تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تمثيل آيات القرآن الكريم في مسائل العروض - اللجنة الدائمة الفتوى رقم (  21652  )   س: يعرف فضيلتكم أنه من الواجب على كل مسلم الوقوف ضد من يحاول الإساءة إلى الإسلام بقدر استطاعته، فلا يقبل المسلم أن يُقدح في كت...
العالم
طريقة البحث
تمثيل آيات القرآن الكريم في مسائل العروض
اللجنة الدائمة
الفتوى رقم ( 21652 )
س: يعرف فضيلتكم أنه من الواجب على كل مسلم الوقوف ضد من يحاول الإساءة إلى الإسلام بقدر استطاعته، فلا يقبل المسلم أن يُقدح في كتاب الله أو يمتهن بأي صورة من الصور، ونحن جميعًا نعرف أن القرآن الكريم كلام الله سبحانه
وتعالى، أنزله علي رسوله صلوات الله وسلامه عليه، وأن كلام الله ليس شعرًا ولا يقبل المسلم إطلاقًا أن يُقاس القرآن بمقاييس الشعر. وأفيدكم بأن الدكتور بهاء الدين سليم عايش الفلسطيني الجنسية وعضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية بكلية المعلمين بالرياض ، قد أُسند إليه منذ سنتين كاملتين تدريس مادة العروض في الكلية، وقد ألف كتابا في العروض وأخذ يبيعه على الطلاب، مع وفرة كتب العروض الجيدة في المكتبات، وهذا الكتاب يا فضيلة الشيخ يشمل على مأخذ ديني عظيم، وهو أن هذا المؤلف بعد أن يذكر في كتابه وزن البحر الشعري يُمثِّل له بآيات من القرآن الكريم تتوافق في الوزن العروضي معه، فهو بهذا يدعي أن كلام الله سبحانه وتعالى شعر، ويعلِّم أبناءنا ويغرس في نفوسهم ذلك، ويضاهي بذلك قول كفار قريش الذين حكى الله سبحانه وتعالى عنهم قوله: أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ ، والله سبحانه وتعالى قد نفى قول الشعر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن كلامه سبحانه وتعالى، فقال: وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ . قد
لا يكون اللوم والإثم منصبًّا على مؤلف الكتاب، نظرًا لضحالة الثقافة الدينية لديه، وإنما اللوم والإثم على رئيس القسم الذي أسند إلى هذا الدكتور تدريس هذه المادة، مع وجود أحد الأساتذة السعوديين في هذا الفصل الدراسي المبدعين في تدريس هذه المادة. فمن باب الدفاع عن كتاب الله يا فضيلة الشيخ والحرص على أبنائنا أرفع إليكم هذا. راجيًا منكم الإجراء المناسب تجاه رئيس القسم والكتاب.

ج : قد أجمع المسلمون على أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أفصح ولد آدم، وعلى أن الشعر محجوب عنه صلى الله عليه وسلم؛ لقول الله تعالى: وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ وأجمعوا على أن فصاحة القرآن الكريم معجزة له صلى الله عليه وسلم دالة على صدق نبوته، وأجمعوا على براءة القرآن الكريم في سوره وآياته من الشعر؛ لقول الله تعالى: وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ ، فليس في القرآن الكريم آية تامة على وزن بيت تام من الشعر. وبالنظر في الكتاب المذكور ( التطبيق العروضي ) وُجد في الصفحات ( 36، 40، 45، 49، 53، 57، 61، 68 ) تضمين التقطيع ببعض آية في شطر البيت في بحور
الشعر، لا على وزن بحر تام من الشعر. وفي ص ( 71 ) تضمين بآية على شطر بيت من الشعر لا على بيت تام. وفي ص ( 65 ) التضمين بآية على البحر المتقارب، وزاد في الآية حرفًا ليس منها. وفي هذه المواضع يقول مؤلف هذا الكتاب: ( ومن الطريف أن نجد هذا البحر في بعض آيات القرآن، نحو قوله... ) إلخ. والحال أن ما ذُكر هو جزء من آية على وزن شطر بيت من الشعر، لا على وزن بيت تام من الشعر، والله سبحانه أنزل كتابه في سوره وآياته وليس فيه سورة ولا آية تامة على وزن بيت تام من الشعر، وهذا من وجوه إعجاز القرآن العظيم. وبناءً على ما تقدم فيكون ما ذُكر في هذا الكتاب تلبيس على عقول القراء عامة وعلى الطلاب خاصة؛ ولهذا فإن اللجنة ترى منع الكتاب المذكور من التداول، وأنه لا يجوز تدريسه للطلاب؛ حماية لكتاب الله تعالى ولعقائد المسلمين من الزيغ والشك، وعلى مؤلفه أن يحذف ما ذكره في الكتاب بشأن الموضوع السابق، وأن لا يغتر بمن سبقه ممن تساهل في هذا الأمر وهجر العلماء صنيعهم. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

Webiste