تم نسخ النصتم نسخ العنوان
رجل اقترض مالا ولما حان وقت السداد لم يكن عن... - ابن عثيمينالسائل : السؤال الثاني يقول اقترضت مبلغاً من المال من أحد الناس إلى أجل محدود وقد حان وقت السداد ولم يكن عندي ما أوفي دينه فرفع علي شكوى في المحكمة وحين...
العالم
طريقة البحث
رجل اقترض مالا ولما حان وقت السداد لم يكن عنده ما يوفي له فرفع صاحب المال عليه شكوى في المحكمة فأنكر المدين أن عليه مال وحلف يمينا كاذبا خوفا من السجن وفي نيته إذا حصل المال يرده لصاحبه فماذا عليه في هذه اليمين الكاذبة وهل عليه كفارة ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : السؤال الثاني يقول اقترضت مبلغاً من المال من أحد الناس إلى أجل محدود وقد حان وقت السداد ولم يكن عندي ما أوفي دينه فرفع علي شكوى في المحكمة وحين سألني القاضي أنكرت أن يكون له في ذمتي شيء خوفا من الحكم علي بالسجن إذا لم أدفع وحلفت على ذلك إنني لم أقترض منه شيئاً وكانت نيتي أنني إذا وجدت مالاً أقضيه دينه الذي له علي فماذا علي في هذه اليمين التي حلفتها كاذباً متعمّداً لأنجو بها من السجن وهل لها كفارة أم لا؟

الشيخ : هذه اليمين التي حلفتها كاذباً في جحد حق أخيك المسلم هي يمين غموس ومن كذب على يمين يقتطع بها مال امرئ مسلم هو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان ففعلك هذا من كبائر الذنوب وهو إن أنجاك من السجن في الدنيا لم ينجك من العذاب يوم القيامة إلا أن يشاء الله.
ثم إن نجاتك من السجن في الدنيا تحصل بإقرارك أن في ذمتك لهذا الرجل كذا وكذا من المال ثم إقامة البيّنة على أنك مُعسر فإذا قامت عند القاضي بيّنة بأنك مُعسر فإن القاضي سوف يصرف خصمك عنه ويمنعه من مطالبتك لأنه إذا ثبت إعسار المدين فإن طلبه بالدين ومطالبته به أمر محرّم لقوله تعالى : وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة .
وكثير من الناس إذا حلت عليهم الديون ولا يستطعون وفاءها يلجؤون إلى طريقة أخرى غير هذه الطريقة التي ذكرت أو التي ذكر السائل وهو أنهم يذهبون إلى أناس فيستدينون منهم ثم إذا حل الدين الثاني استدانوا له وهكذا حتى تتراكم عليهم الديون فيعجزون بالتالي عن وفائها، وهذه طريقة من طريقة السفهاء، والإنسان إذا ثبت أنه فقير فإنه لن يُطالب بسداد الدين فعليه نقول أثبت عند القاضي فقرك وحينئذ تنتفي عنك المطالبة وتسلم من الاستدانة مرة أخرى وأخرى وأخرى، وتسلم من تحمّل الديون الكثيرة الثقيلة التي قد تعجز عنها في المستقبل.
وها هنا أمر يجب أن نوجّهه أيضاً إلى المطلوب وهو المدين وهو أن بعض المدينين المطلوبين لا يخافون الله سبحانه وتعالى ولا يرحمون الخلق، تجده يلعب بالمال ويبذره ويفسده ثم يأتي في ءاخر الأمر ويقول عجزت عن الوفاء وهذا أيضاً من السفه، وكذلك أناس يكون عندهم القدرة على الوفاء، مع حلول الديون ومطالبة صاحب الدين ومع ذلك يُماطلون ويؤخّرون الوفاء.
يأتيه فيقول غداً اءت ثم يأتي فيقول غداً وهذا وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال مطل الغني ظلم . نعم.

السائل : بارك الله فيكم.
هذه الرسالة من المستمع خلفان محمد ناصر البوسعيدي من سلطنة عمان.

Webiste