تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي ال... - الالبانيالشيخ : لذلك كان من جزاء هؤلاء يوم القيامة ما جاء في هذا الحديث :  فيقول الله عزوجل لمن يشاء من ملائكته: ائتوهم فحيوهم، فتقول الملائكة: ربنا نحن سكان سم...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : ( فيقول الله عزوجل لمن يشاء من ملائكته: ائتوهم فحيوهم، فتقول الملائكة: ربنا نحن سكان سمائك ... ) . وفيه مسألة اعتقادية وهي: أيهما أفضل الملائكة أم البشر ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : لذلك كان من جزاء هؤلاء يوم القيامة ما جاء في هذا الحديث : فيقول الله عزوجل لمن يشاء من ملائكته: ائتوهم فحيوهم، فتقول الملائكة: ربنا نحن سكان سمائك وخيرتك من خلقك أفتأمرنا أن نأتي هؤلاء فنسلم عليهم في هذا الحديث فائدة اعتقادية هامَّة طالما اختلف فيها علماء الكلام، وهي مسألة معروفة في كتب التوحيد وكتب العقائد وهي: هل الملائكة أفضل أم البشر ؟!
ولذلك لما كان معلومًا أن البشر فيهم الصالح فيهم الطالح كان تعبير بعض العلماء: " أن صالحي البشر أفضل من الملائكة "، وبعضهم قال العكس : " الملائكة أفضل من صالحي البشر "، وبعضهم توقف ومنهم الإمام أبو حنيفة رحمه الله، والتوقف هو الموقف التي تقتضيه القواعد العلمية الشرعية حينما لا يوجد نص صريح في القضية، لا من كتاب ولا من سنة نبوية، أما وقد وجدنا هذا النص وهو بين أيديكم حيث أن الملائكة حينما يؤمرون من ربنا تبارك وتعالى يوم القيامة أن يأتي أولئك الفقراء المهاجرين الموصوفين بتلك الصفات السابقة يؤمرون أن يأتوهم ويُحيوهم فيقول الملائكة: نحن سكان سمائك أولًا: هذه الجملة فيها إشارة للتفضيل، نحن سكان سمائك ولسنا سكان أرضك والسماء أفضل من الأرض، وما ذلك إلا لما فيها من السكان من الملائكة الموصوفين بأنهم: لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، وما ذلك إلا كما جاء في بعض الأحاديث الصحيحة: لا يوجد في السماء موضع شبر إلا وفيها لله ملك قائم أو راكع أو ساجد، فتشير الملائكة إشارة، ثم تفصح بصريح العبارة بأن الملائكة أفضل لأنهم سكان السماء، والسماء أفضل من الأرض، ثم يصرحون فيقولون: وخيرتك من خلقك إذن هذا الحديث يقطع النزاع ويرفع الجدال في المسألة السابقة الذكر فنقول كما قالت الملائكة: نحن خيرتك من خلقك ، فملائكة الله أفضل وأخير عند الله من أي خلق من خلق الله تبارك وتعالى بدليل هذا الحديث.
وقد يقول قائل: إن هذه المسألة لا تستحق البحث الطويل، فأقول وهو كذلك ولكن بقيد واحد: حينما لا يوجد مثل هذا النص، أما وقد بُحثت المسألة وسُوّدت فيها صفحات عديدة وأقرب هذه الكتب إلى السُّنة هو كتاب شرح الطحاوية، ومع ذلك الرجل مع أنه وقف الموقف الذي يمليه عليه العلم الصحيح وهو عدم البت بترجيح الملائكة على صالحي البشر أو العكس لأنه لم يستحضر هذا الحديث، مع ذلك فقد سوّد صفحتين أو أكثر وفي النتيجة لم يصل إلى شيء لأنه قال: ما دام أنه لا يوجد في القضية نص فالأولى التوقف، هذا الموقف هو الصحيح، ومادام أن الموضوع قد بُحث طويلًا فلا بأس علينا من أن نذكر بهذه الفائدة التس تضمنها هذا الحديث وأن نربطها بذلك الخلاف الطويل العريض فنقول: إذا سمعتم هذا الخلاف فاقطعوه وانتهوا منه بشهادة الملائكة على أنفسهم وقولهم لربهم: نحن سكّان سمائك وخيرتك من خلقك أفتأمرنا أن نأتي هؤلاء فنسلم عليهم قال إنهم كانوا عبادً -أو عُبّادً لعل هذا أولى- يعبدوني لا يُشركون بي شيئًا، وتُسد بهم الثغور وتُتقى بهم المكاره، ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاءً، قال: فتأتيهم الملائكة عند ذلك فيدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار .

Webiste