تم نسخ النصتم نسخ العنوان
توضيح الشيخ لخطورة مذهب الأشاعرة المنحرف في صف... - الالبانيالشيخ : ذكرتني بهذه الرواية أن من جملة ما يُقال في هذه المحدثة: " ولم يزل قائلًا عليمًا ": هذه فيها دسيسة أشعرية، الذين يبطلون أو ينفون على الأقل حقيقة ...
العالم
طريقة البحث
توضيح الشيخ لخطورة مذهب الأشاعرة المنحرف في صفة كلام الله عزوجل عند قول كثير منهم: ( ولم يزل قائلاً عليماً ).
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : ذكرتني بهذه الرواية أن من جملة ما يُقال في هذه المحدثة: " ولم يزل قائلًا عليمًا ":
هذه فيها دسيسة أشعرية، الذين يبطلون أو ينفون على الأقل حقيقة الكلام الإلهي ويفسرونه بالكلام النفسي، وهم من هذه الحيثية معطلة، وهذا من عجائبهم، لأنهم من جهة يجادلون المعتزلة الذين يصرحون بأن كلام الله تبارك وتعالى مخلوقٌ، فالأشاعرة يزعمون ويتلفظون بما يوافقون أهل السنة وأهل الحديث ويقولون: لا، كلام الله صفة من صفاته، ولكنهم إذا سُبر غورهم وتُحدث معهم عن حقيقة هذا الكلام الذي ظاهره حق، قالوا: إنما نعني بالكلام الكلام النفسي، ولا يعنون به الكلام اللفظي المسموع والمصرح به في بعض النصوص الشرعية من الكتاب والسنة، كقوله تعالى مخاطبًا موسى عليه الصلاة والسلام: ‌فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى هذا النص صريح جدًّا في أن كلام الله مسموعٌ ملفوظٌ وهذا ما ينكره الأشاعرة ويقولون: لا، هذا فيه تشبيه لكلام الله الأزلي بكلام البشر، وإنما المقصود بالكلام الإلهي إنما هو الكلام النفسي، وهو في الحقيقة يعود إلى التعطيل، لأن الكلام النفسي هو أشبه شيء بالعلم الإلهي، فهم يُشيرون إلى هذه العقيدة: " ولم يزل قائلًا عليمًا "، ولأن الأمر كما يقول ابن تيمية -رحمه الله- في الرد على الأشاعرة حينما يشرح بأنهم ينكرون الكلام الإلهي الحقيقي يقولون: إنما هو الكلام النفسي، فالله عز وجل حينما قال لموسى عليه الصلاة والسلام: وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى يقولون: إلى الأزل هذا هو كلام الله، لأنهم يعنون ما يساوي العلم الإلهي، فهو قال: ولم يزل قائلًا عليمًا، بينما قال هذا حقيقة قال: فالله عز وجل كما قال الإمام أحمد -رحمه الله-: " يتكلم حينما يشاء وبما يشاء "، أما الأشاعرة عندهم الكلام الإلهي هو العلم الإلهي تمامًا، فأشاروا إلى هذا الانحراف: " ولم يزل قائلًا عليمًا "، فإذا كانوا يقولون: وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى لم يزل قائلًا عليمًا يشيرون بهذا إلى الكلام النفسي، فهذه بدعة تفرد بها الأشاعرة دون الفرق الأخرى، فمنها من كان على منهج السنة يؤمنون بكلام الله عز وجل أنه كلامٌ مسموعٌ، وكما قال عليه السلام في الحديث الصحيح: من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات وهم ينفون الحروف وينزهون -زعمًا- رب العالمين مِن أن يتكلم بهذا القرآن الذي نحن نعتقد جميعًا أنه كلام الله، لكن هم في الحقيقة لا يدينون الله بأن القرآن الكريم هو كلام الله حقيقة، ثم يختلفون من هو الذي تكلم به ؟
فمِن قائل: إنه جبريل، ومن قائل: إنه أخذه من اللوح المحفوظ وأن الله عز وجل لم يتكلم به.
ومِن عجبٍ أن أحد علماء الأزهر رد في حاشيةٍ له على كتاب *الجوهرة* في العقيدة، عقيدة الأشاعرة، رأيت له بحثًا في حاشيته على هذا الكتاب يُناقش المعتزلة يقول لهم: لماذا لا تؤمنون بالكلام الإلهي والله عز وجل يقول: وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى ‌تَكْلِيمًا ؟ يوجه السؤال التالي -وهنا العبرة-: " أليس الله تبارك وتعالى بقادر على أن يُفهم -هكذا يقول- موسى عليه السلام كلامه النفسي ؟ "، لا يقول كما هو مقتضى الآية السابقة، أليس الله تبارك وتعالى بقادر على أن يسمع موسى كلامه ؟ وإنما يقول: أليس بقادر على أن يفهمه ؟ ، لأن هذا يلتقي مع قولهم: الكلام النفسي، أي: العلم، كأنه يقول: أليس الله بقادر على أن يُعلم موسى ما يريد أن يوحي به إليه ؟ وليس باللفظ وإنما بالإفهام، هذا من شوؤم الابتداع في الدين، حيث يدس في بعض العبارات ما يحمل في طواياها عقيدة منحرفة عن عقيدة أهل السنة وأهل الحديث.

Webiste