الشيخ : هل يكتفى بالدليل العام على حكم مسألة خاصة ولا ما يكتفى ؟

السائل : لا يكتفى.

الشيخ : نعم سمعنا الأخ يقول لا يكتفى معناه أن جميع الأدلة العامة تسقط دلالتها على جميع أفرادها وهذا الشيء منكر هذا الدليل العام يكتفى به في الدلالة على جميع أفراده حتى يقوم دليل على التخصيص وهذا هو ميزة هذا الدين الإسلامي أن أدلته عامة لأجل أن تستوعب جميع ما يحدث من القضايا طيب لو قال قائل هذه الآية في غير الصائم وش نقوله ؟ نقول هات الدليل على أنها في غير الصائم الآية عامة ولهذا نقول إنه يكتفى بالدليل العام إذا استدللنا به على حكم مسألة خاصة لكن مع ذلك هذه المسألة والحمدلله فيها دليل عام وفيها دليل خاص ما هو الدليل الخاص أن الجاهل بالحكم لا يفسد صومه ؟

السائل : قوله تعالى : وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ففهمها عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه الخيط العادي فأخذ عقالين عقال أبيض وعقال أسود فبدأ يأكل ويشرب حتى بدأ يفرق بين العقالين ثم استفتى الرسول صلى الله عليه وسلم فأوضح له الأمر.

الشيخ : ولم يأمره بالقضاء بارك الله فيك سمعتم الدليل يا جماعة علي بن حاتم رضي الله عنه أراد أن يصوم فجعل تحت وسادته عقالين أحدهما أبيض والثاني أسود وجعل يأكل ويشرب وينظر إلى هذين العقالين فلما تبين له الأيض من الأسود أمسك فجاء يستفتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : إنما هو بياض النهار وسواد الليل ولم يأمره بالقضاء طيب ما هو الدليل على أن الجهل بالواقع لا يفسد الصوم الدليل الخاص ؟

السائل : الدليل الخاص حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنه قالت : أفطرنا في يوم غيم ثم ظهرت الشمس .

الشيخ : متى أفطروا ؟

السائل : في نهار رمضان.

الشيخ : لكن متى في أي زمن ؟

السائل : في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.

الشيخ : أحسنت قالت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما : أفطرنا في يوم غيم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثم طلعت الشمس والحديث صحيح في البخاري طيب ما وجه الدلالة ؟

السائل : ... إلينا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرها بالإعادة ... فعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمرهم لهذا.

الشيخ : ولما لم يأمرهم بهذا أنه ليس عليهم قضاء تمام يا جماعة استدلال جيد قال إن القضاء حكم وجوب القضاء عليهم حكم شرعي ولا لا ؟ حكم شرعي ولو كان قد حصل لنقله الصحابة فلما لم ينقله الصحابة رضي الله عنهم علم أنه لم يقم ولو كان واجبا لبينه النبي صلى الله عليه وسلم ونقل إلينا لأن الشريعة والحمد لله محفوظة.