تم نسخ النصتم نسخ العنوان
بيان تفسير قوله تعالى فويل للمصلين - الفوزان س344: يقول السائل س. أ. ك مصري الجنسية ويعمل بالعراق: ما تفْسير قوله تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ (5) ال...
العالم
طريقة البحث
بيان تفسير قوله تعالى فويل للمصلين
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
س344: يقول السائل س. أ. ك مصري الجنسية ويعمل بالعراق: ما تفْسير قوله تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ؟
ج344: ويل: كلمة عذاب وتهديد، ووعيد شديد، وقيل: إنه واد في جهنم: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ، أي: الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها، مثل أن يصلي الفجر بعدما تطلع الشمس، ويصلي الظهر في وقت العصر، والعصر في وقت المغرب وهكذا، فالذي يخرج الصلاة عن وقتها، هذا يعتبر ساهيًا عنها، ومضيعًا لها، كما في الآية الأخرى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ، فإضاعة الصلاة والسهو عنها، اللذين ورد الوعيد عليهما في الآيتين الكريمتين، هو إخراجها عن وقتها من غير عذر شرعي ؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ،
أي: مفروضة في أوقاتها، لا يجوز إخراجها عن وقتها من غير عذر شرعي، وقوله تعالى: الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ يعني يراؤون الناس بأعمالهم، يريدون الناس، يؤدون أعمالا صالحة، لا يريدون بها وجه الله، وإنما يريدون الناس، كالذي يتصدق من أجل أن يمدحه الناس، أو يصلي، أو يطلب العلم، أو أي عبادة من العبادات، لا رغبة في الطاعة والثواب، ولكن: لكي يمدحه الناس، ويثنوا عليه، فهذا هو عين الرياء، وهذا يحبط العمل، كما قال الله سبحانه وتعالى: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر فسئل عنه، فقال: الرياء، وهو شرك أصغر، فهو خطر
شديد من صفات المنافقين، لأنهم كما قال الله تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاَةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً ، فالرياء داء خطير، ومرض وبيل، والواجب على المسلم أن يخلص عمله لله عز وجل، ولا يقصد من عمله رياء ولا سمعة، وأما الذين يمنعون الماعون، فالمراد بالماعون: العارية؛ لأن بذل العارية للمحتاجين من الطاعة والإحسان، يثاب عليها الإنسان، فالذي يمنع العارية عن المحتاج وهو لا ضرر عليه في بذلها، يعتبر عليه هذا الوعيد العظيم، وفسر الماعون: بأنه يشمل أشياء مثل، القِدر والفأس والدلو، وكل ما يحتاجه الناس لأمورهم التي يضطرون إليها، فبذل العارية للمحتاجين إذا لم يترتب على ذلك ضرر بالمعير، وهو في غنى عنها، فإن بذلها من الطاعة، ومنعها من المتوعد عليه في هذه الآية الكريمة.

Webiste