الصلوات الواحدية وما يتبعها
اللجنة الدائمة
فتوى رقم ( 8760 ):
س: إلى حضرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الفاتحة × 7. وإلى حضرة غوث هذا الزمان وأعوانه وسائر أولياء الله رضي الله تعالى عنهم الفاتحة × 7. اللهم يا واحد يا أحد، يا واجد يا جواد. صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد في كل لمحة ونفس بعدد معلومات وفيوضاته وأمداده × 100. اللهم كما أنت أهله. صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا وشفيعنا وحبيبنا وقرة أعيننا محمد صلى الله عليه وسلم كما هو أهله، نسألك اللهم بحقه أن تغرقنا في لجة بحر الوحدة، حتى لا نرى ولا نسمع ولا نجد ولا نحيا ولا نتحرك ولا نسكن إلاَّ بها، وترزقنا تمام مغفرتك يا الله وتمام نعمتك يا الله وتمام معرفتك يا الله وتمام محبتك يا الله وتمام رضوانك يا الله وصل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه عدد ما أحاط به علمك وأحصاه كتابك. برحمتك يا أرحم الراحمين والحمد لله رب العالمين.
اللهم بارك فيما خلقت وهذه البلدة يا الله وفي هذه المجاهدة يا الله × 7. اللهم بحق اسمك الأعظم وبجاه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وببركة غوث هذا الزمان وأعوانه وسائر أوليائك يا الله يا الله يا الله رضي الله تعالى عنهم × 3. بلغ جميع العالمين نداءنا هذا واجعل فيه تأثيرًا بليغًا × 3. فإنك على كل شيء قدير وبالإِجابة جدير × 3. ففروا إلى الله × 7. وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا × 3. الفاتحة. هذه الصلوات الواحدية لتنوير القلوب وتزكيتها وللمعرفة بالله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
الكيفيات في العمل بهذه الصلوات الواحدية. الأولى: النية الخالصة لوجه الله تعالى لا غير، وأن يكون المرء عند العمل بها على الاهتمام ببذل الوسع في الاستحضار كأنه في حضرة الله سبحانه وتعالى وحضرة رسوله صلى الله عليه وسلم على الحقيقة مع الآداب الظاهرة والباطنة والإِجلال والإِكرام والتعظيم والمحبة الخالصة البالغة. الثانية: على مبتدئ العمل بهذه الصلوات الواحدية العمل بها بالأعداد المذكورة هناك أو أكثر في مجلس كل يوم وليلة أي ساعتهما الفارغة عنده، صباحًا أو مساءً أو غيرهما إلى أربعين، وله اختصار الأربعين بسبعة أيام لكن مع تضعيف الأعداد المذكورة عشرة، فالسبعة سبعين والمائة بألف والثلاثة بثلاثين وإذا فات قضى ما فاته ثم بعد إتمام الأربعين أو السبعة اتخذها وردًا، أي: يداوم على العمل بها كل يوم وليلة، أي: ساعتهما الفارغة عنده، والأحسن في الأعداد للورد بالزيادة المذكورة؛ لأنها على الأقل والإِمداد غالبًا بحسب الاستعداد، ولمن اتخذها وردًا نقص الأعداد من الكل أو البعض أو نقص بعض وزيادة بعض وللمبتدئ وغيره العمل بها جماعة أفضل، والحائض والنفساء لا تقرأ عند العمل بها بالفاتحة، ولا بآيات القرآن بنيته. الثالثة: من لم يحسن أو لم يمكن على قراءة هذه الصلوات
جميعها فليقرأ قبل إمكانه بعضها مكررًا قدر مدة قراءة الجميع بأعداد كل وهو ثلاثون دقيقة تقريبًا أو إلى فراغ قراءة الجماعة. إن كل العمل بجماعة أو الاكتفاء بقراءة كلمة يا سيدي يا رسول الله مكررًا بقدر المدة المذكورة ومن لم يحسن أو لم يمكن ولو على قراءة بعضها، فليمكث قدر تلك المدة مع الاهتمام ببذل الوسع والطاقة عند التكرار أو المكث في تلك المدة، كأنه على الحقيقة في حضرة الله سبحانه وتعالى وحضرة رسوله صلى الله عليه وسلم مع الآداب الظاهرة والباطنة والإِجلال والإِكرام والتعظيم والمحبة الخالصة والبالغة (مهمة) مطلوب مطلبًا أكيدًا فضلاً عمن عمل بهذه الصلوات الواحدية الاهتمام بجد واجتهاد على بذل الوسع والطاقة في تمرين اعتياد قلبه كل حال ووقت ومكان، بإدامة (لله بالله، وللرسول بالرسول، وللغوث بالغوث ويؤتي كل ذي حق حقه مع تقديم الأهم فالمهم ثم الأنفع فالأنفع يعني: في عدم الغفلة منها دائمًا مستمرًا، والمراد من (الله): أن ينوي المرء في كل من عمله الظاهري والباطني الموافق للشريعة، أي: المرضي عند الله والرسول صلى الله عليه وسلم واجبًا كان أو غيره من السنة والمباح بنية العبادة لله تعالى، لا غير، أي: لا للنفس؛ لقوله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ، وقوله تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
