تفسير قوله تعالى فويل للمصلين
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
س88: هذه رسالة من المستمع س. أ. ك مصري يعمل بالعراق، يقول ما تفسير قوله تعالى في سورة الماعون: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ؟
ج88: ويل: كلمة عذاب وتهديد، ووعيد شديد، وقيل: إنه وادٍ في جهنم، فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ ، أي: الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها مثل أن يصلي الفجر بعدما تطلع الشمس، ويصلي الظهر في وقت العصر، والعصر في وقت المغرب وهكذا، فالذي يخرج الصلاة عن وقتها؟ هذا يعتبر ساهيًا عنها، ومضيعا لها، كما في الآية الأخرى:
فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ، فإضاعة الصلاة والسهو عنها الذين ورد الوعيد عليهما في الاَيتين الكريمتين، هو إخراجها عن وقتها، من غير عذر شرعي؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ، أي: مفروضة في أوقاتها، لا يجوز إخراجها عن وقتها من غير عذر شرعي. وقوله تعالى: الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ، يعني: يراءون الناس بأعمالهم، يريدون الناس بها، ويؤدون أعمالا صالحة لا يريدون بها وجه الله؛ وإنما يريدون الناس، كالذي يتصدق من أجل أن يمدحه الناس، أو يصلي أو يطلب العلم، أو يؤدي أي عبادة من العبادات، لا رغبة في الطاعة والثواب،
ولكن لكي يمدحه الناس ويثنوا عليه؛ فهذا هو عين الرياء وهذا يحبط العمل كما قال الله سبحانه وتعالى: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا . والنبي صلى الله عليه وسلم قال: أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ، فسئل عنه فقال: الرياء وهو الشرك الأصغر؛ فهو خطر شديد من صفات المنافقين، قال الله تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاَةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً . فالرياء داء خطير، ومرض وبيل، والواجب على المسلم أن يخلص عمله لله عز وجل، ولا يقصد من علمه رياء ولا سمعة، وأما الذين يمنعون الماعون، فالمراد بالماعون: العارية؛ لأن بذل
العارية للمحتاجين من الطاعة، والإحسان، يثاب عليها الإنسان، فالذي يمنع العارية من المحتاج وهو لا ضرر عليه في بذلها؛ يعتبر عليه هذا الوعيد العظيم؛ وفسر الماعون بأنه: يشمل أشياء مثل القدر والفأس، والدلو، وكل ما يحتاجه الناس لأمورهم التي يضطرون إليها، فبذل العارية للمحتاجين إذا لم يترتب على ذلك ضرر بالمعير، وهو في غنى عنها، فإن بذلها من الطاعة؛ ومنعها من المتوعد عليه في هذه الآية الكريمة.
ج88: ويل: كلمة عذاب وتهديد، ووعيد شديد، وقيل: إنه وادٍ في جهنم، فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ ، أي: الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها مثل أن يصلي الفجر بعدما تطلع الشمس، ويصلي الظهر في وقت العصر، والعصر في وقت المغرب وهكذا، فالذي يخرج الصلاة عن وقتها؟ هذا يعتبر ساهيًا عنها، ومضيعا لها، كما في الآية الأخرى:
فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ، فإضاعة الصلاة والسهو عنها الذين ورد الوعيد عليهما في الاَيتين الكريمتين، هو إخراجها عن وقتها، من غير عذر شرعي؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ، أي: مفروضة في أوقاتها، لا يجوز إخراجها عن وقتها من غير عذر شرعي. وقوله تعالى: الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ، يعني: يراءون الناس بأعمالهم، يريدون الناس بها، ويؤدون أعمالا صالحة لا يريدون بها وجه الله؛ وإنما يريدون الناس، كالذي يتصدق من أجل أن يمدحه الناس، أو يصلي أو يطلب العلم، أو يؤدي أي عبادة من العبادات، لا رغبة في الطاعة والثواب،
ولكن لكي يمدحه الناس ويثنوا عليه؛ فهذا هو عين الرياء وهذا يحبط العمل كما قال الله سبحانه وتعالى: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا . والنبي صلى الله عليه وسلم قال: أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ، فسئل عنه فقال: الرياء وهو الشرك الأصغر؛ فهو خطر شديد من صفات المنافقين، قال الله تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاَةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً . فالرياء داء خطير، ومرض وبيل، والواجب على المسلم أن يخلص عمله لله عز وجل، ولا يقصد من علمه رياء ولا سمعة، وأما الذين يمنعون الماعون، فالمراد بالماعون: العارية؛ لأن بذل
العارية للمحتاجين من الطاعة، والإحسان، يثاب عليها الإنسان، فالذي يمنع العارية من المحتاج وهو لا ضرر عليه في بذلها؛ يعتبر عليه هذا الوعيد العظيم؛ وفسر الماعون بأنه: يشمل أشياء مثل القدر والفأس، والدلو، وكل ما يحتاجه الناس لأمورهم التي يضطرون إليها، فبذل العارية للمحتاجين إذا لم يترتب على ذلك ضرر بالمعير، وهو في غنى عنها، فإن بذلها من الطاعة؛ ومنعها من المتوعد عليه في هذه الآية الكريمة.
الفتاوى المشابهة
- هل يجوز الوقف على قوله تعالى:" فويل للمصلين... - ابن عثيمين
- معنى قوله تعالى:" فويل للمصلين. الذين هم عن... - ابن عثيمين
- معنى قوله تعالى: (فويل للمصلين الذين هم عن ص... - ابن عثيمين
- تفسير سورة الماعون - الفوزان
- تفسير قوله تعالى (( ويل للمصلين الذين هم عن... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (فويل للمصلين الذين هم عن... - ابن عثيمين
- ما معنى قوله تعالى (( فويل للمصلين * الذين ه... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ}… ال... - ابن باز
- تفسير قوله تعالى {فويل للمصلين...} - ابن باز
- بيان تفسير قوله تعالى فويل للمصلين - الفوزان
- تفسير قوله تعالى فويل للمصلين - الفوزان