تم نسخ النصتم نسخ العنوان
الجواب عن استدراك ابن رُشيد على الإمام مسلم في... - الالبانيالسائل : قد اعترض ابن رُشيد على مسلم بأن الراوي إذا عاصر الراويَ عنه وثبت سماعه منه مع البراءة من التدليس ؛ فإن روايته عنه بصيغة ليست نصًّا في السماع تُ...
العالم
طريقة البحث
الجواب عن استدراك ابن رُشيد على الإمام مسلم في مسألة اشتراط اللقاء وعدمه في ثبوت السماع .
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : قد اعترض ابن رُشيد على مسلم بأن الراوي إذا عاصر الراويَ عنه وثبت سماعه منه مع البراءة من التدليس ؛ فإن روايته عنه بصيغة ليست نصًّا في السماع تُحمل على الاتصال قطعًا .

الشيخ : هذا الرد على مَن ؟

السائل : على مسلم يعني في حكمه ... .

الشيخ : لماذا ... ؟

السائل : يعني هو يرد عليه .

سائل آخر : لسا ما كمل كلامه .

السائل : إي الكلام ما انتهى .

سائل آخر : يعني هذا رأي مسلم الذي سيردُّه ابن رُشيد في الكلام الآتي لسا ما انتهى ، هو يقول : قد اعترض ابن رُشيد على مسلم في هذا الكلام .

الشيخ : آ .

السائل : لسا الاعتراض ما .

الشيخ : تفضل .

السائل : بأن الراوي إذا عاصر الراوي عنه ، وثبت سماعه منه مع البراءة من التدليس ؛ فإن روايته عنه بصيغة ليست نصًّا في السماع تُحمل على الاتصال قطعًا ، أما مع عدم ثبوت اللقاء فلا يُقطع معها بالاتصال ، لأن الأول إذا روى عمن سمع منه بالعنعنة ما لم يسمع منه كان مدلِّسًا وهو ليس كذلك ، فيُقطع بالسماع بخلاف مَن لم يثبت سماعه منه ؛ فما الجواب عن ذلك ؟

الشيخ : ما فهمت أنا وين الاعتراض ؟

السائل : يعني : أنه إذا روى عن شيخه وهو قد سمع منه ؛ لأن البخاري يشترط السماع ولو مرَّة ، فإذا كان سمع منه مع البراءة من وَصمة التدليس فتُحمل عنعنته فيما بعد ذلك على الاتصال ، لأنه بريء من التدليس ، أما مع عدم السماع فلو أنه روى عنه بصيغة تحتمل السماع وغيره ؛ فإنه يعني لا ، التدليس لا ينفي عنه لأنه قد يرسل .

سائل آخر : يتكلم عن اللقاء شيخنا ، يعني استدراك ابن رُشيد على الإمام مسلم في قضية اللقاء وعدمه .

الشيخ : عدم اشتراطه اللقاء .

السائل : اللقاء نعم .

سائل آخر : فلذلك يقول : أما مع عدم ثبوت اللقاء يبدو لي أنه من هنا استدراك ابن رُشيد .

السائل : إي نعم .

سائل آخر : أما مع عدم ثبوت اللقاء فلا يُقطع معها بالاتصال ؛ لأن الأول إذا روى عمَّن سمع منه بالعنعنة ما لم يسمع منه كان مدلِّسًا ، وهو ليس كذلك ، فيُقطع بالسماع بخلاف من لم يثبت سماعه منه . الكلام مش واضح جيدًا ، آ شيخنا ؟

الشيخ : أنا كنت كتبت كلمة حول الموضوع تذكر وين ؟
الطالب : في " السلسلة الصحيحة " في المجلد السادس في كلمة في تعقيباتكم على " إغاثة اللهفان " شيخنا - أيضًا - ، لكن ما رأيناها ، إنما ذكرتها لنا .