، وقوله صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات ، ولأن الشريعة وجود الأعمال لله تعالى (وبالله) شهود الأعمال الظاهرية والباطنية أنها بحول الله وقوته، أي: لا حول ولا قوة إلاَّ بالله، قال تعالى: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ، وقال تعالى: وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ، والحقيقة شهود الأعمال بالله، فمن ادعى وأحسن بأن له حولاً أو قوة أو فعلاً بنفسه فقد أشرك بنفسه الله القائم بنفسه (وللرسول) النية مع النية المذكورة في (لله باتباع) الرسول صلى الله عليه وسلم أي النية في عمله الموافق للشريعة أي غير المعاصي بنية العبادة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ، (وبالرسول) شهود العمل مما يرضى به الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وما عنده من النعم الظاهرية والباطنية دينيًّا كان أو دنيويًّا أو أخرويًّا من شفاعته وتربيته صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ، ولأنه أصل كل موجود والواسطة بين العبد وربه وبعث رحمة للعالمين، قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ .
وما ذكر من لله بالله وللرسول بالرسول وهو من مقتضى معنى الشهادتين على التحقيق (أشهد أن لا إله إلاَّ الله وأشهد أن محمدًا رسول الله) ويؤتي كل ذي حق حقه، أي إتيان الحقوق التي بيننا وبين الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم والناس والخلق أجمعين واجبًا كانت الحقوق أو غيره من السنة والمباح (وتقديم الأهم فالأهم ثم الأنفع فالأنفع) علينا في إتيان الحقوق التي لا يمكن اقترانه تقديم الأهم فالأهم، فإن كان على حد سواء في الأهم فتقديم الأنفع ثم الأنفع، أي: الأكثر والأكبر نفعًا عند الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم والناس والخلق أجمعين - نفعًا دينيًّا ودنيويًّا وأخرويًّا.
ج: إن ما يسمى بالصلوات الواحدية وما مهد به لها فيه كذب وكثير من البدع والشرك بالله تعالى والغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم. 1- فمن الكذب: ما جاء في السطر الأخير من القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم أصل كل موجود، فإنه صلى الله عليه وسلم وإن كان أشرف الخلق وأفضل الأنبياء عليهم السلام ليس أصل كل موجود ولا من أجله خلق الخلق، بل هو مولود من أبوين كغيره من بني آدم إلاَّ عيسى ابن مريم فإنه لا أب له، وخلق الخلق لعبادة الله وحده كما قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ . 2- ومن البدع في ذلك: قراءة الفاتحة للنبي صلى الله عليه وسلم سبع
مرات، وقراءتها لغوث الزمان وأولياء الله سبع مرات، فإن ذلك لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد رواه البخاري ومسلم، مع ما في ذلك من الشرك في قراءتها لمن سموه غوث الزمان وأعوانه. وكذا طلب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الله في كل لمحة ونفس وبعدد معلوماته وفيوضاته وإمداده وتحديدها بمائة مرة بدعة. ومن البدع الشنيعة: ما جاء في ص2 من قولهم: (نسألك اللهم بحقه أن تغرقنا في لجة بحر الوحدة حتى لا نرى ولا نسمع ولا نجد ولا نحس ولا نتحرك ولا نسكن إلاَّ بها.. فإن ذلك القول بوحدة الوجود والتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى الله أن يغرقهم في لجتها حتى يغيبوا عن الوجود فلا يكون لهم سمع ولا بصر ولا إحساس إلاَّ بهذه الوحدة، وهذا هو الكفر الفاضح والضلال المبين. ومن البدع الشركية أيضًا: نداؤهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدركهم واستغاثتهم به أن ينظر إليهم نظرة توصلهم إلى الله تعالى، وأن يأخذ بأيديهم، يتقربون بهذه الشركيات ونحوها ليزول ما بهم من ضيق وفرقة، وتفرج ما بهم من شدة وبلاء، ويرددون هذه الكلمات والأبيات الشركية مرات محدودة، وهيهات هيهات أن يجنى من
