ما صحة حديث: لا يستشير الرجل أباه ولا تستشير المرأة زوجها ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : طيب ما صحة الحديث الذي قال لا يستشير الرجل أباه ولا تستشير المرأة زوجها؟ هذا أمس قرأناه لا تستشير المرأة زوجها ولا يستشير الولد أباه. فيروحون يجاهدون في أفغانستان، هذا صحيح الكلام ؟
الشيخ : أنت قلت ما صحة الحديث وهذا ليس بحديث، وإنما هو كلام العلماء، وكلام العلماء في هذه القضية مجمع عليه لا خلاف فيه، لكن الخلاف يأتي من ناحية أخرى وهي أن الآن الجهاد في أفغانستان مثل ما أنت سألت آنفا يعني واجب أو فرض على كل المسلمين فهنا يصير خلاف بين المشايخ اليوم، وربما سمعت منهم من يقول كما أعتقد أنا أنه فرض عين على كل مستطيع، ومنهم من يقول فرض كفاية، ومعلوم أن معنى فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين، فمن قال بأنه فرض عين حينئذ لا يستأذن لا من أبوه ولا من أمه ولا من زوجته، وهذا له تفصيل سأذكره فيما بعد، ولكن من قال بأن هذا الجهاد إنما هو فرض كفاية فيقول: ينبغي استشارة الوالدين وينبغي استئذانهما، لما هو ثابت في *صحيح البخاري* وغيره أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: جئت لأجاهد معك وقد تركت أبوي يبكيبان فقال: ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما هذا الجهاد هو الجهاد الكفائي وليس الجهاد العيني، لأنك تعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما أقام الدولة المسلمة في المدينة المنورة ما كان يخرج بجميع الناس لأنه تخلو المدينة مثلًا من أئمة من مجاهدين من مدافعين إلخ، وإنما يأخذ بقدر ما يساعده على نقل الدعوة من دائرة المدينة مثلاً والطائف ونحوها مما كان الإسلام الذي حل فيها إلى جهات أخرى لا يزال الناس فيها على شركهم وضلالهم، فالجهاد في سبيل نقل الدعوة هذا ليس فرض عين وإنما هو فرض كفاية، أما الجهاد في سبيل طرد العدو الذي احتل بلاد المسلمين فهذا فرض عين.
ولكن فرض العين هذا من حيث أنه يشمل كل مستطيع هذا لا شك فيه إطلاقاً، لكن الآن لو تخيلنا أن الملايين المملينة من المسلمين كلهم استجابوا لدعوة الجهاج في سبيل الله هؤلاء ما تسعهم أرض أفغانستان كلها، ولذلك فالفرض العين هنا بمقدار الاستطاعة أيضًا بمقدار الاستطاعة أن يحلوا في أرض وأن تتيسر لهم وسائل الدفاع والطعام والشراب ونحو ذلك.
هذا المقدار ما حل في أفغانستان أبدًا، بدليل أن الظفر والنصر الذي اقترن طيلة التسع سنوات أو عشر سنوات الآن وقف، لماذا وقف؟ لأن الإمدادات التي كانت تأتيهم من قبل سواء من الأسلحة أو الأموال أو الأغذية أو الأشخاص فهذا تخلف، ولذلك تخلف الجهاد، فقيام فكرة أن هذا الجهاد ليس فرض عين يثبّط الهمم، الشباب الذي كان تائقاً للجهاد في سبيل الله لما يسمع أقوال متناقضة متنافرة، هذا الشيخ يقول فرض عين وهذا بقول لأ فرض كفاية هذاك اللي بقول فرض عين بقولك لا يُستأذن الوالد ولا والوالدة وهذا بقولك لا بد استئذان الوالد والوالدة بصير في بلبلة في أذهان الشباب المتحمس للجهاد في سبيل الله، بصير في فتور وبصير النصر هاد ينكمش على بعضه ويقف أمام الأعداء لا هو يستطيع أن يتخلص من الأعداد بالكلية الذي كان المظنون بسبب الإنتصارات الرائعة ، ولا هو أيش بينهزم لا سمح الله وتعود المشكلة كما كانت من قبل، ولذلك يجب أن يُمد هؤلاء بكل وسيلة بكل قوة، سواء في العدة أو العدد إي نعم.
نرجع بقا الذين يجدون في أنفسهم القوة والاستعداد ويشملهم النفير العام، هؤلاء قد يكون لهم والد أو والدة أو كليهما معاً نعم، من شخص إلى آخر.
رُب والدين عجوزين مثلًا ،لهما ولد يخدمهما فإذا راح للجهاد لم يبق من يخدمهما، فهو يبقى عندهما لأنه يجب عليه وجوبًا عينياً أن يخدمهما.
