تم نسخ النصتم نسخ العنوان
غلط في كلمة لم يقصد الكلام فيها - اللجنة الدائمة الفتوى رقم (  7983  )   س: منذ أكثر من ثلاث سنوات هداني الله بعد ضلالة، وأحسست بنور الإيمان وحلاوته، ولكني استهترت ببعض الأمور مثل أن أجلس مع بعض الأصد...
العالم
طريقة البحث
غلط في كلمة لم يقصد الكلام فيها
اللجنة الدائمة
الفتوى رقم ( 7983 )
س: منذ أكثر من ثلاث سنوات هداني الله بعد ضلالة، وأحسست بنور الإيمان وحلاوته، ولكني استهترت ببعض الأمور مثل أن أجلس مع بعض الأصدقاء ممن ليسوا على قدر كبير من الالتزام، ويتكلمون في أمور شتى، منها السيئ، ولم أدرك خطورة هذه المجالس إلا عندما وجدت لساني ينساق مع أسلوبهم، ويخطئ حتى في الكلام في الدين، وهداني الله، فبعدت عن هذه المجالس، ومنذ حوالي عام أراقب لساني حتى لا يوردني المهالك، واستطعت في أحيان كثيرة التغلب على شهوة الكلام فيما لا يفيد، ومجاراة الناس في لغوهم، ولكني وقعت في ذنب أسأل الله سبحانه وتعالى منه السلامة، وهو أن أحد الأصدقاء قال لي: أنا عازمك على بارد، فوجدت نفسي أقول له: إذا عزمت فتوكل على الله، ولسوء حفظي لم أكن متيقنًا أنها آية في القرآن، وأخاف أن يكون كلامي تأويلاً في الآية، فنحن المصريين نقول: عازمك على شيء، بغرض الدعوة إلى وليمة أو إلى شرب عصير أو ما شابه، والآية تعني والله أعلم العزم على فعل الشيء والتوكل على
الله فيه، وقد ألبس علي الشيطان ووجدت لساني ينطق بالآية رغم ترددي أثناء قولها، وقبل إتمامها ندمت ندمًا شديدًا بعد ذلك، رغم أنها جاءت عفوية وفي لغو الحديث، وليست عمدًا في التأويل والعياذ بالله، ومضى على هذا الأمر أكثر من شهرين، ولكني سمعت شريطًا للشيخ عبد الحميد كشك يكفر فيه من يسخر من آيات الله عز وجل، أو يتلاعب بها، فدب الرعب في قلبي، وأخاف أن أكون ممن ينطبق عليهم ذلك، وأعيش الآن في قلق وضيق وخوف من أن أكون قد وقعت في المحظور، وأؤكد لفضيلتكم أن كلامي كان ردًا سريعًا عفويًا، ولم أستطع إمساك لساني، وأنوي الحج بإذن الله هذا العام، راجيًا التوبة من الله عز وجل من كل ذنوبي، وعازمًا على ألا أعود بإذنه تعالى، فما فتوى فضيلتكم فيما أخطأ لساني به، وهل الحج بإذن الله يكفر هذه السيئة ؟ جزاكم الله عنا كل خير.

ج: أولاً: احمد الله أن هداك للخـير، وقذف في قلبك نور الإيمان، ووفقك مجانبة أهل الشر والبعد عن مجالسهم، ونرجـو أن يثبتك الله على ذلك، ويزيدك من فضله توفيقًا وهدى. ثانيًا: إذا كانت حالك في الكلمة التي صدرت منك على ما ذكرت من أنها سبقت إلى لسانك دون قصد إلى ذكـر شيء من القرآن، وأنك مع ذلك نـدمت وتبت إلى الله، فـلا إثـم ولا حـرج
عليك. نسأل الله أن يعفو عنا وعنك. ثالثًا: إذا كنت لم تحج البيـت الحـرام وعندك استطاعة مـالاً وبدنًا فحج أداءً لفريضة الحـج، فإنها ركـن مـن أركـان الإسـلام، وبذلك تكسب أجرًا وزيادة ثواب وقوة صلة بالله، ويحط الله عنك الخطايا بتوفيقه وإحسانه. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

Webiste