الشوك العنب، وأن يستخرج من الحنظل العسل، ومن البدع الشنيعة: حث المبتدئ على العمل بالصلوات الواحدية بأعداد محددة إلى أربعين يومًا، ويرخص للمريد أن يختصرها إلى سبعة أيام على أن يضاعف عدد الذكر بها، ثم بعد الأربعين يومًا أو الأيام السبعة يتخذها وردًا يداوم على العمل بها كل يوم وليلة صباحًا ومساءً، وما فاته من أعداد العمل بها قضاه.. إلى غير ذلك من شرع ما لم يأذن به الله مضاهٍ لشرع الله، سبحانك ربنا هذا بهتان عظيم. فلينظر العاقل الرشيد كيف شبه عليهم الشيطان حتى وقعوا في الشرك، وكيف زين لهم سوء عملهم حتى اتخذوه عبادة تقربهم إلى الله ويكسبوا بها قوة بعد ضعف ووحدة بعد فرقة وعزة بعد ذل، وكيف استحوذ عليهم الشيطان حتى استفزهم إلى أن يدعوا غيرهم إلى العمل بما وقعوا فيه من الشرك والبهتان؛ رجاء أن يصلوا إلى الحق عن طريق الباطل، وإلى الهدى عن طريق الضلال، وهيهات هيهات سبحانك هذا بهتان عظيم. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
س: إلى حضرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الفاتحة × 7. وإلى حضرة غوث هذا الزمان وأعوانه وسائر أولياء الله رضي الله تعالى عنهم الفاتحة × 7. اللهم يا واحد يا أحد، يا واجد يا جواد. صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد في كل لمحة ونفس بعدد معلومات وفيوضاته وأمداده × 100. اللهم كما أنت أهله. صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا وشفيعنا وحبيبنا وقرة أعيننا محمد صلى الله عليه وسلم كما هو أهله، نسألك اللهم بحقه أن تغرقنا في لجة بحر الوحدة، حتى لا نرى ولا نسمع ولا نجد ولا نحيا ولا نتحرك ولا نسكن إلاَّ بها، وترزقنا تمام مغفرتك يا الله وتمام نعمتك يا الله وتمام معرفتك يا الله وتمام محبتك يا الله وتمام رضوانك يا الله وصل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه عدد ما أحاط به علمك وأحصاه كتابك. برحمتك يا أرحم الراحمين والحمد لله رب العالمين.
اللهم بارك فيما خلقت وهذه البلدة يا الله وفي هذه المجاهدة يا الله × 7. اللهم بحق اسمك الأعظم وبجاه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وببركة غوث هذا الزمان وأعوانه وسائر أوليائك يا الله يا الله يا الله رضي الله تعالى عنهم × 3. بلغ جميع العالمين نداءنا هذا واجعل فيه تأثيرًا بليغًا × 3. فإنك على كل شيء قدير وبالإِجابة جدير × 3. ففروا إلى الله × 7. وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا × 3. الفاتحة. هذه الصلوات الواحدية لتنوير القلوب وتزكيتها وللمعرفة بالله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
الكيفيات في العمل بهذه الصلوات الواحدية. الأولى: النية الخالصة لوجه الله تعالى لا غير، وأن يكون المرء عند العمل بها على الاهتمام ببذل الوسع في الاستحضار كأنه في حضرة الله سبحانه وتعالى وحضرة رسوله صلى الله عليه وسلم على الحقيقة مع الآداب الظاهرة والباطنة والإِجلال والإِكرام والتعظيم والمحبة الخالصة البالغة. الثانية: على مبتدئ العمل بهذه الصلوات الواحدية العمل بها بالأعداد المذكورة هناك أو أكثر في مجلس كل يوم وليلة أي ساعتهما الفارغة عنده، صباحًا أو مساءً أو غيرهما إلى أربعين، وله اختصار الأربعين بسبعة أيام لكن مع تضعيف الأعداد المذكورة عشرة، فالسبعة سبعين والمائة بألف والثلاثة بثلاثين وإذا فات قضى ما فاته ثم بعد إتمام الأربعين أو السبعة اتخذها وردًا، أي: يداوم على العمل بها كل يوم وليلة، أي: ساعتهما الفارغة عنده، والأحسن في الأعداد للورد بالزيادة المذكورة؛ لأنها على الأقل والإِمداد غالبًا بحسب الاستعداد، ولمن اتخذها وردًا نقص الأعداد من الكل أو البعض أو نقص بعض وزيادة بعض وللمبتدئ وغيره العمل بها جماعة أفضل، والحائض والنفساء لا تقرأ عند العمل بها بالفاتحة، ولا بآيات القرآن بنيته. الثالثة: من لم يحسن أو لم يمكن على قراءة هذه الصلوات
