تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما هو مفهوم المساواة بين المرأة والرجل في ال... - ابن عثيمينالسائل : ما هو مفهوم المساواة بين المرأة والرجل في الإسلام وهل عمل الفتاة إلى جانب الرجل في جو مشحون بالفساد يُعتبر داخلا تحت هذا المفهوم، إذا كان كذلك ...
العالم
طريقة البحث
ما هو مفهوم المساواة بين المرأة والرجل في الإسلام وهل عمل الفتاة إلى جانب الرجل في جو مشحون بالفساد يعتبر داخلا تحت هذا المفهوم وما معنى قوله تعالى : " وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى " وهل هذا الأمر خاص بنساء الرسول صلى الله عليه وسلم أم هو عام لجميع النساء ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : ما هو مفهوم المساواة بين المرأة والرجل في الإسلام وهل عمل الفتاة إلى جانب الرجل في جو مشحون بالفساد يُعتبر داخلا تحت هذا المفهوم، إذا كان كذلك فما معنى قوله تعالى وقرن في بيوتكن ولا تبرّجن تبرّج الجاهلية وهل هذا الأمر خاص بنساء الرسول صلى الله عليه وسلم أم هو عام لكل نساء المسلمين إلى قيام الساعة؟

الشيخ : مادمنا في السؤال عن المساواة فإني أحب أن أقول إن المساواة لم تأتي في القرأن ولا في السنّة مأموراً بها أبداً وإنما الأمر في الكتاب والسنّة بالعدل قال الله تعالى إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وقال النبي عليه الصلاة والسلام اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم وقال من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل ولا يرتاب أحد يفهم دلالات الألفاظ أن بين قولنا عدل وقولنا مساواة فرقاً عظيماً فإن المساواة ظاهرها التسوية بين الأمور المختلفة وهذا خلاف المعقول والمنقول بخلاف قولنا العدل فإن العدل إعطاء كل ذي حق ما يستحقه وتنزيل كل ذي منزلة منزلته وهذا هو الموافق للمعقول والمنقول.
وعلى هذا فليس في القرأن ولا في السنّة الأمر بمساواة المرأة مع الرجل أبداً بل فيهما الأمر بالعدل كما سمعت والذي أحبّه من كتّابنا ومثقفينا أن يكون التعبير بكلمة "العدل" بدل كلمة المساواة لما في المساواة من الإجمال والاشتراك واللبس بخلاف العدل فإنها كلمة واضحة بيّنة صريحة في أن المراد أن يُعطى كل ذي حق حقه ولو تدبّرت القرأن لوجدت أكثر ما فيه نفي المساواة لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور وما أشبه ذلك من الأيات المتعددة التي فيها نفي المساواة وليس إثباتها ولا أعلم دليلاً في الكتاب والسنّة يأمر بالمساواة أبداً وإذا كان كذلك فإن العدل أن تُعطى المرأة ما يليق بها من الأعمال والخصائص وأن يُعطى الرجل ما يليق به من الأعمال والخصائص.
وأما اشتراك المرأة مع الرجل في عمل يقتضي الإختلاط والكلام والنظر وما أشبه ذلك فإنه لا شك أنه عمل مخالف لما تقتضيه الشريعة الإسلامية في كتاب الله وفي سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي كتاب الله يقول الله تعالى ما ذكره السائل وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ويقول تعالى وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن فإذا كان الرجل مع الحاجة إلى مخاطبة المرأة ومكالمتها لا يُكالمها إلا من وراء حجاب فكيف إذا لم يكن هناك حاجة وقوله تعالى ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن يدل على أنه إذا حصل ما يُخالف ذلك كان فيه تلويث للقلب وزوال للطهارة ومن المعلوم أنه إذا كان هذا أطهر لقلوب أمهات المؤمنين فإن غيرهن أوْلى بالتطهير والبعد عما يلوّث القلب.
وعلى هذا فنقول إن القرأن دل على أن المرأة تبتعد عن الرجل وإذا دعت الحاجة إلى أن يكلمها فإنه يكلمها من وراء حجاب أما في السنّة فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام في الصلاة خير صفوف الرجال أولها وشرها ءاخرها وخير صفوف النساء ءاخرها وشرها أولها كل هذا من أجل أن تبتعد المرأة عن الرجل حتى في أماكن العبادة. نعم.

السائل : جزاكم الله خير الجزاء.

Webiste