لكن نفترض صورة ثانية: هذول الوالدين العجوزين عندهما ولدين أقوياء فإذا ذهب أحدهما وبقي الآخر وكان الآخر صالحاً يقول بخدمة والديه حينئذ هذا الذي يريد أن يجاهد لا يستشير والديه لأنه يقوم بديله أخوه، وهكذا ، هذه صورتين الآن هنا، ويمكن أن نأتي بصورة أخرى وهي: والدان قويّان يخدمان أنفسهما بأنفسهما ليسا بحاجة إلى ولدهما أن يخدمهما فهذا أيضًا لا يستأذنهما لأنهما ليسا بحاجة إليه أي هو لا يجب أن يخدمهما وجوباً عينياً لأنهما يقومان بهذا الواجب بنفسهما، ولذلك أنا أقول لهؤلاء الشباب حينما يريد أن يقص علي قصته أن له والدان وله أخ مثلا أكبر منه قليلاً أو أصغر منه قليلاً فهل يجوز لي ؟
أنا لا أستطيع أن أقول يجب عليك الجهاد أو لا يجب عليك لأن الصورة التي هو يعيشها أنا لا أستطيع أن أتصورها بتمامها، من الذي يستطيع أن يتصورها؟ هو هذا الملكلّف، لذلك أنا أقول له اتقي الله عز وجل ويجب أن تعلم أن الجهاد في أفغانستان فرض عين حتى يُخرج العدو هاد من جلال آباد أو من العاصمة كابول، فإذا مثلًا خرج هؤلاء الشيوعيون وصارت البلاد للمسلمين حينئذ انتهى هذا الفرض، ولا يزال تحقيق هذا الفرض قائماً كما هو معروف لدى الجميع، لكن أنا ما أستطيع أن أقول لفلان يجب عليك أو لا يجب عليك، لأنه هو عليه أن يدرس حالة أبيه حالة أمه إذا كان وحيدًا حالة أبويه وحالة شقيقه إذا كان يستطيع هذا الأخ أو الشقيق أن يقوم بالواجب الذي كان يقوم به، هذه القضايا كلها يجب أن تُدرس دراسة دقيقة حتى في النهاية نستطيع أن نقول فرض عين على هذا الإنسان الذهاب إلى أفغانستان أو ليس بفرض عليه.
الشيخ : أنت قلت ما صحة الحديث وهذا ليس بحديث، وإنما هو كلام العلماء، وكلام العلماء في هذه القضية مجمع عليه لا خلاف فيه، لكن الخلاف يأتي من ناحية أخرى وهي أن الآن الجهاد في أفغانستان مثل ما أنت سألت آنفا يعني واجب أو فرض على كل المسلمين فهنا يصير خلاف بين المشايخ اليوم، وربما سمعت منهم من يقول كما أعتقد أنا أنه فرض عين على كل مستطيع، ومنهم من يقول فرض كفاية، ومعلوم أن معنى فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين، فمن قال بأنه فرض عين حينئذ لا يستأذن لا من أبوه ولا من أمه ولا من زوجته، وهذا له تفصيل سأذكره فيما بعد، ولكن من قال بأن هذا الجهاد إنما هو فرض كفاية فيقول: ينبغي استشارة الوالدين وينبغي استئذانهما، لما هو ثابت في *صحيح البخاري* وغيره أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: جئت لأجاهد معك وقد تركت أبوي يبكيبان فقال: ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما هذا الجهاد هو الجهاد الكفائي وليس الجهاد العيني، لأنك تعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما أقام الدولة المسلمة في المدينة المنورة ما كان يخرج بجميع الناس لأنه تخلو المدينة مثلًا من أئمة من مجاهدين من مدافعين إلخ، وإنما يأخذ بقدر ما يساعده على نقل الدعوة من دائرة المدينة مثلاً والطائف ونحوها مما كان الإسلام الذي حل فيها إلى جهات أخرى لا يزال الناس فيها على شركهم وضلالهم، فالجهاد في سبيل نقل الدعوة هذا ليس فرض عين وإنما هو فرض كفاية، أما الجهاد في سبيل طرد العدو الذي احتل بلاد المسلمين فهذا فرض عين.
ولكن فرض العين هذا من حيث أنه يشمل كل مستطيع هذا لا شك فيه إطلاقاً، لكن الآن لو تخيلنا أن الملايين المملينة من المسلمين كلهم استجابوا لدعوة الجهاج في سبيل الله هؤلاء ما تسعهم أرض أفغانستان كلها، ولذلك فالفرض العين هنا بمقدار الاستطاعة أيضًا بمقدار الاستطاعة أن يحلوا في أرض وأن تتيسر لهم وسائل الدفاع والطعام والشراب ونحو ذلك.