جميعها فليقرأ قبل إمكانه بعضها مكررًا قدر مدة قراءة الجميع بأعداد كل وهو ثلاثون دقيقة تقريبًا أو إلى فراغ قراءة الجماعة. إن كل العمل بجماعة أو الاكتفاء بقراءة كلمة يا سيدي يا رسول الله مكررًا بقدر المدة المذكورة ومن لم يحسن أو لم يمكن ولو على قراءة بعضها، فليمكث قدر تلك المدة مع الاهتمام ببذل الوسع والطاقة عند التكرار أو المكث في تلك المدة، كأنه على الحقيقة في حضرة الله سبحانه وتعالى وحضرة رسوله صلى الله عليه وسلم مع الآداب الظاهرة والباطنة والإِجلال والإِكرام والتعظيم والمحبة الخالصة والبالغة (مهمة) مطلوب مطلبًا أكيدًا فضلاً عمن عمل بهذه الصلوات الواحدية الاهتمام بجد واجتهاد على بذل الوسع والطاقة في تمرين اعتياد قلبه كل حال ووقت ومكان، بإدامة (لله بالله، وللرسول بالرسول، وللغوث بالغوث ويؤتي كل ذي حق حقه مع تقديم الأهم فالمهم ثم الأنفع فالأنفع يعني: في عدم الغفلة منها دائمًا مستمرًا، والمراد من (الله): أن ينوي المرء في كل من عمله الظاهري والباطني الموافق للشريعة، أي: المرضي عند الله والرسول صلى الله عليه وسلم واجبًا كان أو غيره من السنة والمباح بنية العبادة لله تعالى، لا غير، أي: لا للنفس؛ لقوله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ، وقوله تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
، وقوله صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات ، ولأن الشريعة وجود الأعمال لله تعالى (وبالله) شهود الأعمال الظاهرية والباطنية أنها بحول الله وقوته، أي: لا حول ولا قوة إلاَّ بالله، قال تعالى: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ، وقال تعالى: وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ، والحقيقة شهود الأعمال بالله، فمن ادعى وأحسن بأن له حولاً أو قوة أو فعلاً بنفسه فقد أشرك بنفسه الله القائم بنفسه (وللرسول) النية مع النية المذكورة في (لله باتباع) الرسول صلى الله عليه وسلم أي النية في عمله الموافق للشريعة أي غير المعاصي بنية العبادة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ، (وبالرسول) شهود العمل مما يرضى به الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وما عنده من النعم الظاهرية والباطنية دينيًّا كان أو دنيويًّا أو أخرويًّا من شفاعته وتربيته صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ، ولأنه أصل كل موجود والواسطة بين العبد وربه وبعث رحمة للعالمين، قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ .
وما ذكر من لله بالله وللرسول بالرسول وهو من مقتضى معنى الشهادتين على التحقيق (أشهد أن لا إله إلاَّ الله وأشهد أن محمدًا رسول الله) ويؤتي كل ذي حق حقه، أي إتيان الحقوق التي بيننا وبين الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم والناس والخلق أجمعين واجبًا كانت الحقوق أو غيره من السنة والمباح (وتقديم الأهم فالأهم ثم الأنفع فالأنفع) علينا في إتيان الحقوق التي لا يمكن اقترانه تقديم الأهم فالأهم، فإن كان على حد سواء في الأهم فتقديم الأنفع ثم الأنفع، أي: الأكثر والأكبر نفعًا عند الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم والناس والخلق أجمعين - نفعًا دينيًّا ودنيويًّا وأخرويًّا.
