تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح أثر الحسن قال : " كانوا يرجون في حمّى ليلة... - الالبانيالشيخ : أما التالي فهو حسن ، وهو قوله :وعنه يعني الحسن قال : " كانوا يرجون في حمَّى ليلة كفَّارة لِمَا مضى من الذنوب " رواه ابن أبي الدنيا أيضاً ورواته ...
العالم
طريقة البحث
شرح أثر الحسن قال : " كانوا يرجون في حمّى ليلة كفَّارة لِمَا مضى من الذنوب ".
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : أما التالي فهو حسن ، وهو قوله :
وعنه يعني الحسن قال : " كانوا يرجون في حمَّى ليلة كفَّارة لِمَا مضى من الذنوب " رواه ابن أبي الدنيا أيضاً ورواته ثقات .
هذا الحديث ليس فيه التصريح برفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، لأنه أولا من رواية الحسن وهو الحسن البصري ، والحسن البصري قد عرفنا من دروسنا السابقة أنه رجل من أفاضل وكبار علماء التابعين وزهَّادهم وشجعانهم ، قد جمع كثيرا من الخصال التي قلَّما تتوفر في أفراد من الرجال ، إلا أنه من الناحية الحديثية فيه ما يمنع العالم بالحديث من الاحتجاج بحديثه في بعض الأحيان ، وذلك حينما يروى الحديث عن الصحابي ، بل وعمَّن دونه أيضا من التابعين بصيغة عن أو بصيغة قال أو بأيِّ صيغة أخرى لا يصرِّح فيها بسماعه للحديث من ذلك الصحابي أو غيره ، إذا لم يصرِّح بالسماع لا يحتج بحديثه مع جلالته وفضله، ذلك لأنه محشور عند العارفين بعلم الحديث ومصطلحه في زمرة المدلسين.
هذا الحديث نراه هنا أولا الحسن البصري لم يقل هنا عن صحابيٍّ معيَّن، وإنما ماذا قال؟ " كانوا يرجون " ، عن الحسن قال: " كانوا يرجون " فلم يذكر الرسول عليه السلام أولا مطلقا ، ثانيا: هنا نقطة حديثية أخرى " كانوا يرجون " الجمع هذا يعود إلى من " كانوا " ؟ إلى الصحابة أم إلى التابعين؟ هنا قاعدة عند علماء الحديث : إذا تكلم الصحابي فقال : " كانوا يرجون " أحد الصحابة ، فهو نصٌّ في أن الذين يعنيهم هم الصحابة ، أما إذا قال التابعي كما هنا : " كانوا " فهو يحتمل أنه يعني علماء زمانه يعني من التابعين ، ويمكن أنه يعني هؤلاء ومعهم بعض الصحابة الذين أدرَكَهم .
خلاصة القول : مثل هذا الحديث لا يُعطى له حكم المرفوع إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، لأنه أول ا لم يذكر فيه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مطلقا ، وثانيا لأن الذي يروي هذا الخبر هو تابعي وليس بصحابي ، لو كان الصحابي يقول هذا الكلام فيعني ذلك أن الصحابة كانوا يرجون.
على كلِّ حال الغرض من مثل هذا البحث وهذا التحقيق أنَّنا لا نزال مع أولئك الرَّاجين ، لا نقطع بفضل ما جاء في هذا الأثر عن الحسن البصري أن حمَّى ليلة كفارة الذُّنوب كلِّها ، لو كان حديثاً مرفوعا الرسول عليه الصلاة والسلام مُصرَّح في نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم لَعضَضْنا عليه بالنواجذ ، لكن ما هو إلا رواية من الحسن عن علماء عصره ، بأنهم كانوا يرجون من حمَّى ليلة تُصيب المسلم أنها كفَّارة للذنوب.
الحديث الذي بعده ضعيف السند.

Webiste