تم نسخ النصتم نسخ العنوان
أمثلة للحق الذي يبيح قتل النفس المحرمة. - ابن عثيمينالشيخ : وقوله عز وجل :  إِلاَّ بِالْحَقِّ . سنضرب أمثلة للحق الذي يبيح قتل النفس المحرمة. منها : القصاص. القصاص بحق بمعنى : إذا قتل أحدٌ شخصاً وتمت شروط...
العالم
طريقة البحث
أمثلة للحق الذي يبيح قتل النفس المحرمة.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : وقوله عز وجل : إِلاَّ بِالْحَقِّ . سنضرب أمثلة للحق الذي يبيح قتل النفس المحرمة. منها : القصاص. القصاص بحق بمعنى : إذا قتل أحدٌ شخصاً وتمت شروط القصاص. هذا القاتل يقتل أو لا يقتل؟ يقتل وإلا لا؟ يقتل. لقول الله تعالى : النَّفْسَ بِالنَّفْسِ . وقول النبي صلى الله عليه وسلم : لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث. وذكر منها : النفس بالنفس. فيقتل. والقصاص، يا إخواني القصاص حياة. القصاص حياة ، يعني: زيد قتل عمراً فقتلنا زيدا. نقول: هذه حياة. قد قال بعض العلمانيين والمعترضين على الشريعة : كيف يكون حياة وقد قتل واحداً. والآن نقتل كم؟ اثنين. أين الحياة؟ فنقول : سبحان الله! إذا قتلنا هذا القاتل فكم ينكفُّ عن القتل من مجرمين؟ نعم. كثير، كثير. كل مجرم يهم بالقتل إذا علم أن مآله أن يقتل توقف. لأن شوف يا إخوة؟ أشد الناس حباً للحياة أبعدهم عن الإيمان. أفهمتم؟ أشد الناس حباً للحياة وكراهة للموت أبعد الناس عن الإيمان. بمعنى: أن أبعد الناس عن الإيمان هو أشد الناس حباً للحياة. قال الله تعالى : وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ إيش؟ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا . والمشرك لا يود الموت. لا يود الموت. اليهودي والنصراني ما يود الموت. قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمْ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوْا الْمَوْتَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ . المجرم لا يمكن أن يقدم على شيء وهو يعلم أنه سيقتل به أبداً. طيب. إذن : النفس بالنفس جائز وإلا غير جائز؟ جائز. وهل ينافي وصف عباد الرحمن؟ لا ، لأنه قتل بحق. والقتل بحق جائز. ومن القتل بحق : أن يرجم الزاني إذا تمت الشروط. الزنا - والعياذ بالله - قال الله فيه : وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً ، إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً . أيهما أشد وأقبح : الزنا أو نكاح ذوات المحارم؟ نكاح ذات المحارم. ولهذا قال عز وجل : وَلا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنْ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاءَ سَبِيلاً . وفي الزنا قال : إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً . ولهذا كان القول الراجح من أقوال العلماء : أن من زنا بأحد محارمه يقتل بكل حال حتى وإن لم يكن ثيباً. طيب. أقول : الزاني إذا زنا وهو محصن قد منَّ الله عليه بالنكاح. واستمتع بزوجته ثم زنا فيرجم على كل حال. يرجم إذا تمت الشروط. وكيف الرجم؟ يوقف ويجمع حصى ويأخذ الناس من هذا الحصى ويضربونه حتى يموت.
وهنا نسأل : أليس قتله بالسيف أهون؟ نعم. واحد يجاوب؟ نعم. بلى قتله بالسيف أهون. فلماذا قتل بالحجارة؟ نقول:
أولاً : حكم الله عز وجل لا تعترض عليه. قل: سمعنا وأطعنا. فإذا قلت: سمعنا وأطعنا فتح الله عليك. قل: سمعنا وأطعنا.
ثانيا : لا تظن أن الإسلام يفرق بين شيئين إلا لسبب. هذا الرجل الزاني الشهوة تعلقت بجميع بدنه ، لأن كل البدن مع الشهوة يهتز فينال من اللذة. فكان من المناسب إيش؟ أن نرجمه بالحجارة حتى يتألم جميع بدنه الذي تلذذ بالحرام. وهذه حكمة عظيمة. ولهذا قال العلماء : لا يجوز أن يرجم بحجارة كبيرة تقتله بأول مرة. ولا يجوز أن يقصد المقاتل بحيث يموت على طول. بل يفرق الأحجار على بدنه حتى يموت. إذن : زنا المحصن مبيح إيش؟ لقتله لكن بالرجم.
ثالثاً : اللواط، والعياذ بالله. وهو إتيان الذكر الذكر. هذه جريمة قال فيها نبي الله لوط لقومه : أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ . الفاحشة، لم يقل فاحشة. الفاحشة. وأل هذه تدل على كبر هذه الفاحشة. وهي والله كبيرة أعظم من الزنا والعياذ بالله. ولهذا وبخ لوط قومه قال : أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ . وإيش هذه الفطرة؟ فطرة مقلوبة. ولهذا قال : بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ يعني: مخالفون للفطرة. فإذا تلوّط رجل برجل وكلٌّ منهما بالغ غير مكره وجب قتلهما وجوباً حتى وإن لم يحصنا وإن لم يتزوجا. الزاني ما يرجم إلا إذا كان قد تزوج وجامع زوجته بالحلال. أما اللواط لا ، ما يشترط فيه هذ. يقتل الفاعل والمفعول به. والدليل : قول النبي صلى الله عليه وسلم : من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الصغير - واسمه : السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية -، قال : " إن الصحابة أجمعوا على قتل الفاعل والمفعول به. لكن اختلفوا : منهم من قال : يُصعد بهما إلى أعلى مكان في البلد ثم يلقيان منه ويتبعان بالحجارة، هذا قول. والقول الثاني : أنهما يرجمان رجم الزاني. القول الثالث : أنهما يحرقان بالنار ". وقد فعل ذلك أبو بكر رضي الله عنه وبعض الخلفاء ، لأن جريمتهم جريمة عظيمة ماهي بهينة. إذن مما يبيح القتل إيش؟ اللواط. هذا مما يبح القتل. ذكرنا إيش؟ القصاص، ايش؟ الزنا، اللواط.
الرابع: الحِرابة، الرابع: الحرابة. إيش الحرابة؟ الحرابة : هي قومٌ يتكتلون في الطرقات ومن مرّ من الناس أخذوا ماله وقتلوه. هؤلاء بيّن الله تعالى عقوبتهم في سورة المائدة فقال : إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا - بدأ بالتقتيل - أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ . هؤلاء يجب أن يقتَّلوا إذا قتلوا الناس حتى وإن لم يطالب أولياء المقتولين بالقتل. حتى ولو سمحوا بالقتل ، لأنهم يقتلون ردعاً لفسادهم. هناك أشياء أيضا ًمعروفة عند العلماء لا نطيل الكلام فيها. انتهى. انتهى الوقت؟ وهي معروفة والحمد لله عند الفقهاء رحمهم الله في كتاب الحدود وفي كتاب المرتد.
ولنتفرغ الآن للأسئلة لأنها كثيرة. وربما يكون فيها تعرض لبعض ما نريده. فليتفضل.

السائل : بسم الله الرحمن الرحيم.
جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء. هذه أسئلة عن صلاة الكسوف.

Webiste