الشيخ : أنا عندي رد على الذين ينتصرون لاشتراط اللقاء ، لكن الآن ما لي مستحضر الجواب عن هذه الشبهة ، شوف لي إياه . ذكرت في بعض تعليقاتي وتخريجاتي أن اشتراط البخاري للَّقاء وعدم اكتفائه بالمعاصرة هذا شرط كمال وليس شرط صحة ؛ لأني وجدت تلميذه البار " أبا عيسى الترمذي " في كتابه المعروف بـ " السنن " قد ذكر حديثًا وحسَّنه ونقل تحسينه عن الإمام البخاري ، وليس هناك اشتراط في الراوي أو في أحد الرواة عن شيخه ثبوت اللقاء ، هذا كتبته في بعض التخريجات والتعليقات ، ولا أريد أن أذهب بعيدًا ؛ فما الذي يحضرك الآن وهَيْ أخونا " أبو الحارث " حاضر ونستفيد من المناقشة معه ، فأقول : يا أبا الحارث أنا أورد على ابن رُشيد هذا ما أورَدَه على مسلم .

السائل : تعكس عليه ؟

الشيخ : إي نعم ، فأنا أقول : هذا الاحتمال الذي طرَّقَه على مسلم أنا أطرِّقه عليه باعتبار أنه تبنَّى مذهب البخاري وهو اشتراط اللقاء ، فأنا أقول : الاحتمال يرد ؛ يعني ألا يجوز لرجل أن يكون سمع من شيخه وثبت لقاؤه منه كثيرًا وكثيرًا جدًّا ألا يجوز أن يدلِّس ؟

السائل : ممكن .

الشيخ : يجوز ، فما الفرق إذًا بين هذا التطريق وذاك التطريق ؟ الاحتمال وارد على المذهبين تمامًا ولا فرق إطلاقًا ، فأنا أرجو إن كان عندك شيء الآن يعني تطرحه نسمعه ، وإلا فتفكِّر فيه .

السائل : يقولون مع نفي التدليس ، يعني فضيلتكم قلتم : إنه يرد عليه أنه يدلس ، لكنه قال : مع نفي التدليس عنه ، يعني أن .

الشيخ : كيف ننفي التدليس ؟

السائل : يعني الراوي الذي يروي عمَّن سمع منه وهو ليس مدلِّسًا .

الشيخ : كيف عرفنا أنه ليس مدلِّسًا ؟

السائل : يعني لم يثبت أنه مدلِّس .

الشيخ : وهذا - أيضًا - يُقال في نفس مذهب مسلم : لم يثبت أنه مدلِّس .

السائل : لم يثبت أنه مدلِّس ، لكن قد يكون يُرسل .

الشيخ : وذاك أيضًا ، أليس هناك أئمة كثيرون - مثلًا - مثل سعيد بن المسيب روى عن أبي هريرة كثيرًا وعن غيره مع ذلك يُرسل ، كلُّ هذا وارد ؛ لذلك كما قلنا نحن : عدم العلم بالشيء لا يستلزم العلم .

السائل : يرسل عن أبي هريرة ؟

الشيخ : ها ؟

السائل : يرسل عن أبي هريرة ؟

الشيخ : يرسل عن رسول الله .

السائل : لا ، يرسل عن الراوي نفسه .

الشيخ : طيب .

السائل : يعني أنه لما لم يكن مدلِّسًا ، فإذا انتفى عنه التدليس وروى عنه بالعنعنة قد يكون قد روى عنه بواسطة ، وأسقط هذه الواسطة .

الشيخ : ويكون مدلِّسًا .

السائل : لا يكون مدلِّسًا ؛ لأنه ما سمع منه .

الشيخ : ويكون مدلِّسًا إذا أسقط الواسطة .

السائل : إذا أسقطه وهو لم يسمع منه يُوصف بالتدليس ؟ وهو ما سمع منه .

الشيخ : مثال سعيد .

السائل : عن أبي هريرة .

الشيخ : سمع عن أبي هريرة .

السائل : نعم ، فإذا روى عنه .

الشيخ : روى حديثًا عن أبي هريرة وبينه وبين أبي هريرة واسطة ، فأسقط الواسطة .