ج: إن ما يسمى بالصلوات الواحدية وما مهد به لها فيه كذب وكثير من البدع والشرك بالله تعالى والغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم. 1- فمن الكذب: ما جاء في السطر الأخير من القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم أصل كل موجود، فإنه صلى الله عليه وسلم وإن كان أشرف الخلق وأفضل الأنبياء عليهم السلام ليس أصل كل موجود ولا من أجله خلق الخلق، بل هو مولود من أبوين كغيره من بني آدم إلاَّ عيسى ابن مريم فإنه لا أب له، وخلق الخلق لعبادة الله وحده كما قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ . 2- ومن البدع في ذلك: قراءة الفاتحة للنبي صلى الله عليه وسلم سبع
مرات، وقراءتها لغوث الزمان وأولياء الله سبع مرات، فإن ذلك لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد رواه البخاري ومسلم، مع ما في ذلك من الشرك في قراءتها لمن سموه غوث الزمان وأعوانه. وكذا طلب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الله في كل لمحة ونفس وبعدد معلوماته وفيوضاته وإمداده وتحديدها بمائة مرة بدعة. ومن البدع الشنيعة: ما جاء في ص2 من قولهم: (نسألك اللهم بحقه أن تغرقنا في لجة بحر الوحدة حتى لا نرى ولا نسمع ولا نجد ولا نحس ولا نتحرك ولا نسكن إلاَّ بها.. فإن ذلك القول بوحدة الوجود والتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى الله أن يغرقهم في لجتها حتى يغيبوا عن الوجود فلا يكون لهم سمع ولا بصر ولا إحساس إلاَّ بهذه الوحدة، وهذا هو الكفر الفاضح والضلال المبين. ومن البدع الشركية أيضًا: نداؤهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدركهم واستغاثتهم به أن ينظر إليهم نظرة توصلهم إلى الله تعالى، وأن يأخذ بأيديهم، يتقربون بهذه الشركيات ونحوها ليزول ما بهم من ضيق وفرقة، وتفرج ما بهم من شدة وبلاء، ويرددون هذه الكلمات والأبيات الشركية مرات محدودة، وهيهات هيهات أن يجنى من
الشوك العنب، وأن يستخرج من الحنظل العسل، ومن البدع الشنيعة: حث المبتدئ على العمل بالصلوات الواحدية بأعداد محددة إلى أربعين يومًا، ويرخص للمريد أن يختصرها إلى سبعة أيام على أن يضاعف عدد الذكر بها، ثم بعد الأربعين يومًا أو الأيام السبعة يتخذها وردًا يداوم على العمل بها كل يوم وليلة صباحًا ومساءً، وما فاته من أعداد العمل بها قضاه.. إلى غير ذلك من شرع ما لم يأذن به الله مضاهٍ لشرع الله، سبحانك ربنا هذا بهتان عظيم. فلينظر العاقل الرشيد كيف شبه عليهم الشيطان حتى وقعوا في الشرك، وكيف زين لهم سوء عملهم حتى اتخذوه عبادة تقربهم إلى الله ويكسبوا بها قوة بعد ضعف ووحدة بعد فرقة وعزة بعد ذل، وكيف استحوذ عليهم الشيطان حتى استفزهم إلى أن يدعوا غيرهم إلى العمل بما وقعوا فيه من الشرك والبهتان؛ رجاء أن يصلوا إلى الحق عن طريق الباطل، وإلى الهدى عن طريق الضلال، وهيهات هيهات سبحانك هذا بهتان عظيم. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
الفتاوى المشابهة
- هل يجوز للمريض أن يجمع الصلوات في وقت واحد ؟ - ابن عثيمين
- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم... - اللجنة الدائمة
- حكم الجمع بين الصلوات - ابن باز
- تفسير قوله تعالى: (فقالوا أبشرا منا واحدا نت... - ابن عثيمين
- حديث الأعرابي الذي قال للنبي صلى الله عليه و... - ابن عثيمين
- حكم الصلوات والتسبيح بأعداد كبيرة - ابن باز
- ما الأدعية المشروعة في مجالس الذكر وبعد الصلوات؟ - ابن باز
- تفسير الآية : (( فإن حآجوك فقل أسلمت وجهي لل... - ابن عثيمين
- جمع الصلوات - الفوزان
- ما حكم الاستدلال بالحديث ( خمس صلوات في اليوم... - الالباني
- الصلوات الواحدية وما يتبعها - اللجنة الدائمة