تفسير قوله تعالى: (( أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا )).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا هذا جزاؤهم. الغرفة وهي: الجنة. وسميت بذلك لأنها غرف غرف فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. نسأل الله أن يجعلني وإياكم من ساكنيها. أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا أي : بسبب صبرهم. قال أهل العلم : " والصبر ثلاثة أقسام : صبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله وصبر على أقدار الله المؤلمة ". ولنضرب لكل واحدة مثالاً :
الصبر على طاعة الله : أن يقاوم الإنسان نفسه ويحملها على فعل الطاعة. لو قام في آخر الليل في أيام الشتاء. ووجد الماء بارداً لكنه لا يضره. يحتاج إلى صبر أو لا يحتاج؟ يحتاج إلى صبر فليصبر وإن تألم بالبرد فإن إسباغ الوضوء على المكاره من الرباط. هذا صبر على طاعة الله. الصبر عن معصية الله : أن تهوِّن عليه نفسه النظر إلى النساء مثلاً ويحاول أن يمنعها. هذا صبر عن محارم الله.
الصبر على أقدار الله : لا يكاد يسلم أحد من بلاء ، من مرض ، من فقر ، من فقد أقارب ، من فقد أصحاب. المهم المصائب كثيرة. فليصبر على هذه الأقدار ، ويتحمل. - يرحمك الله - فليصبر على هذه الأقدار ، ويتحمل. فإن الله تعالى مع الصابرين. قال العلماء رحمهم الله : " ومقام الناس بالنسبة لأقدار الله أربعة مقامات : الأول : الجزع. والثاني : الصبر. والثالث : الرضا. والرابع : الشكر. كل إنسان يصاب بمصيبة لا بد أن يكون على حال من هذه الأحوال. الجزع : أنه إذا أصيب بالمصيبة جعل يلطم خده وينتف شعره ويدعو بالويل والثبور ويشق ثوبه. هذا عليه وزر. أو إذا مات له قريب جعل ينوح عليه نوح الحمام ولا يصبر. والنوح على الأموات من كبائر الذنوب حتى إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعن النائحة والمستمعة. يعني : التي تنوح والتي تستمع لها. ومن الناس والعياذ بالله من يزيد على هذا فيصعد إلى الجبل عند المصيبة ويتردى منه ، فيهلك نفسه أو يشرب سماً فيقتل نفسه ، أو يقتل نفسه بحديدة. لا يصبر. وهل هذا الذي يفعل ذلك هل ينجو من المصيبة؟ أجب! لا والله. بل لا يزداد إلا حسرة ، لأنه إذا مات وهو الذي قتل نفسه فإنه يعذب بما قتل به نفسه في نار جهنم. نسأل الله العافية! وما فعله هذا إلا كالمستجير من الرمضاء بالنار. الحالة الثانية : الصبر : وهو أن يتجرع مرارة المصيبة ، يتعب نفسياً من المصيبة. لكنه قد حمى سمعه وبصره وجوارحه. يتحمل ، فإن زاد على ذلك الاحتساب، أي: احتساب الأجر من الله على الصبر فهذا نور على نور.
الثالث : الرضا. الرضا معناه : أن الإنسان إذا أصيب بمصيبة قال : هذه من عند الله ورضي بها واستسلم ولم يكن في قلبه ذلك الحزن البالغ الذي قد يحمله على مكروه. بل هو يقول : أنا عبد الله عز وجل يفعل بي ما شاء ، إن أصابني بضراء صبرت فكان خيراً لي ، وإن أصابني بسراء شكرت فكان خيراً لي.
الرابع : الشكر. لكن كيف يشكر الإنسان على المصيبة؟ يشكر على المصيبة من وجهين :
الوجه الأول : أنه إذا قاسها بما هو أعظم شكر الله.
ثانيا : أنه إذا قاسها باعتبار أجرها شكر الله ، لأن الأجر خيرٌ من المصيبة. إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ .
الصبر على طاعة الله : أن يقاوم الإنسان نفسه ويحملها على فعل الطاعة. لو قام في آخر الليل في أيام الشتاء. ووجد الماء بارداً لكنه لا يضره. يحتاج إلى صبر أو لا يحتاج؟ يحتاج إلى صبر فليصبر وإن تألم بالبرد فإن إسباغ الوضوء على المكاره من الرباط. هذا صبر على طاعة الله. الصبر عن معصية الله : أن تهوِّن عليه نفسه النظر إلى النساء مثلاً ويحاول أن يمنعها. هذا صبر عن محارم الله.
الصبر على أقدار الله : لا يكاد يسلم أحد من بلاء ، من مرض ، من فقر ، من فقد أقارب ، من فقد أصحاب. المهم المصائب كثيرة. فليصبر على هذه الأقدار ، ويتحمل. - يرحمك الله - فليصبر على هذه الأقدار ، ويتحمل. فإن الله تعالى مع الصابرين. قال العلماء رحمهم الله : " ومقام الناس بالنسبة لأقدار الله أربعة مقامات : الأول : الجزع. والثاني : الصبر. والثالث : الرضا. والرابع : الشكر. كل إنسان يصاب بمصيبة لا بد أن يكون على حال من هذه الأحوال. الجزع : أنه إذا أصيب بالمصيبة جعل يلطم خده وينتف شعره ويدعو بالويل والثبور ويشق ثوبه. هذا عليه وزر. أو إذا مات له قريب جعل ينوح عليه نوح الحمام ولا يصبر. والنوح على الأموات من كبائر الذنوب حتى إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعن النائحة والمستمعة. يعني : التي تنوح والتي تستمع لها. ومن الناس والعياذ بالله من يزيد على هذا فيصعد إلى الجبل عند المصيبة ويتردى منه ، فيهلك نفسه أو يشرب سماً فيقتل نفسه ، أو يقتل نفسه بحديدة. لا يصبر. وهل هذا الذي يفعل ذلك هل ينجو من المصيبة؟ أجب! لا والله. بل لا يزداد إلا حسرة ، لأنه إذا مات وهو الذي قتل نفسه فإنه يعذب بما قتل به نفسه في نار جهنم. نسأل الله العافية! وما فعله هذا إلا كالمستجير من الرمضاء بالنار. الحالة الثانية : الصبر : وهو أن يتجرع مرارة المصيبة ، يتعب نفسياً من المصيبة. لكنه قد حمى سمعه وبصره وجوارحه. يتحمل ، فإن زاد على ذلك الاحتساب، أي: احتساب الأجر من الله على الصبر فهذا نور على نور.
الثالث : الرضا. الرضا معناه : أن الإنسان إذا أصيب بمصيبة قال : هذه من عند الله ورضي بها واستسلم ولم يكن في قلبه ذلك الحزن البالغ الذي قد يحمله على مكروه. بل هو يقول : أنا عبد الله عز وجل يفعل بي ما شاء ، إن أصابني بضراء صبرت فكان خيراً لي ، وإن أصابني بسراء شكرت فكان خيراً لي.
الرابع : الشكر. لكن كيف يشكر الإنسان على المصيبة؟ يشكر على المصيبة من وجهين :
الوجه الأول : أنه إذا قاسها بما هو أعظم شكر الله.
ثانيا : أنه إذا قاسها باعتبار أجرها شكر الله ، لأن الأجر خيرٌ من المصيبة. إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ .
الفتاوى المشابهة
- تتمة الكلام على الصبر أنواعه وصور من صبر الأ... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (وتواصوا بالصبر) - ابن عثيمين
- الكلام على الصبر أنواعه وصور من صبر الأنبياء... - ابن عثيمين
- صفة الصبر وما جاء فيه . - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- بيان فضيلة الصبر، وذكر أنواع الصبر. - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (فاصبر على ما يقولون) - ابن عثيمين
- الصبر - الفوزان
- أنواع الصبر. - ابن عثيمين
- تتمة تفسير قول الله تبارك وتعالى:(( أُوْلَئِ... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (( أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ ا... - ابن عثيمين