السائل : ورواه عن أبي هريرة .

الشيخ : إي ، ألا يكون مدلِّسًا ؟

السائل : يكون مدلِّسًا .

الشيخ : طيب !

السائل : فإذا انتفى عنه التدليس .

الشيخ : كيف نفينا عنه التدليس ؟

السائل : يعني أن .

الشيخ : السؤال الآن أرجوك أن نقف ، كيف ننفي التدليس ؟ نحن لا نستطيع أن نقول إلا أننا لا نعلم أن فلانًا يدلِّس .

السائل : مع عدم ثبوت التدليس عنه .

الشيخ : في فرق بين هذه العبارة وبين قولي آنفًا ؟ لا نعلم أن فلانًا مدلِّس .

السائل : لا نعلم أنه مدلِّس .

الشيخ : في فرق ؟

السائل : إي نعم ، لا نعلم أنه مدلِّس أدق طبعًا .

الشيخ : طيب ، فنحن نقول : أيُّ راوٍ روى عن شيخ له على مذهب مسلم طرَّقوا عليه احتمال أنه دلَّس عنه .

السائل : نعم .

الشيخ : احتمال .

السائل : نعم .

الشيخ : طيب ، نفس الاحتمال نطرِّقه على مذهب البخاري ، وقلت أكثر من مرة ولا فرق ، وإذا كان هناك فرق فهات لنشوف ؟

السائل : يعني يقولون - مثلًا - إنه لما لم يشتهر لم يكثر من التدليس فالأصل الحكم على غلبة الظن .

الشيخ : تقول : لم يكثر من التدليس ، بحثنا الآن هل ثبت التدليس أم لا ؟ هل ثبت نفي التدليس أم لا ؟ إثبات التدليس أمر واقعي .

السائل : نعم .

الشيخ : نافي التدليس أمر عدمي .

السائل : عدمي نعم .

الشيخ : يعني لا نعلم أنه دلَّس .

السائل : لا نعلم .

الشيخ : وعلى هذا نمشي .

السائل : نعم .

الشيخ : على هذا نمشي ، لأنه ما يجوز اتِّهام المسلم بشيء فيه مغمز ومطعن فيه إلا إذا ثَبَتَ ذلك ، فأيُّ راوٍ سواء كان يروي عمَّن عاصره أو عمَّن لَقِيَه من حيث الاحتمال يحتمل أن يدلِّس عمَّن لَقِيَه ولا يحتمل ، فإن ثبت احتمال أنه دلَّس صار مدلِّسًا وأخذنا حذرنا ، أما إذا لم يثبت لا نأخذ حذرَنا منه سواء كان يروي عمَّن عاصَرَه أو كان يروي عمَّن لَقِيَه ؛ لا فرق بين الأمرين ، شو طلع معك يا أستاذ في شيء ؟

سائل آخر : في أشياء شيخنا ، اللهم بارك .

السائل : لا ، يعني يحتمل أن يكون أرسل مش دلَّس ، أرسل .

سائل آخر : يعني روى عمَّن .

السائل : لم يسمَّع منه .

سائل آخر : عمَّن لم يسمع .

السائل : لأنه ما ثبت السماع عندنا .

سائل آخر : الإرسال الخفي .

السائل : يعني الآن هو ثبت المعاصرة .

الشيخ : معليش يا أخي ، لكن كونه عم نفرِّق الآن بين دلَّس وبين أرسل .

السائل : إي .

الشيخ : طيب ، سواء نريد أن نقول : يحتمل أنه دلَّس أو يحتمل أنه أرسل ؛ هل بالاحتمال يُطعن في الراوي الثقة ؟

السائل : لا ، يُطعن في الاتصال ، ما يطعن في الراوي .

الشيخ : هو هذا ، الراوي الثقة يقول عمَّن عاصره : قال فلان .

السائل : نعم ، عن فلان .

