تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما حكم قراءة إمام المسجد القرآن في الميكريفون... - الالبانيالشيخ : غيرهالسائل : يقول السائل هنا يا شيخ: ذكرتم في بعض الأشرطة المسجلة لكم في جدة أنه لا يجوز لإمام المسجد أن يقرأ القرآن في الميكريفون في الصلاة الج...
العالم
طريقة البحث
ما حكم قراءة إمام المسجد القرآن في الميكريفون في الصلاة الجهرية ؟ وما هو الدليل ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : غيره

السائل : يقول السائل هنا يا شيخ: ذكرتم في بعض الأشرطة المسجلة لكم في جدة أنه لا يجوز لإمام المسجد أن يقرأ القرآن في الميكريفون في الصلاة الجهرية فما الدليل ؟

الشيخ : أنا لم أقل هكذا، كلامي فيه دقّة، قلت شيئين اثنين: لا يجوز إعلان الإقامة بالمذياع بحيث تُسمع خارج المسجد، لأن الإقامة لإعلان أهل المسجد كذلك لا يجوز إذاعة قراءة الإمام بمكبر الصوت إلى خارج المسجد، لأنه هناك أدب ذكرناه في بعض مجالسنا اليوم مأخوذ من قول ربنا تبارك وتعالى: { وإذا قُرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم تُرحمون }، فمفاجأة الناس الذين ليسوا في صلاة ليسوا في المسجد وهم في أعمالهم وهم في دورهم وبيوتهم بقراءة القرآن جهراً خارج المسجد فيه إيقاع للناس في الحرج، وهم بين أحد أمرين: إما أن يعطّلوا أعمالهم لأجل أن يتفرغوا لتحقيق الآية السابقة: { فاستمعوا له وأنصتوا } وإما أن يُعرضوا عن تطبيق هذا الأمر الإلهي ويكون سبب في ذلك: هو هذه الأذاعة التي خرجت عن حدود الواجب، فالواجب هو تسميع جماعة المصلين في المسجد، أما خارج المسجد فليس مكلّفاً الإمام أن يُسمعهم سواء كان هذا الإسماع في الصلوات الخمس أو يوم الجمعة، أما لو كان هناك درس أو وعظ وليس فيه تلاوة القرآن إلا نادرًا جداً فلا بأس بذلك.
فإذن قول السائل أنني قلت لا يجوز أن نستعمل مكبر الصوت في قراءة القرآن ليس على إطلاقه نستعمله بحسب الحاجة، وقد قلت حينئذ أنه في الأذان يستعمل مكبر الصوت، وليسمع من بَعُد جدا جدا عن المسجد فهذا لا ضرر فيه، أما القرآن الذي يجب أن يتأدب معه وأن يُنصت وأن يسكت فهذا ينبغي أن يكون في حدود الموجودين في المسجد.
مثلاً هذا المسجد الذي صلينا فيه اليوم كان فيه صفين أو ثلاثة لا أدري فما الداعي أن يلعلع صوت المؤذن يشمل المسجد كله ويشمل البيوتات المحيطة للمسجد.

السائل : القارئ وليس المؤذن.

