تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما رأيكم في الذكر الجماعي وهل قول النبي صلى... - ابن عثيمينالسائل : يقول لقد سمعت كثيراً أن الذكر الجماعي بدعة ولا يجوز ولكن حسب علمي المتواضع اطلعت على بعض الأحاديث التي تُفيد أنه لا حرج في ذلك ومن تلك الأحاديث...
العالم
طريقة البحث
ما رأيكم في الذكر الجماعي وهل قول النبي صلى الله عليه وسلم :" ما جلس قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله يتدارسونه بينهم إلا حفتهم الملائكة .." الحديث . ولما خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه يذكرون الله فلم ينهاهم عن ذلك . هل فيهما دليل على جواز الذكر الجماعي وهل يتعارض الذكر الجماعي مع قوله تعالى :" واذكر ربك في نفسك تضرعا وخفية ودون الجهر من القول بالغدو والآصال " ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : يقول لقد سمعت كثيراً أن الذكر الجماعي بدعة ولا يجوز ولكن حسب علمي المتواضع اطلعت على بعض الأحاديث التي تُفيد أنه لا حرج في ذلك ومن تلك الأحاديث ما رواه مسلم بما معناه أنه ما جلس قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفّتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده " وأعتقد أن السيوطي أشار لهذا الحديث في كتابه "الحاوي للفتاوي" وبناء عليه قال : بجواز الذكر الجماعي ثم الحديث الأخر والذي معناه أن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج على جماعة من أصحابه فقال لهم ما أجلسكم؟ قالوا : جلسنا نذكر الله فلم يُنكر عليهم ذلك وواضح بأن الذكر هناك مطلق علماً بأن كل ذلك يتعارض ويتناقض مع ما جاء في ءاخر سورة الأعراف من قوله تعالى : واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال نرجوا أن توضّحوا لنا الصواب في هذا الموضوع وفقكم الله؟

الشيخ : الصواب في هذا الموضوع أن الحديث الذي أشار إليه السائل بل الحديثان في الذين يتدارسون كتاب الله ويتلونه وكذلك في القوم الذين يذكرون الله أن هذا مطلق فيُحمل على المقيّد المتعارف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ولم يكن من المتعارف بينهم أنهم يذكرون الله تعالى بلفظ جماعي أو يقرءون القرأن بلفظ جماعي وفي قوله ويتدارسونه بينهم يدل على أن هذه المدارسة تكون بالتناوب إما أن يقرأ واحد فإذا أتم قراءته قرأ الثاني ما قرأ الأول وهكذا وإما أن يكون كل واحد منهم يقرؤ جزءً ثم يقرؤ الأخر مما وقف عليه الأول هذا هو ظاهر الحديث.
وأما الحديث الأخر الذي فيه أنهم يذكرون الله تعالى فإنا نقول هذا مطلق فيُحمل على ما كان متعارفاً عليه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ولم يكن متعارفاً بينهم أن يجتمعوا وأن يذكروا بذكر واحد جماعة ويدلّك على هذا أن الصحابة رضي الله عنهم مع النبي صلى الله عليه وسلم في الحج كان منهم المكبّر ومنهم المهلل ومنهم الملبي فكل إنسان يذكر الله تعالى بنفسه.
وأما قوله تعالى : واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال فهذا المراد به الذكر الخاص للمرء وهو أيضاً مخصوص بما دلت عليه السنّة من الجهر به فإنه قد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا يُشرع الجهر بالذكر بعد الصلاة المكتوبة لأن هذا هو المعروف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأما قول بعض أهل العلم إن الإسرار به أفضل وإجابتهم عن حديث ابن عباس بأن ذلك للتعليم فإن فيه نظراً.

السائل : نعم.

الشيخ : وذلك لأن التعليم يحصل بدون هذا فإن الرسول عليه الصلاة والسلام قد علّم فقراء المهاجرين ماذا يقولونه دبر الصلاة قال عليه الصلاة والسلام : تسبحون وتحمدون وتكبّرون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ثم إن التعليم يحصل بالمرة الواحدة لا بأن يُحافظ عليه النبي عليه الصلاة والسلام في كل صلاة أو يُحافظون عليه في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام في كل صلاة.
ثم نقول سلّمنا أنه للتعليم فهو للتعليم في أصل الذكر وفي صفته بمعنى أن الرسول يعلمهم ما هو الذكر الذي يُقال في أدبار الصلوات وما كيفية تلاوة هذا الذكر والإتيان به أنه يكون جهراً وهذا هو القول الذي يؤيّده حديث ابن عباس المذكور وهو في صحيح البخاري. نعم.

السائل : نعم، جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.

Webiste