كلمة من فضيلة الشيخ في حث إخوانه وأحبابه على الصدقة للمجاهدين الأفغان.
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : نعم .
الطالب : فضيلة الشَّيخ ، إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يستنحُ الفرص مع أحبائه من الصحابة ليُرشدهم إلى ما فيه خير دينهم ودُنياهم ، فعندما جاءَه قوم مجتابي النمار ، فقراء الحال ، حثّ الصحابة على الصدقة ، فهؤلاء القوم الذين حضروا إلى هذا المسجد يُحبونك في الله ، فهل لك أن تُحيي سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وتحثّ هؤلاء الأحباء على دفع الصدقات للمجاهدين الأفغان ، الذين يعيشون حياة صعبة في جبال البرد والثلوج يجاهدون الشيوعية الحمراء ، تفضل جزاكم الله خير .
الشيخ : ما في شيء جديد غير ما سبق ، إيش في أنا ما فهمتُ جيدًا ؟
الطالب : هنالك صناديق للتبرعات في المسجد ، هؤلاء الأحبة الذين أحبوك في الله لو وجهت لهم كلمة لكي يتبَرَّعوا في هذه الصناديق .
الشيخ : هذا السؤال يُذكرني بما جاء في " صحيح مسلم " من حديث جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه - : " أنَّ قومًا من الأعراب دخلوا على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وعليهم نمار " ؛ أي : عباءات أو بطانيَّات . يقول الراوي : " مجتابي النمار ، متقلِّدي السيوف " ؛ أي : قد فتحوا طاقة في تلك البطانيات لنقل ، وأدخلوا رؤوسهم حتى يتدفؤوا من البرد . قال : " عامَّتهم من مضر ، بل كلهم من مضر ، فلما رآهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تمعَّرَ وجهه ؛ أي : أسفًا وحزنًا عليهم ، وقال لأصحابه - عليه الصلاة والسلام - : وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقناكُم مِّن قَبلِ أَن يَأتِيَ أَحَدَكُمُ المَوتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَولَا أَخَّرتَنِي إِلَى أَجَل قَرِيب فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّـالِحِينَ ، ثم قال لهم - عليه الصلاة والسلام - مؤكدًا لهم ما جاء من الأمر في الآية الكريمة بالصدقة فقال : تصدَّق رجلٌ بدرهمه ، بديناره ، بصاع برِّه ، بصاع شعيره ؛ أي : ليتصدَّق كلٌّ منكم بما يتيسر له من الصدقة ، بصاع برِّه ، أو على الأقل بصاع شعيره ، فما أتمَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - خطبته وتذكيره لأصحابه إلا قام واحدٌ من أصحابه لينطلق إلى داره ويعود من فوره إلى مجلس النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ليضع بين يديه ما تيسَّر له من طعام أو دراهم أو دنانير ، فلما رأى بقية أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ما فعل صاحبهم قام كل منهم إلى بيته ليعود أيضًا بما تيسر له من صدقة ، فوُضعت أمام الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ، قال جرير : فاجتمع أمام النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - من الطعام والدراهم والدنانير كأكوام الجبال ، فلما رأى ذلك رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - تهلَّل وجهه كأنه مُذهبة أي : تنوّر وجهه - عليه السلام - كالفضة المطلية بالذهب ، تلألأ فرحًا باستجابة أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لأمره لهم بالصدقة ، ثم قال مشجعًا للمسلمين أن يقتدوا بالرجل الأول الذي جاء بالصدقة قبل الآخرين ، قال بهذه المناسبة الحديث الصحيح المشهور ، والذي يضعه المبتدعة في غير موضعه الصحيح ، قال - صلى الله عليه وآله وسلم - بهذه المناسبة : من سنَّ في الإسلام سُنة حسنةً فله أجرها ، وأجرُ من عمل بها إلى يوم القيامة ؛ دون أن ينقص من أجورهم شيئًا ، ومن سنَّ في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ، ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ؛ دون أن ينقص من أوزارهم شيئًا ، فأنا أحضُّكم بحضِّ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لأصحابه على الصدقة ، والصدقة الآن من البُرِّ والشعير لا تُفيد ، وإنما الذي يُفيد إنما هي الدراهم والدنانير ، فتصدَّقوا كما قال - عليه السلام - في الحديث الآخر : تصدَّقوا ولو بشق تمرة كناية أن هذه الصدقة مهما كانت ضئيلة وخفيفة ، فصدقة مع صدقة مع صدقات تُغني أقوامًا ، وتُشبع جياعًا فتصدَقوا ولو بِشق تمرة ، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة ، والكلمة الطيبة هنا بالنسبة لإخواننا المجاهدين من الأفغانيين أو العرب المساعدين لهم إنما هي على الأقل الدعاء لهم بأن ينصرهم الله - عز وجل - نصرًا مؤزَّرًا قريبًا على عدوهم .