الشيخ : القارئ نعم أو المقيم، لا ينبغي رفع الصوت بالقرآن في المسجد بحيث يخرج عن دائرة المسجد، لما فيه من الحرج بالنسبة للسامعين للإمام، كذلك الإقامة لا ضرورة أبدًا إلا تسميع من كان في المسجد، ولذلك نجد في حديث أصل تشريع الأذان في قصة الرؤية التي لا بد أنكم سمعتموها أو قرأتموها أن المسلمين في أول الأمر لم يكن يومئذ الأذان مسموعاً، وإنما كان ينبه بعضهم بعضًا بكلمة الصلاة أو حضرت الصلاة أو نحو ذلك، كما يفعل بعض المسلمين حتى اليوم وبعد شرعية الأمام بالأذان لهذه السنين طويلة.
فاجتمع أو جمع الرسول عليه السلام ناسًا من أصحابه اختارهم ليتشاور معهم بوسيلة يتخذونها لإعلام الناس بحضور وقت الصلاة، فاختلفت الآراء في ذلك فما بين قائل باتخاذ نار عظيمة، تلفت أنظار الناس ويتبعون بها لحضور وقت الصلاة، فأبى ذلك عليه الصلاة والسلام وقال: "هذا شعار المجوس، وقال آخر: نضرب عليه بالبوق، قال: هذا شعار اليهود، قال ثالث نضرب عليه بالناقوس، قال هذا شعار النصارى" وانفض المجلس ولم يتّخذوا رأياً، أحدهم رأى في المنام كأنه يمشي في بعض طرق المدينة فرأى رجلاً في يده ناقوس قال له: أتبيعني هذا الناقوس يا عبد الله؟ قال: لم؟ قال لنضرب عليه في أوقات الصلاة، قال: ألا أدلك على ما هو خير من ذلك؟ فقام على جنب جدر، أي هناك كان جدار انهدم وبقي له أصل، لأننا نعلم بالمشاهدة أن الجدار لما ينهدم يبقى له أصل مرتفع عن الأرض بعض الشيء فقام هذا الشخص على هذا الجدر أي هذا الأصل من الجدار ووضع أصبعيه في أذنيه وأذن هذا الأذان المعروف حتى الآن: الله أكبر الله أكبر إلى أن قال: لا إله إلا الله.
نزل من الجنب إلى الأرض وأقام الصلاة، فنجد فرقًا بين الأذان وبين الإقامة في أصل هذا الحديث الذي فيه شرعية الأذان والإقامة في أول الأمر.
فالإقامة كما هو معروف في كتب الحديث والفقه لإعلام أهل المسجد بأن الصلاة قد أقيمت، أما الأذان فإعلام لمن كان خارج المسجد بأن الصلاة قد حضر وقتها فتهيؤوا لها: حي على الصلاة حي على الصلاة لا يقول المؤذن هنالك قد قامت الصلاة، وإنما يقول ذلك في المسجد لأن المخاطَب بالإقامة إنما هم أهل المسجد.
فإذن ينبغي استعمال مكبر الصوت بحكمة وهي في الواقع نعمة خلقها الله عز وجل في هذا العصر الحاضر كما خلق لنا هذه الوسائل التي تيسر تسجيل العلم ونقله بأدنى جهد ووسيلة.
كذلك المذياع هذا ومكبر الصوت فهو نعمة ولكن يجب أن يوضع كل شيء في محلّه، فالأذان يذاع ، والإقامة لا تذاع إلا في المسجد، وقراءة القرآن أيضًا من الإمام في المسجد وليس لخارج المسجد.

السائل : يا شيخ أمس، أمس لما واجهتنا نفس المشكلة لما صلينا العشاء جمع تقديم بعد المغرب كان الإمام يصلي المغرب وكان صوته يلبس علينا وعليك كإمام أتذكره؟ لما صلينا العشاء.

الشيخ : لا ما أذكره وين صلينا؟

السائل : في مسجد الشيخ جمال، كان الإمام يصلي المغرب ونحن نصلي العشاء جمع تقديم.

الشيخ : نعم هذا مثال صحيح وهذا يعني مما يؤكد أن هذه الإذاعة تشوش أيضًا على أهل البيوت الذين هم يكونون من النساء الاتي لا يجب عليهن أن يحضرن للمسجد، أو من كان مثلنا، كما يذكرنا الأخ جمال هنا المسافرين لا يجب عليهم أن يحضروا للمسجد لكن يجب عليهم أن يصلوا جماعة، هؤلاء القوم المسافرين يجب عليهم أن يصلوا جماعة لكن ليس جماعة المسجد فإن حضروا جماعة المسجد فكم مسافرين الذين يصلون الجمعة فإذا صلوا الجمعة وهي غير واجبة عليهم فقد سقطت عنهم فريضة الظهر، وإن لم يصلوها فعليهم أن يصلوها جماعةً في رحالهم في منزلهم في أي مكان آخر أدركتهم الصلاة.
فإذن هذا مثال آخر يذكرنا به آنفاً ليكشف لكم ويؤكد لكم ضرر إذاعة قراءة الإمام في الصلاة إلى خارج المسجد، نعم.

Webiste