عنها : "يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن" : قد ظن بعض الناس أنها أربع مجموعة بسلام واحد ، وهذا غلط ، لأنه قد جاء مفصلاً مُبينًا أنها أربع ركعات يسلم من كل ركعتين ، وأربع ركعات يسلم من كل ركعتين ، وثلاث ركعات ، فيكون قولها : "يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي" : يكون فيه دليل على أنه إذا صلى الأربع بسلامين استراح قليلا لقولها : "ثم يصلي" : وثم للترتيب بمهلة ، ثم يصلي الأربع على ركعتين ثم الثلاثة .
وفي هذا إشارة ، أو أنا أشير في هذه المسألة إلى أنه ينبغي للإنسان ألا يتعجل في فهم النصوص ، بل يجمع شواردها حتى يضم بعضها إلى بعض ، ويتبين له الأمر ، فقد كان بعض الإخوان الذين بدؤوا يتعلمون ولاسيما علم الحديث : صاروا يصلون بالناس أربع ركعات جميعًا وهذا غلط ، غلط على السنة وفهم خاطئ ، "لأن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صلاة الليل فقال : مثنى مثنى" : وهذا حصر في أنها ركعتان ركعتان ، لا يمكن أن يصلي أربعًا في الليل إلا في بعض صور الوتر يصلي خمسًا جميعا وسبعًا جميعا وتسعًا جميعا ألا أنه يتشهد في الثامنة .

Webiste