هذا المقدار ما حل في أفغانستان أبدًا، بدليل أن الظفر والنصر الذي اقترن طيلة التسع سنوات أو عشر سنوات الآن وقف، لماذا وقف؟ لأن الإمدادات التي كانت تأتيهم من قبل سواء من الأسلحة أو الأموال أو الأغذية أو الأشخاص فهذا تخلف، ولذلك تخلف الجهاد، فقيام فكرة أن هذا الجهاد ليس فرض عين يثبّط الهمم، الشباب الذي كان تائقاً للجهاد في سبيل الله لما يسمع أقوال متناقضة متنافرة، هذا الشيخ يقول فرض عين وهذا بقول لأ فرض كفاية هذاك اللي بقول فرض عين بقولك لا يُستأذن الوالد ولا والوالدة وهذا بقولك لا بد استئذان الوالد والوالدة بصير في بلبلة في أذهان الشباب المتحمس للجهاد في سبيل الله، بصير في فتور وبصير النصر هاد ينكمش على بعضه ويقف أمام الأعداء لا هو يستطيع أن يتخلص من الأعداد بالكلية الذي كان المظنون بسبب الإنتصارات الرائعة ، ولا هو أيش بينهزم لا سمح الله وتعود المشكلة كما كانت من قبل، ولذلك يجب أن يُمد هؤلاء بكل وسيلة بكل قوة، سواء في العدة أو العدد إي نعم.
نرجع بقا الذين يجدون في أنفسهم القوة والاستعداد ويشملهم النفير العام، هؤلاء قد يكون لهم والد أو والدة أو كليهما معاً نعم، من شخص إلى آخر.
رُب والدين عجوزين مثلًا ،لهما ولد يخدمهما فإذا راح للجهاد لم يبق من يخدمهما، فهو يبقى عندهما لأنه يجب عليه وجوبًا عينياً أن يخدمهما.
لكن نفترض صورة ثانية: هذول الوالدين العجوزين عندهما ولدين أقوياء فإذا ذهب أحدهما وبقي الآخر وكان الآخر صالحاً يقول بخدمة والديه حينئذ هذا الذي يريد أن يجاهد لا يستشير والديه لأنه يقوم بديله أخوه، وهكذا ، هذه صورتين الآن هنا، ويمكن أن نأتي بصورة أخرى وهي: والدان قويّان يخدمان أنفسهما بأنفسهما ليسا بحاجة إلى ولدهما أن يخدمهما فهذا أيضًا لا يستأذنهما لأنهما ليسا بحاجة إليه أي هو لا يجب أن يخدمهما وجوباً عينياً لأنهما يقومان بهذا الواجب بنفسهما، ولذلك أنا أقول لهؤلاء الشباب حينما يريد أن يقص علي قصته أن له والدان وله أخ مثلا أكبر منه قليلاً أو أصغر منه قليلاً فهل يجوز لي ؟
أنا لا أستطيع أن أقول يجب عليك الجهاد أو لا يجب عليك لأن الصورة التي هو يعيشها أنا لا أستطيع أن أتصورها بتمامها، من الذي يستطيع أن يتصورها؟ هو هذا الملكلّف، لذلك أنا أقول له اتقي الله عز وجل ويجب أن تعلم أن الجهاد في أفغانستان فرض عين حتى يُخرج العدو هاد من جلال آباد أو من العاصمة كابول، فإذا مثلًا خرج هؤلاء الشيوعيون وصارت البلاد للمسلمين حينئذ انتهى هذا الفرض، ولا يزال تحقيق هذا الفرض قائماً كما هو معروف لدى الجميع، لكن أنا ما أستطيع أن أقول لفلان يجب عليك أو لا يجب عليك، لأنه هو عليه أن يدرس حالة أبيه حالة أمه إذا كان وحيدًا حالة أبويه وحالة شقيقه إذا كان يستطيع هذا الأخ أو الشقيق أن يقوم بالواجب الذي كان يقوم به، هذه القضايا كلها يجب أن تُدرس دراسة دقيقة حتى في النهاية نستطيع أن نقول فرض عين على هذا الإنسان الذهاب إلى أفغانستان أو ليس بفرض عليه.
الفتاوى المشابهة
- هل الإعداد للجهاد فرض عين أم فرض كفاية .؟ - ابن عثيمين
- كيف يكون الجهاد في مصر إذا كان الجهاد فرض عين... - الالباني
- حديث : ( ففيهما جاهد ) هل هذا لمَن كان وحيدًا... - الالباني
- هل الجهاد في أفغانستان فرض عين ؟ - الالباني
- البلاد الأفغانية وحكم الجهاد فيها ، مع الكلام... - الالباني
- ما حكم خروج بعض الشباب للجهاد في أفغانستان ووا... - الالباني
- ما حكم الجهاد في أفغانستان وإذن الوالدين في ذلك ؟ - الالباني
- ما صحة القول: "ما خاب مَن استشار..."؟ - ابن باز
- هل تُستشار المرأة؟ - ابن باز
- السائل : ما صحة حديث : " لا يستشر الولد أباه و... - الالباني
- ما صحة حديث: لا يستشير الرجل أباه ولا تستشير ا... - الالباني