الشيخ : معليش ، نحن هلق بينه وبين الشَّيخ ما بدنا نسلسل الرواية ، بينه وبين الشَّيخ المعاصِر مع المعاصَر .

السائل : قال : عن فلان .

الشيخ : قال : عن فلان .

السائل : نعم .

الشيخ : طيب ، هذا الراوي يروي عن هذا الشَّيخ بالعنعنة .

السائل : نعم .

الشيخ : نقول : فيه احتمال التدليس كنَّا نقول .

السائل : إي .

الشيخ : الآن صرت تقول : الإرسال .

السائل : نعم .

الشيخ : طيب ، هذا الاحتمال شو وزنه ؟ هل كل احتمال له وجاهة من النظر ؟ شو وزنه ؟ إذا نحن كنَّا نسوق الحديث آنفًا أنُّو كما يحتمل أن يكون هذا دلَّس ، وهكذا أظن جاء في التحرير هنا ، الآن رفعنا كلمة تدليس وحلَّ مكانها الإرسال ؛ أليس كذلك ؟

السائل : نعم ، الإرسال نعم .

الشيخ : مثل ما يرد هذا الاحتمال من إرسال الراوي المعاصر للراوي عنه .

السائل : نعم .

الشيخ : يرد مثله التدليس ، التدليس من الراوي الذي روى عن شيخه الذي عاصَرَه بالعنعنة .

السائل : وسمع منه .

الشيخ : لَقِيَه وسمع منه ، لكن روى عنه بالعنعنة ، روى عنه بالعنعنة .

السائل : نعم .

الشيخ : أنا أعيد الصورة السابقة ، كما يحتمل ذاك الإرسال بالنسبة لِمَن روى عمَّن عاصَرَه ولم يثبت لقاؤه ، كذلك يحتمل التدليس من هذا الراوي الذي روى عمَّن لَقِيَه ، لكن روى عنه بالعنعنة ؛ ألا يحتمل أن يكون دلَّس ؟

السائل : لكن يقولون : إنه يشترط فيه أن لا يكون مدلِّسًا .

الشيخ : صار دورة ، من أين عرفنا أنه ليس بمدلِّس ؟

السائل : لم يُوصف بالتدليس .

الشيخ : هذا هو .

السائل : هذا كلام الشَّيخ من الأول لم يثبت عليه تدليس .

سائل آخر : ما وصف بالتدليس .

الشيخ : وهذا أيضًا .

السائل : فالأصل أنه غير مدلِّس .

الشيخ : -- ... وينك ؟ أنت قولي له في عنده ضيوف ، اعتذري له --
يعني الاحتمال ولو الآن اختلف لفظًا ، لكن هو من حيث المعنى وارد ، جوابك أنه ما وُصِفَ بالتدليس .

السائل : ما وصف ، نعم .

الشيخ : وهذا - أيضًا - لم يُوصف بالإرسال كما تقول أنت الآن ، هذا - أيضًا - لم يُوصف بالإرسال .

سائل آخر : هذه الاحتمال انتبهت ؟

السائل : نعم .

الشيخ : يعود الكلام ليس كلُّ احتمال له وجاهة من النظر ، وعلى هذا جرى الإمام مسلم وجرى جمهور علماء المسلمين ، أنا ذكرت عن يمكن في هذا البحث وفي غيره : الإمام النووي في مقدمة " صحيح مسلم " يميل إلى مذهب البخاري ، لكنه في المصطلح مالَ إلى مذهب مسلم ، عمليًّا لا يمكن إلا الاعتماد على مذهب مسلم إلا إذا ثَبَتَ تدليس هذا المعاصر ، طيب ما سمعت أنا أنت .

سائل آخر : والله - يا شيخنا - حقيقة في أنت الآن كلمتك الأخيرة ذكَّرتني بكلمة هنا بتقول بأن هذا فيه هدم يعني .

الشيخ : أكيد ، ما عم أقول لك .

سائل آخر : خلينا نشوف أول شيء هنا ثم نرجع إلى هذا .

الشيخ : نعم .

Webiste