الطالب : فضيلة الشَّيخ ، إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يستنحُ الفرص مع أحبائه من الصحابة ليُرشدهم إلى ما فيه خير دينهم ودُنياهم ، فعندما جاءَه قوم مجتابي النمار ، فقراء الحال ، حثّ الصحابة على الصدقة ، فهؤلاء القوم الذين حضروا إلى هذا المسجد يُحبونك في الله ، فهل لك أن تُحيي سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وتحثّ هؤلاء الأحباء على دفع الصدقات للمجاهدين الأفغان ، الذين يعيشون حياة صعبة في جبال البرد والثلوج يجاهدون الشيوعية الحمراء ، تفضل جزاكم الله خير .
الشيخ : ما في شيء جديد غير ما سبق ، إيش في أنا ما فهمتُ جيدًا ؟
الطالب : هنالك صناديق للتبرعات في المسجد ، هؤلاء الأحبة الذين أحبوك في الله لو وجهت لهم كلمة لكي يتبَرَّعوا في هذه الصناديق .
الشيخ : هذا السؤال يُذكرني بما جاء في " صحيح مسلم " من حديث جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه - : " أنَّ قومًا من الأعراب دخلوا على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وعليهم نمار " ؛ أي : عباءات أو بطانيَّات . يقول الراوي : " مجتابي النمار ، متقلِّدي السيوف " ؛ أي : قد فتحوا طاقة في تلك البطانيات لنقل ، وأدخلوا رؤوسهم حتى يتدفؤوا من البرد . قال : " عامَّتهم من مضر ، بل كلهم من مضر ، فلما رآهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تمعَّرَ وجهه ؛ أي : أسفًا وحزنًا عليهم ، وقال لأصحابه - عليه الصلاة والسلام - : وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقناكُم مِّن قَبلِ أَن يَأتِيَ أَحَدَكُمُ المَوتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَولَا أَخَّرتَنِي إِلَى أَجَل قَرِيب فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّـالِحِينَ ، ثم قال لهم - عليه الصلاة والسلام - مؤكدًا لهم ما جاء من الأمر في الآية الكريمة بالصدقة فقال : تصدَّق رجلٌ بدرهمه ، بديناره ، بصاع برِّه ، بصاع شعيره ؛ أي : ليتصدَّق كلٌّ منكم بما يتيسر له من الصدقة ، بصاع برِّه ، أو على الأقل بصاع شعيره ، فما أتمَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - خطبته وتذكيره لأصحابه إلا قام واحدٌ من أصحابه لينطلق إلى داره ويعود من فوره إلى مجلس النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ليضع بين يديه ما تيسَّر له من طعام أو دراهم أو دنانير ، فلما رأى بقية أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ما فعل صاحبهم قام كل منهم إلى بيته ليعود أيضًا بما تيسر له من صدقة ، فوُضعت أمام الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ، قال جرير : فاجتمع أمام النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - من الطعام والدراهم والدنانير كأكوام الجبال ، فلما رأى ذلك رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - تهلَّل وجهه كأنه مُذهبة أي : تنوّر وجهه - عليه السلام - كالفضة المطلية بالذهب ، تلألأ فرحًا باستجابة أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لأمره لهم بالصدقة ، ثم قال مشجعًا للمسلمين أن يقتدوا بالرجل الأول الذي جاء بالصدقة قبل الآخرين ، قال بهذه المناسبة الحديث الصحيح المشهور ، والذي يضعه المبتدعة في غير موضعه الصحيح ، قال - صلى الله عليه وآله وسلم - بهذه المناسبة : من سنَّ في الإسلام سُنة حسنةً فله أجرها ، وأجرُ من عمل بها إلى يوم القيامة ؛ دون أن ينقص من أجورهم شيئًا ، ومن سنَّ في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ، ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ؛ دون أن ينقص من أوزارهم شيئًا ، فأنا أحضُّكم بحضِّ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لأصحابه على الصدقة ، والصدقة الآن من البُرِّ والشعير لا تُفيد ، وإنما الذي يُفيد إنما هي الدراهم والدنانير ، فتصدَّقوا كما قال - عليه السلام - في الحديث الآخر : تصدَّقوا ولو بشق تمرة كناية أن هذه الصدقة مهما كانت ضئيلة وخفيفة ، فصدقة مع صدقة مع صدقات تُغني أقوامًا ، وتُشبع جياعًا فتصدَقوا ولو بِشق تمرة ، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة ، والكلمة الطيبة هنا بالنسبة لإخواننا المجاهدين من الأفغانيين أو العرب المساعدين لهم إنما هي على الأقل الدعاء لهم بأن ينصرهم الله - عز وجل - نصرًا مؤزَّرًا قريبًا على عدوهم .
الفتاوى المشابهة
- رد الشيخ على بعض الشبهات المتعلقة بإفراد النبي... - الالباني
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين
- الصدقة وفضلها - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- شرح الشيخ لحديث من سن في الإسلام سنة حسنة، وأن... - الالباني
- شرح قول المصنف وقوله : ( ومن أصدق من الله حد... - ابن عثيمين
- ما واجب المجاهدين العرب في أفغانستان إذا كان ه... - الالباني
- ما نصيحتكم لقادة المجاهدين الأفغان بعد انتصاره... - الالباني
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- كلمة من فضيلة الشيخ في حث إخوانه وأحبابه على ا... - الالباني